أجريت هذا الأسبوع في المركز الطبي “تسافون” بوريا عملية جراحية فريدة من نوعها لطفلة تبلغ من العمر أربع سنوات تم خلالها استئصال ورم خبيث من الفك السفلي بعدها قام الأطباء بإعادة بناء الفك، وذلك من خلال اجراء جراحي معقّد وغير مسبوق في هذا المجال، خاصة لمتعالجة في جيل مبكر.
وكانت الطفلة ابنة الرابعة من العمر قد اشتكت من انتفاخ في منطقة الفك السفلي. حيث تمت معاينتها وتشخيصها على انها تعاني من هذا التورم، وعليه تم توجيهها بشكل فوري الى قسم جراحة الفم الوجه والفكين في المركز الطبي “تسافون” بوريا، هذا القسم المعروف كأحد الأقسام الرائدة في مجال سرطان الوجه والفكين، والمختص بإعادة ترميم الأوعية الدموية الدقيقة في هذه المنطقة.
وكان الاطباء في المركز الطبي “تسافون” بوريا قد استخرجوا عينة من الورم المذكور، حيث تأكدوا بذلك ان الحديث يدور عن ورم خبيث ونادر من نوع الساركوما العضلية الذي يتطور من الأنسجة العضلية، الامر الذي يتطلب إزالة الورم وإعادة بناء الفك.
وتعتبر هذه عملية جراحية نادرة من نوعها بسبب حقيقة أن الورم نفسه نادر الظهور والتطور عند الأطفال وأيضًا لأن فرص نجاح هذه العملية الجراحية أقل عند الأطفال، بفضل التعقيدات الكبيرة المتعلقة بإعادة ربط الأوعية الدموية الدقيقة عند الاطفال.
هذا وقد أجرى هذه العملية الجراحية المعقدة طاقم من أمهر الأطباء في المركز الطبي “تسافون” بقيادة مدير قسم جراحة الفم والوجه والفكين الطبيب الجراح الرائد في مجال أورام الفم والوجه والفكين البروفيسور عماد أبو النعاج حيث قال تعقيبا على هذه العملية: ” نتحدث عن مشروع بحد ذاته بمشاركة طاقم واسع تضمن كل من د. عبد الرازق، مدير خدمات إعادة ترميم الاوعية الدموية الدقيقة في المركز الطبي الذي قام بإجراء عملية الترميم المعقدة. كما عمل الدكتور سيرجي بوستوفسكي – مدير وحدة أورام الأطفال في المركز الطبي هعيميك وطاقم طبي واسع من مركز الطبي “تسافون” بوريا. وبمساعدتهم جميعًا، تم تخطيط وتنفيذ خطة علاجية شملت استئصال الورم الخبيث الذي انتشر الى ما يقارب من نصف الفك السفلي”.
أما فيما يتعلق بعملية إعادة بناء الفك السفلي، والتي تمت في نفس وقت الاستئصال، فقد اجراها د. مراد عبد الرازق، مدير خدمات إعادة ترميم الاوعية الدموية الدقيقة في المركز الطبي “تسافون” الذي تحدث بدوره وقال: ” أجرينا إعادة ترميم للفك باستخدام زرع عظمي تم استخراجه من قصبة ساق الفتاة، بالإضافة إلى الجلد والأوعية المغذية التي تم ربطها تحت المجهر بالأوعية الموجودة في منطقة الرقبة. وهذا إجراء نادر جدًا في هذا العمر نظرًا لندرة الأورام من هذا النوع لدى الأطفال وتعقيد ربط الأوعية الدموية الصغيرة في مثل هذه السن المبكرة”.
وأضاف البروفيسور أبو النعاج أيضا أن العملية استغرقت حوالي 10 ساعات متتالية، وانتهت بنجاح دون المس بالأنسجة البنيوية أو الأعصاب المجاورة. وخلال فترة التعافي في الأيام الأولى بعد العملية، استعادت الطفلة عافيتها، وتمكنت من تحريك الفك المعاد بناءه وحتى قضم وتناول الأطعمة الصلبة أيضا. قبل بضعة أيام، تم تسريحها من المركز الطبي بحالة عامة جيدة، وهي تأكل وتتحدث بشكل طبيعي تقريبًا وتم توجيهها لمواصلة إعادة التأهيل في المنزل ومواصلة العلاج الإشعاعي خارج البلاد.
واختتم البروفيسور أبو النعاج حديثه وقال: “إن هذه عملية معقدة ورائدة في هذا المجال، خاصة في هذه السن المبكرة، والفضل كله يعود إلى الدكتور عبد الرازق. أود من هنا أن أشكر طاقم الأطباء المميزين الذي وقف وراء هذه الجراحة النادرة ومواكبة الحالة بأكملها خاصة قسم التخدير بإدارة الدكتور مروان أرملي، ووحدة العناية المركزة للأطفال بإدارة الدكتور أمير بار، وقسم الأطفال بإدارة الدكتور سعيد أبو زيد وطاقم الممرضات والممرضين وطاقم وأخصائي الطب الداعم والطاقم الإداري. بفضل تعاون الجميع تمكنا من تحقيق هذه النتائج المثلى”.