رغم انتقادات روما تقول ألمانيا إنها ستواصل تقديم الدعم المالي للمنظمات غير الحكومية التي تنقذ اللاجئين في البحر المتوسط.
التقت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، نظيرها الإيطالي أنطونيو تاجاني، أمس الخميس، بهدف تهدئة التوتر بشأن الهجرة، إلا أنهما لم يتمكنا من تسوية خلافاتهما.
وفي حديثها خلال مؤتمر صحافي بعد الاجتماع بالعاصمة الألمانية برلين، لم تتراجع بيربوك عن تعهدها، وشددت على أن بلادها ستواصل تقديم الدعم للجمعيات الخيرية التي تنقذ المهاجرين في البحر.
وأضافت بيربوك: “يؤسفني بشدة أنه لم تعد لدينا مهمة إنقاذ بحرية أوروبية مشتركة بعد الآن”.
وأضافت: “ما دام هذا غير موجود، فإن رجال الإنقاذ البحري المدنيين في البحر الأبيض المتوسط يقومون بهذه المهام المنقذة للحياة”.
وأشارت بيربوك إلى أن “البرلمان الألماني وافق العام الماضي على دعم مالي للمنظمات غير الحكومية التي تنقذ المهاجرين في البحر الأبيض المتوسط”.
وأثار الدعم الألماني رد فعل قاسيا من روما في وقت سابق من الأسبوع الجاري، حيث كتبت رئيسة الوزراء الإيطالية جيورجيا ميلوني رسالة إلى المستشار الألماني أولاف شولتس منتقدة “بشدة” قرار برلين.
وتقوم المنظمات غير الحكومية مثل SOS Humanity بإنقاذ المهاجرين في البحر الأبيض المتوسط وإنزالهم في الموانئ الإيطالية.
من جهته، أكد تاجاني أنه يتعين على الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي إظهار المزيد من التضامن مع إيطاليا، وتقاسم عبء أزمة المهاجرين.
وقال: “لا أحد يشن حربا ضد المنظمات غير الحكومية، لكن لا ينبغي لها أن تعمل كمغناطيس لجذب المهاجرين غير النظاميين”.
وأشار إلى أن إيطاليا لا يمكن أن تكون الدولة الوحيدة التي تفتح موانئها أمام قوارب المهاجرين، الذين تم إنقاذهم، ويجب على أعضاء الاتحاد الأوروبي الآخرين أيضًا مساعدة طالبي اللجوء ونقلهم من البلاد.
وفي 17 أيلول/ سبتمبر الجاري، كشفت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، في مؤتمر صحافي مشترك مع ميلوني عقب جولة في مركز للمهاجرين بجزيرة لامبيدوزا، النقاب عن خطة من 10 نقاط لمساعدة إيطاليا في حل أزمة المهاجرين.
ومما تنصّ عليه الخطة زيادة المساعدة لإيطاليا من خلال وكالة اللجوء ووكالة حماية الحدود الأوروبيتين، ودعم نقل المهاجرين من “لامبيدوزا” الإيطالية إلى دول الاتحاد الأوروبي الأخرى الراغبة في قبولهم.
ووفقا لوزارة الداخلية الإيطالية، فقد وصل نحو 126 ألف مهاجر إلى البلاد عن طريق البحر منذ مطلع العام وحتى 14 سبتمبر الجاري، وهو ما يقرب من ضعف العدد مقارنة بالفترة نفسها من 2022.