اعترفت إسبانيا وإيرلندا والنرويج رسميا، بدولة فلسطين وحضّت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على “الإنصات إلى العالم ووقف الكارثة الإنسانية التي نراها في غزة”.
اعترفت إسبانيا وإيرلندا والنرويج، رسميا، بدولة فلسطين، في قرار أثار غضب السلطات الإسرائيلية، وعبّرت مدريد ودبلن وأوسلو عن عزمها تقديم رد “حازم” على “الهجمات الدبلوماسية الإسرائيلية”؛ فيما أجرى الاتحاد الأوروبي “مداولات هامة” حول إمكانية فرض عقوبات على إسرائيل، إذا لم تمتثل لحكم محكمة العدل الدولية بشان هجوم رفح.
وقال رئيس الوزراء الإيرلندي، سايمن هاريس، في بيان، “كنا نود الاعتراف بدولة فلسطين في ختام عملية سلام لكننا قمنا بهذه الخطوة إلى جانب إسبانيا والنرويج لإبقاء معجزة السلام على قيد الحياة”. وحضّ هاريس رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، على “الإنصات إلى العالم ووقف الكارثة الإنسانية التي نراها في غزة”.
بدورها، تبنت الحكومة الإسبانية خلال اجتماع لمجلس الوزراء، عقد اليوم، مرسوما يعترف رسميا بدولة فلسطين كما أعلنت الناطقة باسم حكومة، بيدرو سانشيز. وفي تصريح مقتضب صباح الثلاثاء، أكد رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز، أن الاعتراف بدولة فلسطين “ضروري لتحقيق السلام” بين الإسرائيليين والفلسطينيين فضلا عن كونه “مسألة عدالة تاريخية”.
بدورها، أكدت النرويج، أن القرار الاعتراف بدولة فلسطين يشكل “محطة مميزة” في علاقاتها مع فلسطين، معربة عن أسفها لغياب” التزام بناء “من جانب إسرائيل في هذا المجال. وقال وزير الخارجية النروجي، إسبن بارث إيدي، في بيان، “يشكل اليوم الذي تعترف فيه النروج رسميا بدولة فلسطين محطة مميزة في العلاقة بين النروج وفلسطين”.
وقال وزير الخارجية النروجي “من المؤسف ألا تظهر الحكومة الإسرائيلية أي مؤشر إلى التزام بناء” بهذا الخصوص داعيا المجتمع الدولي إلى مضاعفة الجهود لدعم حل الدولتين. وأضاف “أضع ثقتي بالحكومة الفلسطينية للاستمرار بالاصلاحات الشاقة ولإرساء أسس الحوكمة في الضفة الغربية وقطاع غزة على حد سواء بعد وقف إطلاق النار.
وفي الوقت نفسه، عقد وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، الذين يجتمعون في بروكسل، للمرة الأولى “مداولات هامة” بشأن بحث إمكانية فرض عقوبات على إسرائيل، إذا لم تمتثل لحكم محكمة العدل الدولية في لاهاي التي طالبتها بوقف الهجوم البري على منطقة رفح، جنوبي قطاع غزة المحاصر، بحسب ما أفاد وزير خارجية أيرلندا، مايكل مارتن.
وكان وزير الخارجية الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس، أمام الصحافة “سنقدم ردا (…) منسقا مع النروج وإيرلندا اللتين تتعرضان لنفس النوع من التضليل الاعلامي الدنيء والهجمات على وسائل التواصل الاجتماعي”، متحدثا عن “رد حازم وهادئ” على هذه “الاستفزازات”.
وأضاف في ختام جلسة مجلس الوزراء بعد اعتماد المرسوم الذي يعترف بدولة فلسطين رسميا “لا أحد يمكنه ان يخيفنا (…) نحن لا نصنع سياستنا الخارجية عبر الرد بالتغريدات، لدينا أفكار واضحة حول المسار الذي يجب أن نسلكه”. وتابع أن رد دبلن ومدريد وأوسلو سيحصل “في الوقت المناسب”.
بهذا الصدد، اتهم ألباريس الخارجية الإسرائيلية بأنها “مهتمة بالحديث عن التغريدات أكثر من اهتمامها بقرارات محكمة العدل الدولية”، أعلى هيئة قضائية لدى الأمم المتحدة، التي أمرت إسرائيل الجمعة بوقف هجومها العسكري في رفح في جنوب قطاع غزة.
وفي رد غاضب على قرار مدريد ودبلن وأوسلو الاعتراف بدولة فلسطين، كثف وزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، الرسائل الغاضبة ضد هذه الدول الثلاث على مدى أيام على منصة أكس.
من جانبها، قالت دبلن في إعلانها إنها تعترف بفلسطين “كدولة مستقلة وذات سيادة” ووافقت على إقامة علاقات دبلوماسية كاملة معها. وأضافت أنه سيتم تعيين سفير إيرلندي في سفارة مكتملة الأركان في رام الله، مقر السلطة الفلسطينية.
وأشار وزير الخارجية الإيرلندي، مارتن، إلى أن القرار “يمثّل قناعتنا بأن المسار السياسي هو الطريق الوحيد للمضي قدما”. ولفت إلى أن الأمر “سيكسر دوامة التهجير والإخضاع والتجريد من الإنسانية والإرهاب والموت التي نكبت حياة الإسرائيليين والفلسطينيين على مدى عقود”.
وأضاف أن “احتمالات تحقيق سلام دائم لم تكن يوما في خطر أكبر ويتحتم علينا التحرّك فورا إلى جانب شركائنا الذين يشاركوننا طريقة التفكير لحماية استمرارية حل الدولتين”