قبل مغادرته إلى الولايات المتحدة، نتنياهو يشن هجوما على المتظاهرين ضد مخطط حكومته لإضعاف جهاز القضاء في نيويورك، خلال مشاركته في الدورة الـ78 للجمعية العامة للأمم المتحدة، ويقارن بينهم وبين منظمة التحرير وإيران وآخرين من “أعداء إسرائيل”.
شن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، هجوما على المتظاهرين الإسرائيليين ضد مخطط حكومته لإضعاف جهاز القضاء في نيويورك، خلال مشاركته في الدورة الـ78 للجمعية العامة للأمم المتحدة، واعتبر أنهم بذلك ينضمون إلى “منظمة التحرير الفلسطينية وإيران وآخرين” من أعداء إسرائيل، وذلك في تصريحات صدرت عنه فجر اليوم، الإثنين، خلال حديثه للصحافيين في المطار قبل مغادرته إلى الولايات المتحدة.
وقال نتنياهو إن المتظاهرين “ينتهكون كل الحدود، أوصلونا لمرحلة بات فيها قطع الطرق أمرًا طبيعيًا”، وأضاف “يذهبون ويشهرون بإسرائيل أمام الأمم، ويبدو ذلك أمرًا طبيعيًا بالنسبة لهم. بالنسبة لي لا يبدو الأمر طبيعيًا. كزعيم للمعارضة، لم أفعل ذلك أبدًا”.
وتابع “الاحتجاجات منظمة وممولة؛ من ينظم هذه الاحتجاجات مسلح بأموال طائلة”؛ كما شن سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة، غلعاد إردان، هجوما على المتظاهرين، وعبّر عن “أسفه” من أن يتظاهر المواطنون الإسرائيليون أمام الأمم المتحدة فيما “يمكنهم الاحتجاج بحرية في أي مكان في دولة إسرائيل”، مشيرا إلى أن ذلك يسيء للدبلوماسية الإسرائيلية.
وفي أعقاب الضجة الواسعة التي أحدثتها تصريحات نتنياهو أصدر مكتبه بيانا جاء فيه أنه “عندما استخدم رئيس الحكومة كلمة ‘ينضموم‘، كان يشير إلى حقيقة أنه بينما يمثل نتنياهودولة إسرائيل على منبر الأمم المتحدة، يتظاهر مواطنون إسرائيليون في موازاة تظاهر أنصار منظمة التحرير وحركة المقاطعة، وهو أمر لم يحدث من قبل على الإطلاق”.
وأضاف البيان “نأمل أن يجد المحتجون الوقت للتظاهر كذلك لبعض الوقت، ضد أولئك الذين ينكرون حق دولة إسرائيل في الجود”
بدوره، استنكر رئيس حزب “المعسكر الوطني”، بيني غانتس، تصريحات نتنياهو، واعتبر أن المتظاهرين هم أشخاص “وطنيون ومحبون للوطن”، مشيرا إلى أن “ألف خطاب حماسي في الأمم المتحدة، لن يصلح الضرر الهائل الذي يلحقه سلوك نتنياهو بالمجتمع الإسرائيلي”.
فيما قال زعيم المعارضة، يائير لبيد، في منشور على حسابه في منصة “إكس”، إنه “لا يوجد شخص دمر صورتنا في العالم أكثر من نتنياهو في الأشهر الأخيرة. لا يوجد شيء يساعد الإيرانيين أكثر من الانقلاب الذي تقوده حكومته. إن اتهاماته للمحتجين الوطنيين هي دليل آخر على الخلل الخطير في حكمه وقراءته للواقع”.
في المقابل، قال قادة الحركة الاحتجاجية المناهضة لمخطط “الإصلاح القضائي” الحكومي، إن نتنياهو “يجر إسرائيل إلى حالة بولندا والمجر وتركيا وإيران – الأنظمة الديكتاتورية الظلامية. لقد دمر نتنياهو صورة إسرائيل في العالم، والشيء الوحيد الذي لا يزال ينقذ هذه الصورة هو المتظاهرون الذين يحافظون على قيم إسرائيل الديمقراطية”.
من جانبه، شن وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، هجوما حادا على المتظاهرين، واعتبر أنهم “في الواقع ناشطين في حركة المقاطعة (BDS) الذين يلحقون الضرر بإسرائيل، والدعم الذي يتلقونه من غانتس ولبيد يثبت أنهم أيضًا تجاوزوا جميع الخطوط الحمراء وأصبحوا معارضين للدولة، عار عليكم”.
ويبدأ نتنياهو زيارته إلى الولايات المتحدة من كاليفورنيا، حيث سيلتقي مالك منصة “إكس” (تويتر سابقا)، إيلون ماسك، وآخرين، لإجراء مباحثات بشأن “تطوير الذكاء الاصطناعي”؛ على أن يجتمع مع الرئيس الأميركي، جو بايدن، يوم الأربعاء المقبل، في نيويورك، على هامش فعاليات الجمعية العامة للأمم المتحدة.
ومن المقرر أن يلتقي نتنياهو أيضا بالمستشار الألماني، أولاف شولتس، والرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، والرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، والرئيس الكوري الجنوبي، يون سوك يول، وأمين عام الأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش. كما سيجتمع بقادة الجالية اليهودية الأميركية.
وعن رحلته إلى الولايات المتحدة، قال نتنياهو إنه سيبحث مع الرئيس الأميركي، “القضايا المتعلقة بإيران وتوسيع دائرة السلام”، في إشارة إلى المساعي الأميركي للتوصل إلى اتفاق مع السعودية يشمل تطبيع العلاقات بين تل أبيب والرياض.
واعتبر نتنياهو أن العالم بات يدرك أن “إيران تنتهك جميع التزاماتها، وأنها تكذب بصورة حازمة، وأنها تنوي تطوير أسلحة نووية ومواصلة عدوانها في المنطقة. وسنحارب هذين الأمرين معا”.
وأضاف “سمعت التهديدات التي جاءت من أحد المسؤولين في النظام الإيراني، أقترح ألا يهددنا. عليه أن يعرف هو وهذا النظام أننا سنرد بقوة على أي هجوم على مواطنينا”.
وعزت التقارير الإعلامية عدم دعوة نتنياهو إلى البيت الأبيض، إلى المخاوف الأميركية حيال عدم تمكن الحكومة في إسرائيل من التوافق مع المعارضة حول حزمة قوانين “الإصلاح القضائي ” المثيرة للجدل، والخلافات الأميركية الإسرائيلية بشأن الملف الفلسطيني.