أكد منسقا برنامح المنح الدراسية، عز عودة ولورين كنعان، أن “المؤسسات الثقافية ودور النشر هي محرك مركزي في تعزيز وإحياء الثقافة ودروب المعرفة، وهذا دورنا المركزي في جمعية الثقافة العربية”.
نظّم طلبة برنامج منحة “روضة بشارة عطا الله” في جمعيّة الثّقافة العربيّة مبادرة “نبني مساحاتنا الثقافية”، والتي تجلت بأيام تطوعيّة في يافا وعكّا، حيث هدفت هذه المبادرة إلى بناء مكتبة ومساحة ثقافية تشجّع على تبادل الأفكار والنقاشات وتعزيز ثقافة القراءة والتعلم، وتعزز مكانة اللغة العربيّة بين أوساط الشباب.
عملت المبادرة على جمع آلاف الكتب من خلال الإعلان والتوجه لجمهور الجمعيّة وأصدقائها منذ عدة أسابيع، وعلى ضوء ذلك ساهم الجمهور العام والمؤسسات الثقافيّة الفلسطينيّة في الداخل والضفة الغربيّة بالتبرع بآلاف الكتب الأدبيّة والبحثيّة لتكون متاحة للأهل في يافا وعكا ورواد المدن أيضًا.
في عكا، قامت مبادرة الطلاب في برنامج المنح الطلابيّة ببناء مكتبة في جاليري “نوايا” وبالشراكة معها، حيث يُعتبر هذا الحيز مساحة ثقافية تقدّم ندوات عدة للجمهور في المدينة. ووفرت إدارة الصالة المكان ليكون مكتبة مستدامة لخدمة الناس، وملائمة لأهداف المكان ورؤية تطويره.
مع ختام اليوم قدم الكاتب إياد برغوثي ندوة للطلاب تطرق فيها إلى دور عكا في الحياة الثقافية والسياسية للفلسطينيين قبل النكبة، وأثر النكبة على تطور المدينة والمشهد الثقافي فيها، والسياسات الحكومية الحالية المهمشة للجزء العربي الفلسطيني الحالي من المدينة وأثر ذلك على حياة الناس اليومية.
كما تطرق الفنان خيري فودي إلى مسيرة فرقة “ولعت” والعوائق التي واجهتها وعلى مسيرته الفنية كابن للمدينة، قبل أن يقدم بعض الفقرات الفنية رفقة الطلاب ومؤسس الغاليري يزيد السعدي.
وفي تعقيب للطالبة إسراء حجيرات من بئر المكسور، طالبة منحة روضة بشارة عطا الله المشاركة في اليوم التطوعي في عكا، قالت إن “أهم ما في اليوم بالنسبة لنا هو إعادة إحياء المكتبات في المدن الفلسطينية، جمعنا كتبا من الأهل والمؤسسات ودور النشر من كافة فلسطين، لتكون في قلب عكا ولنساهم في تطوير هذه المساحة الجميلة بالشراكة مع جاليري نوايا، تعلمنا هذه المبادرات التطوعية أن بناء الفرد والمجتمع هي علاقة تبادلية يخدم كل منها الآخر إذا كان ضمن تطوع مهني مبني على الانتماء وحب الأرض، وندعو الأهل في عكا أن يأتوا للمساحة الثقافية ويشاركوا في ندواتها وفعالياتها”.
أما في يافا، افتتحت الناشطة يارا غرابلي، منسقة “الشبيبة اليافيّة”، للحديث حول واقع مدينة يافا وأهلها ودور الحركات الشبابية فيها، منجزاتهم وعوائقهم في مسيرة المدينة الوطنية والثقافية، وضرورة تنظيم عمل مهني وتشاركي لصد السياسات الرامية لإبعاد الشباب عن انتمائهم لمدينتهم، وهويتها، وتاريخها، ولغتها. بعد ذلك شرع الطلاب ببناء المكتبة في مقر الحركة ليكون مساحة ثقافية ومعرفية لأهل يافا وجمهور وكوادر المجموعة الشبابية
وقالت طالبة البرنامج، سما مسعد، طالبة علم النفس في جامعة تل أبيب والمشاركة في اليوم التطوعي في يافا، إنه “منذ دخولنا لبرنامج المنح ونحن ننظم أياما تطوعية بشكل سنوي، تهدف هذه الأيام أولا لتذويت قيمة التطوع عندنا والانتماء الفعلي لشعبنا من خلال تقديم كل ما أمكن لخدمته وتطويره، في هذا اليوم عملنا لبناء مكتبة في يافا، تتيح لأهلها الاطلاع على أكثر من 1500 عنوان بحثي وأدبي عربي من مختلف دور النشر العربية، للمساهمة في وصول المعرفة من خلال القراءة أولا ومن خلال تنظيم نشاطات ثقافية متنوعة في هذه المساحة”.
علاوة على ذلك، أكد منسقا برنامح المنح الدراسية، عز عودة ولورين كنعان، أن “المؤسسات الثقافية ودور النشر هي محرك مركزي في تعزيز وإحياء الثقافة ودروب المعرفة، وهذا دورنا المركزي في جمعية الثقافة العربية، كان الهدف من هذه المبادرة تمكين الأجيال الشابة خاصة والجمهور العام من الوصول إلى مصادر تثري معرفتهم وتفتح آفاقهم نحو عالم مليء بالإلهام والإبداع يصقل هويتهم ويجابه مشاريع إفقار مجتمعنا وتهميش هويته وثقافته، نشكر عشرات المؤسسات الثقافية ودور النشر التي ساهمت بنجاح هذه اليوم من خلال توفير إصداراتهم لدعم هذه المبادرة”.
يذكر أن برنامج المنح الدراسية قائم منذ العام 2007 في جمعيّة الثّقافة العربيّة بدعم من مؤسسة الجليل – لندن، ويهدف لبناء طليعة طلابيّة مبادرة وفعّالة من خلال برنامج تثقيفي وأكاديمي مكثف وسنوي يجمع ما بين الورشات التثقيفيّة والتدريبات الأكاديميّة وجولات “هذه بلادي” والأيام الدراسية ومبادرات الطلاب في البلدات المختلفة.