كان عدد كبير من المؤلّفين والفنّانين البصريّين والمهندسين والصحف رفعوا شكاوى خلال الأشهر الأخيرة ضدّ شركات عاملة في مجال الذكاء الاصطناعيّ التوليديّ، متّهمين إيّاها باستخدام أعمالهم لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعيّ…
رفعت شركات إنتاج كبرى دعاوى قضائيّة ضدّ شركتين ناشئتين في مجال الذكاء الاصطناعيّ الموسيقيّ، متّهمة إيّاهما باستخدام مقطوعات محميّة بحقوق الملكيّة الفكريّة لتطوير تقنيّاتهما، لتنضمّ بذلك إلى سلسلة شكاوى مماثلة قدّمها فنّانون آخرون ضدّ شركات عاملة في مجال الذكاء الاصطناعيّ التوليديّ.
وقدّمت “جمعيّة صناعة التسجيلات الأميركيّة” (RIAA – Recording Industry Association of America)، الّتي تمثّل خصوصًا شركات “سوني ميوزيك إنترتاينمنت” و”يونيفرسال ميوزيك غروب” و”وورنر ريكوردز”، شكويّين منفصلتين ضدّ شركتي “سونو” Suno و”أوديو” Udio، وهما أداتان تتيحان إنشاء الموسيقى من خلال طلب بسيط باللغة اليوميّة.
وقال الرئيس التنفيذيّ لـ”جمعيّة صناعة التسجيلات الأميركيّة” ميتش غلازيير في بيان، إنّ هاتين “الخدمتين غير المرخّصتين تزعمان أنّه من الصواب نسخ عمل الفنّان واستغلاله لتحقيق أرباح من دون موافقة أو دخل”.
واعتبر أنّ مثل هذه الممارسات “تؤخّر تحقيق الوعد بذكاء اصطناعيّ مبتكر حقًّا لنا جميعًا”، مشدّدًا على أنّ جمعيّته “تتعاون بالفعل مع مطوّرين مسؤولين لبناء أدوات ذكاء اصطناعيّ المصمّمة لتدوم، وتتمحور حول الإبداع البشريّ وتمنح الفنّانين وكتّاب الأغاني السيطرة” على أعمالهم.
وكان عدد كبير من المؤلّفين والفنّانين البصريّين والمهندسين والصحف رفعوا شكاوى خلال الأشهر الأخيرة ضدّ شركات عاملة في مجال الذكاء الاصطناعيّ التوليديّ، متّهمين إيّاها باستخدام أعمالهم لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعيّ الخاصّة بها القادرة على إنتاج نصوص أو صور أو رموز برمجيّة أو معلومات عند الطلب.
واحتلّ الموضوع أيضًا موقعًا مركزيًّا في إضراب تاريخيّ نفّذه كتّاب السيناريو والممثّلون في هوليوود خلال الصيف والخريف الماضيين، كما أعاق أخيرًا المفاوضات بين “يونيفرسال ميوزيك” وتيك توك لإيجاد اتّفاقيّة ترخيص جديدة.
وبعد ثلاثة أشهر من الجمود، التزمت الشبكة الاجتماعيّة في أوائل أيّار/مايو بإزالة كلّ المحتوى الّذي أنشئ من دون إذن بواسطة الذكاء الاصطناعيّ.
وفي نيسان/أبريل، دعا أكثر من مئتي فنّان مشهور، بينهم النجوم بيلي إيليش ونيكي ميناج وكاتي بيري وسموكي روبنسون، في رسالة مفتوحة إلى توفير حماية أفضل لإبداع وحقوق المؤلّفين “ضدّ الاستخدام غير المضبوط للذكاء الاصطناعيّ لسرقة أصوات” الفنّانين المحترفين.
وفي الشهر الماضي، اعتذر رئيس شركة “أوبن إيه آي” الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعيّ سام ألتمان للممثّلة سكارليت جوهانسون، الّتي اتّهمته بنسخ صوتها في الوضع الصوتيّ الجديد لـ”تشات جي بي تي”.