طلال سلمان أحد أبرز الصحافيين العرب، ومؤسس صحيفة السفير التي تُعد بحق إحدى ألمع التجارب الصحافية التي عرفها العالم العربي في تاريخه المعاصر. ومن يعرف طلال سلمان يدرك أنه أديبٌ متوارٍ سرقته الصحافة من الأدب في ذروة ازدهارها في أواخر خمسينيات القرن المنصرم. وهو من بين صحافيين عرب قلائل تطلع، منذ بداياته المهنية، إلى أن تكون الصحافة منبرًا حرًا للتعبير عن الرأي، وميدانًا لتأكيد التزامه القضايا الوطنية والقومية والاجتماعية. وحين تمكّن من تحويل حلمه بتأسيس صحيفة مستقلة إلى حقيقة بعد 18 سنة من مُعاركة الكلمات، عمد إلى جعل صحيفته منبرًا حقيقيًا لقضايا العرب ولقضية فلسطين. وبهذا المعنى، كانت “السفير” مختبرًا مهمًا للأفكار والآراء، وفي أفيائها وطوال أكثر من 40 سنة اشتعلت مجادلات فكرية وسياسية، ما كانت لتنتهي البتة، وفيها تلاقحت خلاصاتٌ شتى لتجارب فكرية وثقافية عربية ولبنانية، الأمر الذي جعلها، بجدارة، تجربة نادرة في الصحافة العربية، ولا سيما حين تمكّنت من جمع اللبناني إلى الفلسطيني إلى السوري والمصري والعراقي والأردني والتونسي في لوحة واحدة.