أسباب تجعلك تشعر بالجوع دائماً.. ما هي وكيف تتغلب عليها؟

يعتمد جسمك على الطعام للحصول على الطاقة؛ لذلك من الطبيعي أن تشعر بالجوع إذا لم تأكل لبضع ساعات، ولكن إذا كنت تعاني من الجوع المستمر حتى بعد تناول الوجبة يمكن أن يؤدي ذلك إلى الإضرار بصحتك.

الجوع الشديد الدائم، والذي يعرف طبياً بـ “polyphagia” يمكن أن يكون علامة على أنك بحاجة إلى استشارة طبيب وسنتعرف في هذا المقال إلى الأسباب التي تجعلك تشعر بالجوع الدائم وطرق التغلب على ذلك.

أسباب الشعور الدائم بالجوع:

جسمك يحول السكر في الغذاء إلى وقود يسمى الغلوكوز، ولكن عندما يكون لديك مرض السكري لا يستطيع الغلوكوز الوصول إلى الخلايا، فيقوم جسمك بإخراج الغلوكوز إلى الخارج فتحتاج لتناول الطعام أكثر.

الأشخاص الذين يعانون من النوع الأول من السكري على وجه الخصوص قد يتناولون كميات كبيرة من الطعام ويفقدون الوزن.

نقص السكر في الدم يحدث عندما تنخفض مستويات الغلوكوز في الجسم إلى مستويات منخفضة جداً، ويعتبر انخفاض السكر في الدم مصدر قلق للأشخاص المصابين بمرض السكري، ولكن المشكلات الصحية الأخرى يمكن أن تسببه أيضاً، وتشمل التهاب الكبد، واضطرابات الكلى، ومشكلات في الغدد الكظرية أو الغدة النخامية.

إذا لم تحصل على قسط كاف من الراحة فقد يؤثر ذلك على الهرمونات في جسمك التي تتحكم في الجوع، والأشخاص الذين يعانون من حرمان من النوم لديهم شهية أكبر، ويجدون صعوبة أكبر في الشعور بالشبع؛ فعندما تكون متعباً تزداد شهيتك للأطعمة الغنية بالدسم والسعرات الحرارية.

عندما تكون قلقاً أو متوتراً يقوم جسمك بإفراز هرمون يسمى الكورتيزول، وهذا يرفع شعورك بالجوع، ويرغب الكثير من الأشخاص الذين يعانون من الإجهاد في الأطعمة الغنية بالسكر أو الدهون أو كليهما، وقد تكون هذه محاولة من جسمك لإيقاف الجزء من دماغك الذي يسبب لك القلق.

ليست جميع الأطعمة تشعرك بالشبع بالطريقة نفسها؛ فالأطعمة التي تحد من الجوع هي الأطعمة الغنية بالبروتين مثل اللحوم الخالية من الدهون والأسماك أو منتجات الألبان أو الأطعمة الغنية بالألياف، مثل الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والفاصولياء.

المعجنات والخبز الأبيض والعديد من الوجبات المعلبة والأطعمة السريعة تفتقر إلى هذه العناصر الغذائية ولكنها غنية بالدهون والكربوهيدرات غير الصحية؛ فإذا كنت تأكل كثيراً من هذه الأطعمة فقد تجد نفسك جائعاً مرة أخرى بعد تناول الوجبة مباشرة، وقد تأكل أكثر مما ينبغي.

بعض الأدوية يمكن أن تجعلك ترغب في تناول الطعام أكثر من المعتاد، وتشتهر مضادات الهستامين بهذا، وكذلك مضادات الاكتئاب التي تسمى مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الانتقائية SSRIs، والمنشطات، وبعض أدوية مرض السكري، والأدوية المضادة للذهان.

كثير من الحوامل يلاحظن تغيراً كبيراً في الشهية، وهذه طريقة جسمك للتأكد من حصول الطفل على ما يكفي من العناصر الغذائية للنمو، ومعظم النساء يكسبن ما بين 4 أو 6 أرطال خلال الأشهر الثلاثة الأولى ثم 1 باوند أسبوعياً خلال الثاني والثالث.

الغدة الدرقية هي غدة على شكل فراشة في الرقبة، وإذا كانت الغدة الدرقية تعمل بسرعة كبيرة فقد يكون لديك فرط في نشاط الغدة الدرقية.

