ابنة الضحية: “والدي لم يتلق أي تهديدات وعلى العكس كان مطمئنا طوال الفترة الأخيرة، فيما أن التواجد والدعم الذي حظينا به خفف علينا كعائلة هول المصيبة”.
تكاد عائلة مصري في كفر قرع لا تستوعب فقدان ابنها إمام مسجد قباء في المدينة، الشيخ سامي عبد اللطيف مصري، إثر الجريمة المستفحلة في المجتمع العربي.
وراح الشيخ مصري ضحية جريمة إطلاق نار اقترفت السبت الماضي فور خروجه من مسجد الحوارنة في كفر قرع، وذلك بعد أن ألقى موعظة دينية في بيت عزاء بالمدينة، فيما شيّع الآلاف جثمانه الأحد وأعقب الجنازة إغلاق شارع 65 احتجاجا على الجريمة وتقاعس الشرطة.
وتتصاعد وتيرة الجريمة في المجتمع العربي بشكل مقلق وخطير، إذ قتل 162 شخصا في المجتمع العربي منذ مطلع العام الجاري ولغاية الآن، بينهم 7 قتلى منذ مطلع شهر أيلول/ سبتمبر الجاري فيما قتل 26 شخصا خلال شهر آب/ أغسطس الماضي.
وقالت ابنة الضحية، تسنيم مصاروة، لـ”عرب 48“، إنه “لا يمكننا أن نجمل الحديث عن والدي خلال مقابلة، ومع ذلك نحن نأمل أن نستطيع إيصال صوته ورسالته كي تكون بارقة أمل في ظل كل الأحداث التي نشهدها في الوقت الحالي”.
وأضافت “مقتل والدي كان فاجعة للجميع، ليس فقط للعائلة إنما لكل شخص عرفه، إذ عمل في مجال التجارة والأعمال وكل شخص عرفه افتقده وصعق بنبأ مقتله”.
واستذكرت تسنيم اللقاء الأخير بوالدها بالقول “قبل مقتله بيوم توجه إلى الطبيعة مع جدتي والأحفاد وقاموا بالشواء، وعندما التقينا في يوم مقتله قام بتوصيتنا على ابن شقيقي الصغير الذي يعاني من مرض منذ عدة سنوات”.
وتابعت “قبل نحو أسبوعين تعرض والدي لكسر في ضلعه وتواجد العشرات من الأصدقاء والمعارف في المنزل، وكأنهم حضروا لتوديعه وقبل مقتله بساعات جاءت امرأة وطلبت المساعدة منه مع افتتاح العام الدراسي الجديد، وقام والدي بتوصيتنا بمساعدتها وقمت بذلك مباشرة”.
وأكدت أن “والدي لم يتلق أي تهديدات وعلى العكس كان مطمئنا طوال الفترة الأخيرة، فيما أن التواجد والدعم الذي حظينا به خفف علينا كعائلة هول المصيبة، فقد وصل إلى منزلنا معزين من مختلف البلدات وهذا يعني لنا الكثير بالإضافة إلى الجنازة التي كانت مهيبة بمشاركة الآلاف من المشيعين”.
وختمت مصري بالقول “علينا الاستمرار والصمود في ظل كل ما يحصل، باعتبار أننا أصحاب أرض وقضية ورسالة دينية ووطنية وشعبية”.