بريك: “هذا الهجوم حاليا سيكون المسمار الأخير في نعش قدرتنا على جعل حماس تنهار. وسيلحق ضررا لا يوصف بعلاقاتنا مع الدول الصديقة لنا في العالم والدول العربية التي صنعت سلاما معنا. ويجب إقالة غالانت وهليفي”
أشار مفوض شكاوى الجنود في الجيش الإسرائيلي، الجنرال في الاحتياط يتسحاق بريك، مجددا اليوم الخميس، إلى أن “حجم سلاح البرية اليوم لا يسمح للجيش الإسرائيلي في المناطق التي احتلها في قطاع غزة، لأنه سيضطر إلى نقل قواته إلى مهام أخرى. وسيعود مقاتلو حماس إلى هذه المناطق لينشأ وضع لا يتمكن فيه الجيش الإسرائيلي من هزمهم ولو في منطقة قتالية واحدة”.
وأضاف بريك، في مقاله المنشور في الموقع الإلكتروني لصحيفة “معاريف”، أنه لو صادق رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، على توصية وزير الأمن، يوآف غالانت، ورئيس أركان الجيش، هيرتسي هليفي، في بداية الحرب على هجوم متزامن ضد حماس وحزب الله، “لكنا نتواجد اليوم في حرب إقليمية شاملة ستدمر إسرائيل”.
وتابع أن مهاجمة القنصلية الإيرانية في دمشق، التي قادها غالانت وهليفي، أدت إلى انضمام إيران مباشرة إلى الحرب ضد إسرائيل، “الأمر الذي من شأنه أن يؤدي إلى حرب إقليمية شاملة وحتى إلى حرب عالمية ثالثة”.
وأفاد بريك بأن غالانت وهليفي هما مهندسا اجتياح رفح. ورأى أن “هذا الهجوم حاليا سيكون المسمار الأخير في نعش قدرتنا على جعل حماس تنهار. وسيلحق ضررا لا يوصف بعلاقاتنا مع الدول الصديقة لنا في العالم والدول العربية التي صنعت سلاما معنا”.
وحذر من أنه “حتى لو نجحنا في القضاء على كتائب حماس الأربع في رفح، وأخلينا جميع المليون لاجئ بهدوء نسبي، لا نزال ملزمين أن نتذكر أنه في نهاية الهجوم سنسحب قواتنا من رفح عاجلا أم آجلا مثلما فعلنا ذلك في جميع المناطق في قطاع غزة التي احتللناها حتى الآن، وستعود حماس إليها ويرمم كل شيء من جديد. ونتائج هذا الهجوم ليس فقط أنها لن تقربنا من الانتصار على حماس، وإنما العكس هو الصحيح، وسيتسبب بشكل مؤكد بفقدان الاحتمال بالانتصار وبأزمة شديدة مع المصريين التي من شأنها إنهاء السلام بين إسرائيل ومصر، وهذه ستكون الضربة الأشد لأمن إسرائيل”.
ورأى بريك أن اجتياح رفح عزز عزم المدعي العام في المحكمة الجنائية الدولية، كريم خان، بإصدار مذكرات اعتقال دولية ضد نتنياهو وغالانت. “وقرار المدعي هو وصمة رهيبة على الجيش والدولة عموما، ولن يُمحى أبدا وسيلحق أضرارا بنا في كافة المجالات، وسنتحول إلى دولة منبوذة في العالم”.
وحسب التفاهمات بين إسرائيل والولايات المتحدة، فإن الجيش الإسرائيلي تعهد بالانسحاب من رفح بعد “القضاء على كتائب حماس الأربع”. ولفت بريك في هذا السياق إلى أنه “حتى من دون تعهد كهذا للولايات المتحدة، سيسحب الجيش الإسرائيلي القوات من رفح مثل فعل في جميع مناطق قطاع غزة التي احتلها، وهذا نتيجة لنقص بالغ في القوات البرية. وتعني هذه التفاهمات أن حماس ستعود لرفح خلال فترة قصيرة، وستعود الأمور كلها إلى سابق عهدها، وبضمنها ترميم الأنفاق”.
ووصف بريك تمجيد غالانت لقدرات الجيش الإسرائيلي وتهديداته لحماس وحزب الله بأنها “كلام فارغ”، مضيفا أنه “لا يمكن الإخفاء عن الجمهور الإسرائيلي عدم قدرة الجيش الإسرائيلي على تدمير حماس. فقد استأنفت حماس إطلاق القذائف الصاروخية باتجاه غلاف غزة، بعد عودتها إلى المناطق التي احتلها الجيش الإسرائيلي وانسحب منها، وهكذا عادت دولتنا بعد سبعة أشهر من القتال إلى وضع ما قبل الحرب”.
وبما يتعلق ببديل لحماس في حكم قطاع غزة، شدد بريك على أنه “واضح للجميع أنه يستحيل إقامة حكم بديل لحماس بدون وجود الجيش في المنطقة المحتلة لفترة طويلة تحمي الحكم الجديد. وفي الوضع الحاصل، قرر غالانت إخفاء الحقيقة عن الشعب وهي أنللجيش ذنب أكبر من ذلك، وهو أن الفوضى الرهيب بعدم القدرة على القضاء على حماس تنبع من تقليص الجيش وتحويله إلى جيش صغير من دون أي احتياطي قوات، وأنه لم تتبق قوات لدى الجيش حتى من أجل البقاء لفترة قصيرة في المناطق التي احتلها”.
وأضاف بريك أن “غالانت ألحق بدولة إسرائيل ضررا رهيبا. ويحظر منحه الحق بالتوصية على هوية رئيس أركان الجيش القادم، وإذا بقي هذا الحق بين يديه فإنه سيوصي برئيس أركان مدينٍ له. ورئيس أركان كهذا لن يتمكن من ترميم الجيش بوجود مفاهيم غالانت القديمة”.
ودعا بريك إلى “إقالة غالانت من منصبه بشكل فوري، ولا يمكن تصديق كلمة واحدة تصدر عنه. وأي يوم يمر يتمسك فيه بمقاليد الحكم هو يوم آخر في تدهور الجيش وخطر نشوب حرب إقليمية وإبعاد عملية ترميم الجيش. وبعد إقالة غالانت سيكون بالإمكان إقالة هيرتسي هليفي واختيار رئيس أركان جديد. أما نتنياهو، فبإمكان الشعب فقط إقالته في الانتخابات المقبلة”.