تواصل الاحتجاجات في الجنوب السوري على تدهور الأوضاع المعيشية وارتفاع أسعار الوقود؛ المتظاهرون يهتفون ضد النظام ويطالبوا برحيل الأسد، ويحملوه مسؤولية تدهور الأوضاع في البلاد.
تواصل الإضراب والتظاهرات لليوم الثاني على التوالي في محافظة السويداء جنوبي سورية، اليوم الإثنين، احتجاجا على الوضع الاقتصادي المتردي في البلاد، وذلك غداة المظاهرة التي نظمت في مدن وبلدات في ريف درعا المجاورة، مطالبين بإسقاط النظام.
وقالت منصة “السويداء 24” المعارضة عبر صفحاتها على وسائل التواصل الاجتماعي، إن “المحتجين توافدوا إلى ساحة السير وسط المدينة ونفذوا وقفة احتجاجا على الأوضاع الاقتصادية المتردية، طالبوا خلالها برحيل (رئيس النظام بشار) الأسد، وحملوه مسؤولية تدهور الأوضاع في البلاد”.
ولفتت المنصة إلى “تسجيل أكثر من 16 نقطة احتجاج حتى اللحظة، في محافظة السويداء”، مشيرة إلى أن “مشاركات القرى تتوالى في الإضراب العام، والعدد في ازدياد”، وقالت إن “مجموعة من رجال الدين وأهالي قرية حزم من الريف الشمالي انضموا إلى (الاحتجاجات في) ساحة السير/الكرامة”.
وأشارت إلى أن “الاحتجاجات شملت كذلك بلدة القريا وقرى المتونة ومجادل ونمرة وشهبا وقنوات والثعلة، حيث أغلق الأهالي الطرقات العامة، احتجاجا على تدهور الأوضاع الاقتصادية، والقرارات الحكومية الجائرة، التي كان آخرها رفع أسعار المحروقات”.
وخلال الأيام الماضية، أحرق مئات السوريين إطارات السيارات وأغلقوا الطرق ورددوا شعارات مناهضة للنظام السوري في مدينة السويداء ذات الأغلبية الدرزية، احتجاجا على تدهور الأوضاع الاقتصادية ورفع أسعار الوقود
وقال شهود عيان إن المتظاهرين قرب ساحة رئيسية بالمدينة دعوا إلى الإطاحة برئيس النظام السوري، بشار الأسد، ورددوا هتافات تعود لاحتجاجات 2011 المطالبة بالديمقراطية والتي سحقتها قوات الأمن في حملة قمع عنيفة اندلع معها الصراع طويل الأمد في البلاد.
وبهذه الكلمات، ”عاشت سوريا ويسقط بشار الأسد”، هتف المحتجون بالقرب من مقر الشرطة ومكتب المحافظ فيما تجنبت قوات الأمن التي وقفت على مقربة من الاحتجاجات المواجهة. ومثل هذا الشكل من أشكال المعارضة العلنية نادر في المناطق التي يسيطر عليها النظام.
ووصف الناشط المدني والمحرر في موقع “السويداء 24” الإخباري المحلي، ريان معروف، الاحتجاجات بأنها شبيهة بالانتفاضة. وقال إن الناس يعبرون عن غضبهم الشديد من قرارات النظام السوري ورفع أسعار الوقود. وأضاف أنهم يطالبون بحياة كريمة.
وتمر سورية بأزمة اقتصادية متفاقمة هوت بالعملة إلى مستوى قياسي بلغ 15500 ليرة مقابل الدولار، يوم الأربعاء الماضي، في تراجع سريع للغاية لقيمتها. وفي بداية الصراع، كان يتداول الدولار عند 47 ليرة.
ويقول المحتجون إن رفع أسعار الوقود زادت من محنة المواطنين العاديين الذين يعانون من تداعيات حرب مستمرة منذ أكثر من عقد ويجدون الآن صعوبة في توفير الغذاء والمواد الأساسية وسط التضخم المتفشي وتآكل الدخل.
وشهدت محافظة السويداء جنوبي سورية، أمس، إضرابات وتظاهرات في أكثر من 42 نقطة، بحسب ما أفادت به شبكة “السويداء 24”. وتأتي تلك الاحتجاجات على خلفية الواقع المعيشي والأمني المتردي، وتطالب أيضاً بإسقاط النظام.