كثير من الناس يشربون الصودا الخالية من السكر لخفض السعرات الحرارية أو فقدان الوزن، ولكن السكر المزيف في هذه المشروبات يوهم عقلك بوجود سعرات حرارية يمكن استخدامها كوقود، وعندما لا يحصل جسمك على أي شيء يتم تشغيل “مفتاح الجوع”، ويجبر جسمك على الحصول على السعرات الحرارية من الطعام بدلاً من ذلك.

الترطيب المناسب بالماء مهم جداً لصحتك العامة، حيث إن شرب ما يكفي من الماء له فوائد صحية عديدة بما في ذلك تعزيز صحة الدماغ والقلب وتحسين أداء التمارين الرياضية، بالإضافة إلى ذلك فإن الماء يحافظ على صحة الجلد والجهاز الهضمي، كما يشعرك الماء أيضاً بالشبع والامتلاء، ولديه القدرة على الحد من الشهية عند تناوله قبل وجبات الطعام.

كيف تتغلب على شعور الجوع الدائم؟

يقوم طعم المرارة الموجود في الشوكولاتة السوداء بدورٍ مهمّ في تقليل الرغبة الشديدة لتناول الحلويات، كما يساعد الحمض الدهني الموجود فيها على إبطاء عملية الهضم، ولذا يزيد من الشعور بالامتلاء.

إن التركيز في أثناء تناول الطعام يجعلنا نشعر بالمتعة، كما أننا سنهتم عندئذ بالنوعية على حساب الكمية ويقلل من الشراهة أيضاً.

يساعد شرب الماء على تمدد المعدة بما يكفي لإرسال تنبيهات للدماغ أنك شبعت، مما يعني تناول كمية أقل من الطعام وبالتالي حدوث خسارة في الوزن.

تعمل القهوة على إطلاق مادة اسمها (ببتيد YY) في القناة الهضمية، الأمر الذي يعزز من الشعور بالشبع، ويكون تأثير القهوة منزوعة الكافيين أكبر، حيث إنه يستمر حتى ثلاث ساعات بعد تناولها.

يحتاج تناول الأطعمة الصلبة إلى وقت أطول في مضغه وحتى إنه يمنحنا الشعور بالشبع، كما أن مضغ الأطعمة الصلبة يساعد في البقاء على اتصالٍ مع براعم التذوق لفترةٍ أطول، معززاً بذلك الشعور بالامتلاء.

تعمل الألياف على تمديد المعدة، كما أنها تبطّئ من سرعة إفراغها وتؤثر على إفراز هرمونات الامتلاء أيضاً، ويعمل تخمّر الألياف في المعدة على إنتاج أحماض دهنية ذات سلسلة قصيرة تعزز من الشعور بالشبع.

يساعد تناول البروتين على فقدان الدهون ومنع خسارة العضلات بسبب اتباع حمية غذائية، وتزيد البروتينات المضافة إلى النظام الغذائي من الإحساس بالامتلاء، لذلك فإننا نأكل كمية أقل في الوجبة التالية.

تملك دهون أوميغا-3، لا سيما تلك الموجودة في الأسماك والزيوت، القدرة على زيادة مستويات هرمون اللبتين الكامل، كما أن النظام الغذائي الغني بدهون الأوميغا-3 قد يزيد أيضاً من الشعور بالامتلاء بعد الوجبات.

إن تقليل حجم أطباق الطعام يمكن أن يساعدك على تقليل أجزاء وجبتك من دون وعي، ومن المحتمل أن يساعدك هذا على استهلاك كمية أقل من الطعام من دون الشعور بالحرمان.

الخلاصة: إن الإحساس بالجوع هو إشارة مهمة وطبيعية لا ينبغي تجاهلها، والنصائح المذكورة أعلاه ليست سوى عدد قليل من الطرق البسيطة لتقليل شهيتنا والجوع بين الوجبات، وإذا جربت هذه الأمور ولكنك لا تزال تجد نفسك جائعاً بشكل مفرط، ففكر في التحدث إلى اختصاصي الرعاية الصحية حول الخيارات المتاحة أمامك.

↑
Exit mobile version