تشهد حكومة الحرب الإسرائيلية الحالية “أزمة ثقة حادة” بين قادتها الثلاثة (نتنياهو-غالانت-غانتس)، آخرها تصاعد التوتر بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يوآف غالانت.
وقالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” نقلاً عن مصادر أمنية، إن “أزمة ثقة حادة” بين نتنياهو وغالانت طفت على السطح مؤخراً تمثلت بمنع نتنياهو رؤوساء أجهزة المخابرات من عقد محادثات بشأن المختطفين مع غالانت من دون حضوره.
وأوضحت الصحيفة أن رئيس الوزراء أصدر تعليماته مؤخرا لرئيس “الموساد” ديدي بارنيع ورئيس “الشاباك” رونين بار بعدم المشاركة في مباحثات مع وزير الدفاع تتناول موضوع صفقة المختطفين.
ووصفت الصحيفة أن هذه الخطوة “غير مسبوقة”.
ووفقاً لـ “يديعوت أحرونوت”، يرى نتنياهو أن مثل هذه المباحثات المتعلقة بصفقة الرهائن يجب أن تتم بحضوره وفي مجلس حكومة الحرب، وليس بشكل منفصل مع وزير الدفاع.
ويزعم نتنياهو أن إطلاع وزير الدفاع على مفاوضات بشأن صفقة تبادل أسرى من دون عمله تجاوزاً للصلاحيات.
ويرى نتنياهو أنه من المستحيل أن يشارك رئيس الموساد، الذي كلفه هو بنفسه مديرا لهيئة تحرير المختطفين، في محادثات مع غالانت، في حين لا يكون هو حاضراً باعتباره رئيسا للوزراء، على حد تعبير الصحيفة.
وأشارت “يديعوت أحرونوت” إلى أن غالانت كان قد دعا بارنيع للحضور وإبلاغه فور عودته من زيارة سرية أجراها مؤخراً في باريس بشأن صفقة المختطفين، حتى قبل إبلاغ رئيس الوزراء.
حكومة الحرب الإسرائيلية منقسمة
تعود بذور الخلاف بين نتنياهو ووزير دفاعه إلى أيام محاولات دفع الحكومة اليمينية لخطة “التعديلات القضائية” المثيرة للجدل” والتي أدت إلى انقسام حاد في الشارع الإسرائيلي.
وكان نتنياهو أقال غالانت من منصبه (وزير الدفاع)، في أواخر آذار/مارس الماضي، لأن الأخير طالب بوقف “التعديلات القضائية”، ولكن تراجع بعد أيام عن الإقالة خشية من انفراط عقد الحكومة.
كما أشارت “يديعوت أحرونوت” إلى أن نتنياهو منزعج من غالانت، وأن مقربين منه يتهمون وزير الدفاع ورجاله بتسريب التقارير التي تفيد بأن نتنياهو أوقف هجوماً استباقياً ضد حزب الله في بداية الحرب، في الوقت الذي كان غالانت يدفع نحو ذلك.