حظي مسلسل “سفاح الجيزة” بإقبال جماهيري دفع به إلى تصدر منصات التواصل الاجتماعي رغم أحداثه الدامية، واستطاع بطله الممثل أحمد فهمي أن يخرج من عباءة الكوميديا التي عرف بها إلى مساحة غير متوقعة من الأداء الدرامي.
وقدم فهمي شخصية مجرم لقب بسفاح الجيزة بعد تنفيذ جرائم قتل راح ضحيتها ثلاث نساء، بالإضافة إلى صديقه المقرب، ولم يكتف المجرم بالقتل، بل قطّع أجزاء من الجثة قبل الدفن.
وينضم “سفاح الجيزة” بهذا الإقبال الجماهيري إلى قائمة الأعمال المأخوذة عن قصص جرائم من الواقع، والتي حققت نجاحا كبيرا وقت عرضها، ولعل ما يفسر المتابعة الدقيقة للمسلسل هو أن “سفاح الجيزة” الحقيقي يخضع حاليا للمحاكمة وينتظر الفصل في الحكم الذي سيسلط عليه، وفقا للناقدة ضحى الورداني.
وتقول الورداني للجزيرة نت إن الحماس تجاه مشاهدة المسلسل لا يرتبط بأبطال العمل فقط، بل بقصته المخيفة التي تدور حول قاتل مصري يبدو شخصا طبيعيا مثل الذين نقابلهم في حياتنا اليومية.
وأشارت إلى أن الجمهور يتابع أدق التفاصيل ويلتقط الأخطاء العابرة، مما عزز النقاش الواسع عبر منصات التواصل الاجتماعي الذي رافق عرض الحلقات الأولى للمسلسل.
ريا وسكينة.. الثنائي الأشهر
ويعد الثنائي “ريا وسكينة” أشهر ثنائي في عالم الجريمة والقتل، وتم تقديم أكثر من معالجة لقصتهما، سواء على مستوى السينما أو التلفزيون بمعالجات كوميدية وتراجيدية. ففي عام 1953، قدم المخرج صلاح أبو سيف فيلم “ريا وسكينة” في أول نسخة عن جرائم القتل التي قامت بهما الشقيقتان ريا وسكينة في عشرينيات القرن الماضي بالإسكندرية في مصر، وكانتا أول سيدتين تواجهان حكم الإعدام.
وفي عام 2005، قدم المخرج جمال عبد الحميد معالجة جديدة للجريمة، مستعينا بكتاب الراحل صلاح عيسى “رجال ريا وسكينة”، وجسدت الفنانة عبلة كامل مع سمية الخشاب دور الشقيقتين القاتلتين، وحقق العمل نسبة مشاهدة كبيرة، وشاركهما البطولة رياض الخولي وسامي العدل وصلاح عبد الله.
وشهرة الحدث الأصلي جزء كبير من نجاح “ريا وسكينة” و”سفاح الجيزة”، بحسب الناقد الفني محمد سيد عبد الرحيم، الذي قال للجزيرة نت إن “النساء هن الأكثر متابعة لهذه النوعية من المسلسلات، ويعود السبب في ذلك إلى خوفهن من الوقوع ضحايا في ظل انتشار الجرائم بكثرة في الفترة الأخيرة”.