ذكر الجيش الإسرائيلي أنه “بحسب معلومات استخباراتية موثوقة بحوزتنا، يبدو أن المختطفين قُتلوا خلال الهجوم الإرهابي الذي وقع يوم 7 تشرين الأول/ أكتوبر، وقد اختطفهم مخرّبو حماس إلى غزة”.
نشر منتدى عائلات الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة، اليوم الأربعاء، مقطعا مصورا يظهر عملية أسر عدد من المجندات الإسرائيليات من قاعدة “ناحل عوز” العسكرية، خلال هجوم القسام في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، في محاولة لكسب تعاطف الرأي العام وحشده ضد حكومة بنيامين نتنياهو لدفعها إلى إبرام صفقة تبادل أسرى مع حركة حماس.
وفي أعقاب نشر الشريط المصور، تظاهر عشرات الآلاف من الإسرائيليين أمام مقر وزارة الأمن في مدينة تل أبيب، مطالبين بالعمل على الإفراج عن الأسرى والرهائن المحتجزين في قطاع غزة، وسط دعوات لإسقاط حكومة بنيامين نتنياهو، الذي اتهموه بعرقلة الجهود الرامية للتوصل إلى صفقة تبادل أسرى مع حركة حماس، في إطار المفاوضات غير المباشرة.
وأظهر الشريط المصور عملية أسر مراقبات في الجيش الإسرائيلي؛ وأرفق المقطع المصور ببيان طالب الجمهور الإسرائيلي بـ”النظر في أعينهن”، علما بأن المقطع بث بموافقة عائلات المجندات اللواتي ظهرن فيه؛ ووفقا للبيان، فإن ذلك اليوم شهد مقتل 15 مجندة في جيش الاحتلال داخل قاعدة “ناحل عوز” في حين جرى أسر 7 مراقبات وهن على قيد الحياة.
وأوضح البيان أن الجيش الإسرائيلي أعلن لاحقا عن استعادة مجندة على قيد الحياة في اليوم الـ23 للحرب على غزة (تُدعى أوري ماغيديش) من بين الأسيرات السبع، في حين تم الإعلان عن مقتل مجندة ثانية (تُدعى نوعا مرتسيانو) خلال أثناء وجودها في الأسر، وجرى استعادة جثتها لدفنها لاحقا؛ وذكر البيان أن “هناك خمس مراقبات في أسر حماس منذ 229 يومًا”.
وجاء في البيان الصادر عن منتدى عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة أن “الفيديو الصعب يعكس واقع حياة الأسرى المحتجزين في غزة منذ 229 يوما. والفيديو إدانة لاذعة للفشل القومي الذي تجلى بالتخلي عن الأسرى. ليست هناك مهمة أعظم، ولا انتصار أهم، ولا فرصة لإعادة الأمل إلى إسرائيل دون استعادة جميع الأسرى، الأحياء والأموات.
وختم بالتشديد على أنه “يجب على الحكومة الإسرائيلية ألا تضيع ولو لحظة واحدة أخرى؛ عليها أن تعود إلى طاولة المفاوضات على الفور”؛ وفي تعليقه على مقطع الفيديو، قال الوزير في كابينيت الحرب، بيني غانتس، إن “مسؤولية القادة هي خلق واقع مختلف واتخاذ القرارات الصعبة. وهذه هي مسؤوليتنا”.
بدوره، قال رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، تعليقا على الفيديو، إنه “سنواصل بذل كل ما في وسعنا لإعادة الرهائن إلى وطنهم”، واعتبر أن المقطع الذي يوثق عملية أسر المراقبات “يعزز تصميمي على القتال بكل قوتي حتى يتم القضاء على حماس، لضمان أن ما شاهدناه هذا المساء لن يتكرر مرة أخرى”.
وفي وقت لاحق، اتسعت الاحتجاجات لتصل إلى طريق أيالون السريع، حيث أغلق المتظاهرون مساره المتجه شمالا، وأضرموا النار وهتفوا مطالبين بحل الحكومة والعمل على إطلاق سراح الأسرى حتى لو كان ثمن ذلك وقف الحرب الإسرائيلية التواصلة منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي على قطاع غزة.
واندلعت مواجهات مع عناصر الشرطة التي حاولت تفريق المتظاهرين بالقوة، وإبعادهم عن الطريق السريع، في حين طالب أفراد في عائلات أسرى إسرائيليين في غزة والآلاف من المتظاهرين، الوزيرين في كابينيت الحرب، بيني غانتس وغادي آيزنكوت، بالانسحاب من حكومة نتنياهو وعدم منحه غطاء لإطالة أمد الحرب لاعتبارات سياسية.