كان سوق العملات الرقمية قد شهد تقلبات كبيرة في الفترة الأخيرة، حيث انخفضت “بيتكوين” دون مستوى 80 ألف دولار في شباط/ فبراير الماضي…
بعد إعلان الرئيس الأميركيّ دونالد ترامب عن خطة لإنشاء احتياطي استراتيجي للعملات الرقمية في الولايات المتحدة، في خطوة أثارت ردود فعل متباينة في أسواق المال الرقمية، وفقًا لتقرير نشره موقع “إنفستنغ”.
وجاء الإعلان عبر منصة “تروث سوشال”، حيث حدد ترامب خمس عملات رقمية رئيسية سيتم تضمينها في الاحتياطي، وهي “بيتكوين” و”إيثريوم” و”إكس آر بي” و”سولانا” و”كاردانو”، مؤكدًا أن هذه الخطوة ستعزز مكانة الولايات المتحدة كـ”عاصمة العملات الرقمية في العالم”.
وأدى الإعلان إلى ارتفاعات فورية في أسعار العملات المذكورة يوم الأحد الماضي، حيث قفزت “بيتكوين” بنسبة 8% لتصل إلى حوالي 92 ألف دولار، و”إيثريوم” بنسبة 10% لتتجاوز 2400 دولار، فيما سجلت “كاردانو” أعلى المكاسب بنسبة 50%. وأرجع محللون هذا الارتفاع إلى التفاؤل الذي أشعله الإعلان بعد فترة من التراجع الحاد في الأسعار، حيث فقدت العملات الرقمية معظم مكاسبها التي حققتها عقب فوز ترامب في انتخابات نوفمبر 2024، نتيجة مخاوف من رسوم جمركية جديدة وهجمات إلكترونية.
ورحب عدد من الشخصيات البارزة في قطاع العملات الرقمية بالخطوة، حيث اعتبر مايكل سايلور، رئيس مجلس إدارة شركة “ستراتيجي”، أن “بيتكوين هي العمود الفقري للاقتصاد الرقمي”. بينما أكد ديفيد ساكس، مستشار ترامب لشؤون الذكاء الاصطناعي والعملات الرقمية، أن تفاصيل إضافية ستُعلن خلال “قمة العملات الرقمية” المقررة في البيت الأبيض يوم الجمعة المقبل، بحضور قادة الصناعة.
لكن الإعلان لم يخلُ من الجدل، إذ حذر خبراء من مخاطر الاستثمار الحكومي في أصول شديدة التقلب مثل العملات الرقمية، مشيرين إلى أن هذه الخطوة قد تعرض أموال دافعي الضرائب لمخاطر غير مبررة. كما أثارت الانتقادات تساؤلات حول دوافع ترامب، خاصة مع إطلاقه وزوجته ميلانيا عملات رقمية خاصة بهما مؤخرًا، مما دفع البعض إلى اتهامه بالسعي لتحقيق مكاسب شخصية.
وكان سوق العملات الرقمية قد شهد تقلبات كبيرة في الفترة الأخيرة، حيث انخفضت “بيتكوين” دون مستوى 80 ألف دولار في شباط/ فبراير الماضي، متأثرة بمخاوف من سياسات ترامب الجمركية. ويرى المحللون أن نجاح هذه الخطة يعتمد على عوامل مثل استقرار السوق، وموقف مجلس الاحتياطي الفيدرالي من أسعار الفائدة، والإطار التنظيمي المستقبلي للعملات الرقمية في الولايات المتحدة.
وتأتي هذه المبادرة بدعم من شخصيات بارزة مثل إيلون ماسك، الذي يقود جهودًا لتحسين كفاءة الحكومة، إلى جانب تبرعات ضخمة من شركات العملات الرقمية خلال الانتخابات الأميركيّة لعام 2024، التي شكلت ثلث المساهمات المباشرة للشركات في اللجان السياسية الفائقة.