انتقد مكتب المدعي العام تقرير الخبير، وقال إنه جمعه على عجل في 72 ساعة، واتهم فيراري بإهمال أربع سنوات من الأدلة لصالح “شريحة بسيطة من الأدلة قدمها الدفاع”.
أثار تقرير للطب الشرعي حول وفاة أسطورة كرة القدم الأرجنتينية، دييغو مارادونا، حالة من عدم اليقين في دعوى إهمال جنائي مقامة ضد ثمانية أطباء قبل شهر من محاكمتهم بتهمة القتل.
أجرى خبير بالطب الشرعي الدراسة بناء على طلب أحد المتهمين الرئيسيين، وهو جراح أعصاب مارادونا ليوبولدو لوكي، في محاولة للطعن على الفحص الطبي عام 2021، والذي حمل لوكي وأطباء آخرين مسؤولية ما وصفه بـ”وفاة نجم كرة القدم” التي كان يمكن تجنبها.
نفى المتهمون وجود أي تجاوزات أو مخالفات في التعامل مع مارادونا.
توفي مارادونا، الذي قاد الأرجنتين للفوز بكأس العالم 1986، متأثرا بأزمة قلبية عام 2020 أثناء تعافيه من جراحة في الدماغ.
أذهلت وفاته عن عمر ناهز 60 عاما جيلا من مشجعي كرة القدم، ودخلت الأرجنتين بأكملها في حداد. لكن في غضون أيام، أصبحت البلاد مشغولة بتساؤلات حول ساعاته الأخيرة المحيرة، وتصاعدت موجة من الشك عندما داهمت الشرطة منازل ومكاتب أطبائه، وطالبت عائلة مارادونا القضاء بالتدخل.
وفي نهاية المطاف، اتهم ممثلو ادعاء الأطباء الثمانية بالقتل، وهو اتهام خطير يترك الباب مفتوحا أمام إمكانية وجود نية مسبقة، ما يؤدي لصدور أحكام محتملة بالسجن لمدة تتراوح بين 8 إلى 25 عاما. ومن المقرر أن تبدأ المحاكمة في 4 حزيران/ يونيو المقبل.
خلص تقرير الطبيب الشرعي بابلو فيراري، والذي صدر يوم الإثنين، إلى أن ضربات قلب مارادونا السريعة وغير المنتظمة كانت “إما طبيعية أو ناجمة عن عامل خارجي، ربما بسبب مخدر مثل الكوكايين الذي كان مارادونا معروفا بتعاطيه في الماضي”.
وقال فيراري إنه لا يستطيع إعداد تقرير السموم بناء على عينة بول مارادونا “غير الكافية”.
تتناقض هذه النتائج مع نتائج لجنة طبية مكونة من 20 عضوا تم تعيينها للتحقيق في وفاة مارادونا.
اتهم تقرير عام 2021 الفريق الطبي لمارادونا بالتصرف “بطريقة غير لائقة وقاصرة”، ما ترك لاعب كرة القدم يتألم ولم يحصل على مساعدة لأكثر من 12 ساعة قبل وفاته.
شكك تقرير فيراري في خطورة ذلك، معتبرا أن عدم انتظام ضربات القلب لا يمكن أن يسبب الألم لأكثر من “بضع دقائق أو بضع ساعات على الأكثر”.
من جانبه قال فاديم ميشانشوك، محامي الدفاع الذي يمثل الطبيبة النفسية لمارادونا، أوغستينا كوساتشوف، لوسائل إعلام محلية إنه “يمثل هذا تحولا جذريا في القضية، وينقل الوفاة من كونها أزمة قلبية تستمر عدة أيام إلى وضع يستمر لدقائق”.
انتقد مكتب المدعي العام تقرير الخبير، وقال إنه جمعه على عجل في 72 ساعة، واتهم فيراري بإهمال أربع سنوات من الأدلة لصالح “شريحة بسيطة من الأدلة قدمها الدفاع”.
وقال ممثلو الادعاء إنه “لم يحدث أي تطور في القضية”.