بدأت المقابلة بعد تأخير لأربعين دقيقة بسبب مشكلات فنّيّة عزاها ماسك إلى هجوم إلكترونيّ، فتحدّث عن “هجوم ضخم لحجب الخدمة” من خلال إغراق خوادم الشركة بهدف تعطيلها…
تبادل دونالد ترامب وداعمه الثريّ إيلون ماسك مجموعة من نظريّات المؤامرة والأفكار المتطرّفة، شبّها فيها المهاجرين غير القانونيّين بالزومبي وندّدا بـ”انقلاب” على الرئيس الأميركيّ جو بايدن مع تعيين نائبته كامالا هاريس مرشّحة عن الحزب الديموقراطيّ للبيت الأبيض، خلال حديث عبر منصّة إكس أخّرته مشكلات فنّيّة.
وكان مالك منصّة إكس وعد بقضاء وقت “ممتع جدًّا” مع مرشّح الحزب الجمهوريّ للرئاسة، لكنّ الواقع أنّه أتاح لترامب استعادة مواضيع حملته الانتخابيّة بحضور محاور متعاطف مصمّم على عدم نقض ادّعاءاته.
ووعد الرئيس السابق مرّة جديدة بـ”أكبر عمليّة ترحيل في تاريخ” الولايات المتّحدة، مردّدًا ادّعاءه الخاطئ بأن تدفّق المهاجرين بأعداد كبيرة في عهد بايدن تسبّب بزيادة الجرائم.
ووافقه ماسك الرأي قائلًا “لدينا أشخاص يتدفّقون وكأنّها… نهاية العالم بأيدي الزومبي”، مشبّهًا الوضع على الحدود الأميركيّة بفيلم “وورلد وور زد”.
وبعدما بقيت علاقة ماسك بترامب معقّدة لفترة طويلة، بات يؤيّده علنًا منذ تعرّضه لمحاولة اغتيال الشهر الماضي. ووصف صاحب شركتي “تيسلا” و”سبايس إكس” منافسة ترامب في السباق إلى البيت الأبيض بأنّها مرشّحة “اليسار المتطرّف”.
وشكّك ترامب في شرعيّة ترشيح هاريس، في وقت يجد صعوبة في التصدّي لموجة الحماسة العارمة الّتي أثارتها هاريس منذ دخولها الحملة.
وقال الرئيس السابق البالغ 78 عامًا إن سحب بايدن ترشيحه لولاية ثانية على خلفيّة مخاوف حول وضعه الصحّيّ، كان “انقلابًا”.
وتابع أكثر من مليون مستخدم البثّ المباشر للمقابلة على المنصّة الّتي سبق أن أقصي منها ترامب بعدما اجتاح أنصار له مبنى الكابيتول في واشنطن في السادس من كانون الثاني/يناير 2021.
وبدأت المقابلة بعد تأخير لأربعين دقيقة بسبب مشكلات فنّيّة عزاها ماسك إلى هجوم إلكترونيّ، فتحدّث عن “هجوم ضخم لحجب الخدمة” من خلال إغراق خوادم الشركة بهدف تعطيلها.
وقال ماسك عند انطلاق المقابلة أخيرًا “هذا الهجوم الضخم يظهر أنّ هناك معارضة كبيرة لمجرّد أن يستمع الناس إلى ما يقوله الرئيس ترامب”.
وكان هذا الهجوم محرجًا لإكس ومالكها، وذكر بالفشل الّذي لحق بالمنصّة عندما شهدت مشكلات فنّيّة عرقلت بثّ انطلاق حملة المرشّح الجمهوريّ السابق رون ديسانتيس عبرها.
ومنذ أن استحوذ ماسك على منصّة تويتر سابقًا فبدّل اسمها إلى إكس وأعاد تفعيل حساب ترامب عليها، تواجه انتقادات تأخذ عليها تساهلها حيال التضليل الإعلاميّ، واتّهامات بأنّها باتت قناة لليمين الراديكاليّ.
وقبل ساعات من بدء الحديث، وجّه مفوّض الشؤون الرقميّة في الاتّحاد الأوروبّيّ تييري بروتون تحذيرًا إلى ماسك في رسالة ذكره فيها بواجب الاعتدال على الشبكة الاجتماعيّة وتجنّب “تضخيم المحتوى الخطير”.
وتبادل الرجلان الثريّان على مدى ساعتين الحديث على غرار رفيقين يدردشان في مقهى، من غير أن يبديا أيّ تعارض في آرائهما.
وسخر ترامب من التغيّر المناخيّ، معتبرًا أنّ ارتفاع مستوى المحيطات سيؤدّي إلى “المزيد من الأملاك على الشاطئ”. غير أنّ ذلك لم يمنعه من الإشادة بسيّارات تيسلا الكهربائيّة “الرائعة” الّتي ينتجها محاوره.
وأيّده ماسك الرأي قائلًا “ليس الوضع وكأنّ المنزل يشتعل على الفور”، مهنّئًا ترامب على “تغريداته الأسطوريّة”.
واغتنم ترامب المقابلة ليشيّد بعلاقاته مع القادة المتسلّطين أمثال الرئيس الروسيّ فلاديمير بوتين والرئيس الصينيّ شي جينبينغ وزعيم كوريا الشماليّة كيم جونغ أون. وأكّد أنّه في حال عودته إلى الرئاسة، ستكون الولايات المتّحدة أكثر أمانًا.
وقال “أحد الأمور الّتي سنقوم بها هو أنّنا سنبني قبّة حديديّة”، في إشارة إلى نظام الدفاع الجوّيّ الإسرائيليّ. وأجابه ماسك “أعتقد أنّ الناس لا يدركون حجم مخاطر حرب عالميّة ثالثة”.
وبدا وكأنّه يروّج لتولّيه منصبًا في إدارة مقبلة برئاسة ترامب، شارحًا أنّه يودّ المشاركة في لجنة “تتثبّت من أنّ أموال دافعي الضرائب تنفق بصورة نزيهة”.
وأيّد ترامب مثل هذا الاحتمال وهنّأ ماسك على التسريحات الجماعيّة الّتي قام لها داخل منصّة إكس عندما تسلّمها. وأشاد به قائلًا له “إنّك أفضل من يمكنه خفض التكاليف”.
وقبل أقلّ من ثلاثة أشهر من موعد الانتخابات الرئاسيّة، ختم ماسك المقابلة محذّرًا من التحدّيات المطروحة فيها. وقال لترامب “أعتقد أنّنا عند منعطف في مصير الحضارة، وأعتقد أنّ علينا سلوك الطريق الصحيح” مضيفًا “أعتقد أنّك الطريق الصحيح”.