قال بلينكن لديرمر إن “إسرائيل لا تقرأ الوضع بالشكل الصحيح إذا كانت تفكر في أنها غير ملزمة بالقيام بخطوات كبيرة تجاه الفلسطينيين كجزء من اتفاق تطبيع العلاقات مع السعودية”.
حثت واشنطن نظيرتها إسرائيل على تقديم “تنازلات كبيرة” للفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة من أجل إبرام اتفاق تطبيع العلاقات مع السعودية.
وقال مسؤولون أميركيون مطلعون على التفاصيل، إن “الإدارة الأميركية أوضحت للحكومة الإسرائيلية في الأسبوع الماضي بأنه يترتب عليها تقديم تنازلات كبيرة للفلسطينيين في الضفة الغربية كجزء من اتفاق تطبيع العلاقات مع السعودية برعاية الولايات المتحدة”؛ حسبما نقل عنهم موقع “واللا” الإلكتروني.
يأتي ذلك في الوقت الذي تسعى فيه واشنطن إلى إبرام صفقة أمنية – عسكرية مع السعودية لغاية آذار/ مارس 2024، وذلك قبيل تأثير الانتخابات الرئاسية على جدول أعمال الرئيس الأميركي، جو بايدن، وتحديدا بما يتعلق بسياسته الخارجية.
وحث مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، ووزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، خلال لقائهما وزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي، رون ديرمر، الأسبوع الماضي على أن تقوم الحكومة الإسرائيلية بتقديم تنازلات للفلسطينيين كجزء من كل اتفاق مستقبلي مع السعودية؛ وفقا لما أورد “واللا” عن المسؤولين الأميركيين.
وبحسب المسؤولين الأميركيين، فإن بلينكن قال لديرمر إن “إسرائيل لا تقرأ الوضع بالشكل الصحيح إذا كانت تفكر في أنها غير ملزمة بالقيام بخطوات كبيرة تجاه الفلسطينيين كجزء من اتفاق تطبيع العلاقات مع السعودية”.
وذكر بلينكن أنه “على الرغم من أن القضية الفلسطينية ليست أولوية قصوى بالنسبة للسعودية، إلا أن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان يجب أن يأخذ بعين الاعتبار الرأي العام في المملكة وكذلك في العالم العربي والإسلامي وأن يظهر أنه حصل على عائد كبير من إسرائيل لصالح الفلسطينيين ضمن اتفاق التطبيع”.
وشدد سوليفان أمام ديرمر على أن “تقديم إسرائيل تنازلات كبيرة للفلسطينيين من أجلها أن تسهم في إقناع أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين بدعم الصفقة مع السعودية ضمن مساعي بايدن إلى جلب دعم كبير داخل الحزب الديمقراطي وبين أعضاء مجلس الشيوخ ومجلس النواب الديمقراطيين”.
وبحسب مسؤوليْن أميركيين ومصدر مطلع على المحادثات، فإن وزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي لم يبد انفتاحا على اتخاذ خطوات كبيرة من جانب تل أبيب تجاه الفلسطينيين في سياق التطبيع مع السعودية.
وذكر المصدر المطلع أن “ديرمر أبلغ سوليفان أن التنازل الإسرائيلي سيكون بمثابة استعداد لقبول برنامج نووي مدني في السعودية”.
وفي السياق، رجح مسؤولان أميركيان أن يزور رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، للقاء بايدن خلال شهر أيلول/ سبتمبر، والتاريخ المقترح لذلك هو 18 من الشهر المذكور قبيل يوم من مشاركة الرئيس الأميركي في الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
وأوضح مصدر أميركي مطلع، أنه في حال جرى اللقاء بين الطرفين، فإن بايدن سيشدد أمام نتنياهو على أنه يجب على إسرائيل تقديم تنازلات للفلسطينيين مقابل اتفاق تطبيع العلاقات مع السعودية.