البيت الأبيض: إسرائيل وافقت على أن “تأخذ بالاعتبار” مخاوفنا بشأن رفح

بعد أن كان نتنياهو قد ألغى زيارة مقررة لوفد إسرائيلي رفيع إلى واشنطن، الأسبوع الماضي؛ مسؤولون أميركيون يعقدون اجتماعا افتراضيا مع نظرائهم في إسرائيل لبحث مخططات الاحتلال لاجتياح رفح.

عقد مسؤولون في الولايات المتحدة، اجتماعا عن بُعد مع نظرائهم الإسرائيليين، يوم الإثنين، لمناقشة مقترحات إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، “البديلة” للاجتياح العسكري الإسرائيلي لمدينة رفح، جنوبي قطاع غزة.

وأعلن البيت الأبيض، الإثنين، أنّه عبّر لإسرائيل عن قلقه بشأن الهجوم على مدينة رفح في جنوب قطاع غزة، مشيرا إلى أنّ تل أبيب وافقت على “أن تأخذ هذه المخاوف في الاعتبار”.

وقالت الرئاسة الأميركية في بيان إنّه خلال اجتماع أميركي-إسرائيل رفيع المستوى عُقد عبر الفيديو وحضره عن الجانب الأميركي وزير الخارجية أنتوني بلينكن ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان، “أعرب الجانب الأميركي عن قلقه إزاء خطط عمل عديدة في رفح”.

وأضاف البيان أنّه خلال الاجتماع “وافق الجانب الإسرائيلي على أخذ هذه المخاوف في الاعتبار وإجراء مناقشات متابعة”.

وبحسب البيان، فإنّ الجانبين أجريا “نقاشا بنّاءً بشأن رفح”، المدينة الواقعة في أقصى جنوب القطاع الفلسطيني والتي لجأ إليها أكثر من نصف سكّانه منذ بدأت الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر.

وقبل الإعلان الأميركيّ الرسميّ، قال مسؤول أميركي في تصريحات أوردتها وكالة “رويترز” إن “الاجتماع انتهى ومن المتوقع صدور بيان مكتوب عنه في وقت لاحق”، ومن المقرر أن تعقد اجتماعات حضورية لاستكمال مناقشة خطط الاحتلال لاجتياح رفح، ما يهدد بتفاقم الكارثة الإنسانية في قطاع غزة.

وذكرت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارين جان-بيير، أن الولايات المتحدة عبرت عن مخاوفها من أي عملية برية كبيرة في رفح، وهي آخر ملاذ “آمن” نسبيا لأكثر من مليون مدني فلسطيني نازح.

وأضافت “إذا أرادوا المضي قدما في عملية عسكرية، فيجب أن نجري هذه المحادثة… علينا أن نفهم كيف سيمضون قدما”. وأوضحت أن مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض، جيك سوليفان، هو من يقود المناقشات من الجانب الأميركي.

وكانت إسرائيل وافقت على إرسال وفد إلى واشنطن للتباحث في خطة اجتياح رفح، لكنها عادت وألغته على خلفية عدم استخدام الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن ضد قرار يدعو لوقف إطلاق النار.

وقال مسؤولون إن إسرائيل طلبت من البيت الأبيض بعد ذلك بيومين تحديد موعد آخر لاجتماع رفيع المستوى لمناقشة الخطط العسكرية لمدينة رفح، في محاولة واضحة لتخفيف التوتر بين الحليفتين.

وتريد الولايات المتحدة أن تبحث إسرائيل بدائل للغزو البري لرفح، علما بأن بايدن كان قد حث إسرائيل على عدم شن “هجوم كبير” في رفح لتجنب سقوط مزيد من الضحايا المدنيين في غزة.

وقال مصدر إسرائيلي رسمي تحدث لوكالة “فرانس برس” إن “الاجتماع الإثنين يُعقد عبر الإنترنت. وقد يُعقد اجتماع حضوري في وقت لاحق من الأسبوع الجاري”. كما قال مسؤول أميركي “نتوقّع أن تُعقد لقاءات متابعة حضورية بعد جهد إضافي لفريقي الخبراء”.

وقالت نائبة المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، سابرينا سينغ، في تصريح لصحافيين، إن الهدف من الاجتماع هو نفسه الذي كان محددا للاجتماع الملغى.

وقالت سينغ إن الهدف يكمن في “فهم ماهية خططهم لعملية من أي نوع ضمن رفح، وفهم كيفية تحرّكهم أو شنّهم العمليات مع الاكتظاظ السكاني هناك حيث يتواجد أكثر من مليون شخص”.

ولم تؤكد مشاركة وزارة الدفاع في المحادثات، لكن مسؤولا أميركيا قال إن وزير الخارجية، أنتوني بلينكن، سيشارك في الاجتماع.

وتلوّح إسرائيل منذ أسابيع بشنّ عملية برية على مدينة رفح الواقعة أقصى جنوب القطاع عند الحدود مع مصر، والتي باتت ملاذًا لأكثر من 1,5 مليون فلسطيني غالبيتهم نزحوا من مناطق أخرى في القطاع.

ويشدد رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، على أن هجوم رفح ضروري لتحقيق هدف “القضاء” على حماس. إلا أن هذه العملية المحتملة تثير مخاوف دولية واسعة خشية على مصير المدنيين.

Exit mobile version