هاجمت طائرات مسيرة أوكرانية موسكو لليلة السادسة، واستهدفت مسيرات روسية منشآت لتخزين الحبوب على نهر الدانوب، في حين قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن كييف تلقي بقواتها للتهلكة.
فقد قالت وزارة الدفاع الروسية إن الدفاعات الجوية الروسية إن دفاعاتها الجوية أسقطت طائرتين مسيرتين أوكرانيتين في سماء منطقتي موجايسك وخيمكي الواقعتين في مقاطعة موسكو.
وأضافت الوزارة أن طائرة مسيرة ثالثة تم تعطيلها إلكترونيا فاصطدمت بمبنى مجمع موسكو سيتي قيد الإنشاء، من دون أن تتسبب في وقوع إصابات.
من جانب آخر، قالت وكالة ريا نوفوستي الروسية إن انفجارا دوى وتصاعد الدخان في حي الأعمال بموسكو على بعد 5 كيلومترات من الكرملين، في حين تحدثت وزارة الطوارئ الروسية عن انهيار جزئي لسطح منزل وتضرر مبنى جراء تساقط حطام مسيرة أوكرانية في منطقة خيمكي بالعاصمة الروسية.
وبسبب الهجمات الجديدة، علقت مطارات موسكو الرحلات الجوية في وقت مبكر اليوم لكنها استؤنفت بعد ذلك بساعات، وفقا لوكالة تاس الروسية.
وقد علقت المطارات الرئيسية مرارا، في أنحاء العاصمة الروسية، الرحلات القادمة والمغادرة خلال الأيام الماضية بسبب هجمات الطائرات المسيرة الأوكرانية.
في الإطار نفسه، أفاد حاكم مقاطعة بيلغورود الروسية بمقتل 3 مدنيين اليوم الأربعاء في هجوم أوكراني بطائرة مسيرة استهدف مصحة في قرية لافي القريبة من الحدود مع أوكرانيا.
وفي واشنطن، قال متحدث باسم الخارجية الأميركية إن الولايات المتحدة لا تشجع على شن هجمات داخل روسيا ولا تسمح بذلك.
وأضاف المتحدث أن الأمر متروك لأوكرانيا لتقرر كيف تدافع عن نفسها ضد ما وصفه بالغزو الروسي، مشيرا إلى أن روسيا يمكنها إنهاء الحرب في أي وقت، وذلك بالانسحاب من أوكرانيا.
ضربات روسية
وفي المقابل، قالت القوات الجوية الأوكرانية إن دفاعاتها أسقطت اليلة الماضية 11 مسيرة روسية من أصل 20 هاجمت شرق البلاد وجنوبها.
وأضافت أن 9 من المسيرات الروسية أُسقطت خلال التصدي لهجوم روسي على موانئ نهر الدانوب جنوبي أوديسا.
وتابعت القوات الجوية الأوكرانية أن الهجوم استمر 3 ساعات وخلف أضرارا مادية في البنية التحتية ومخازن الحبوب وأدى إلى اندلاع حريق على مساحة تصل الى نحو 3 آلاف متر مربع، دون وقوع إصابات بشرية.
معارك وقتلى
وفي التطورات الميدانية الأخرى، قال المتحدث باسم هيئة الأركان الأوكرانية أندريه كوفاليف إن قوات بلاده حققت نجاحات في هجومها بمنطقة روبوتينو بمقاطعة زاباروجيا (جنوب شرق) وثبتت مواقعها هناك.
كما أعلن المتحدث الأوكراني أن قوات بلاده صدت محاولات تقدم روسية في مقاطعتي خاركيف (شمال شرق) ودونيتسك (شرق).
في الجانب المقابل، أفاد موقع ريبار العسكري الروسي بأن القوات الأوكرانية تتركز بكثافة بالجزء الشمالي من روبوتينو، وقال إن القوات الروسية تضرب مراكز الاحتياط الأوكرانية بمناطق الأحراش.
وبشأن هذه التطورات، قال مستشار الأمن القومي الأميركي إن القوات الأوكرانية “حققت مكاسب بالمعارك جنوبي البلاد وسندعمها مهما تطلب الأمر”.
ونقلت وكالة رويترز عن وزير الداخلية الأوكراني أن شخصين قتلا اليوم الأربعاء في هجوم روسي استهدف مدرسة في رومني شمالي البلاد، وقبل ذلك قتل 3 أشخاص في قصف روسي استهدفت قريتين بمنطقة ليمان (شرق)، بحسب حاكم مقاطعة دونيتسك.
وفي تطور آخر، أفاد جهاز الأمن الفيدرالي الروسي بتوجيه ما سماها ضربة مدفعية مكثفة تجاه مجموعة أوكرانية حاولت اختراق حدود مقاطعة بريانسك الروسية أمس الثلاثاء.
وكانت موسكو أعلنت أمس الثلاثاء أنها دمرت سفينتين حربيتين أوكرانيتين في البحر الأسود، في أحدث مواجهة في الممر المائي منذ انسحاب موسكو من اتفاق تصدير الحبوب في يوليو/تموز الماضي.
وسبق أن قصفت روسيا بنى تحتية لمرافئ أوكرانية بالبحر الأسود وعلى نهر الدانوب، بينما هاجمت أوكرانيا سفنا روسية في مياهها وفي شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو عام 2014.
بوتين يعلق
وفي موسكو، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مساء أمس الثلاثاء أن الوضع على الجبهات في دونباس بشرق أوكرانيا مستقر.
وخلال لقائه بالقائم بأعمال ما يسمى جمهورية لوغانسك الشعبية، عبر بوتين عن دهشته من دفع نظام كييف بقواته إلى التهلكة، حسب وصفه، قائلا إنه يتم إرسال الجنود الأوكرانيين إلى حقول الألغام تحت ضربات المدفعية الروسية.
وكان بوتين اعتبر مؤخرا أن الهجوم الذي يشنه الجيش الأوكراني منذ الرابع من يونيو/حزيران الماضي قد فشل، وقال إن الأوكرانيين تكبدوا خسائر كبيرة.
وفيما يتعلق بتصدير الحبوب، قال الرئيس الروسي إن بلاده مستعدة للعودة إلى صفقة الحبوب، التي انسحبت منها منتصف الشهر الماضي، شرط تنفيذ كافة الالتزامات والتعهدات تجاه الجانب الروسي.
وأضاف بوتين -خلال كلمة عبر الفيديو أمام منتدى بريكس بجوهانسبرغ- أن موسكو قادرة على تعويض الحبوب الأوكرانية.
في غضون ذلك، قالت وكالة نوفوستي الروسية إنه تم تعيين رئيس أركان القوات الجوية الروسية الجنرال فيكتور أفضالوف قائدا مؤقتا للقوات الجوية خلفا للجنرال سيرغي سوروفيكين الذي أقيل أمس الثلاثاء ونقل إلى منصب آخر.
وكانت وكالة “آر بي كا” الروسية نقلت عن مصادر أن سوروفيكين يقضي إجازة حاليا ولا يزال في إدارة وزارة الدفاع.
وعقب التمرد الذي قامت به قوات مجموعة فاغنر العسكرية الخاصة داخل روسيا أواخر يونيو/حزيران الماضي، اختفى الجنرال سيرغي سوروفيكين عن الأنظار، وقالت وسائل إعلام روسية إنه يجري التحقيق معه بتهمة التواطؤ المحتمل، وإنه قيد الإقامة الجبرية حاليا.