“واشنطن بوست” حصلت على “وثائق سرية” من مصدر قالت إنه يشارك في مشروع روسي لتطوير نسخة خاصة من الطائرات المسيرة الانتحارية الإيرانية “شاهد 136″، تقول إن إسرائيل استهدفت منشأة عسكرية في إيران بالتزامن مع زيارة وفد روسي.
كشفت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية، اليوم الخميس، عن وثائق سرية تظهر أن روسيا تحرز تقدما مطردا نحو هدفها لإنتاج كميات كبيرة من أحد طرُز الطائرات المُسيّرة الهجومية الإيرانية، التي يمكن أن تحلق لأكثر من ألف ميل وتستهدف مدنا أوكرانية.
ووفقا للوثائق التي حصلت عليها الصحيفة من مصدر قالت إنه شارك في المشروع الروسي لتطوير المُسيرات الإيرانية، فإن موسكو تعمل على نسختها الخاصة من المُسيّرة الانتحارية الإيرانية “شاهد 136″، رغم التأخيرات والعقوبات التي تؤثر على توريد قطع الغيار المطلوبة من دول أخرى.
وأظهرت الوثائق أن وفدا روسيا قام بجولة في إيران، بالتزامن مع الهجمات التي تعرضعت لها منشأة عسكرية في أصفهان وتنسب للموساد الإسرائيلي أواخر كانون الثاني/ يناير الماضي، وذكرت أن أعضاء الوفد اضطروا إلى حبس أنفسهم في فندق خوفا من هجوم آخر.
وبحسب الوثائق التي أوردتها الصحيفة، فإن الوفد الروسي توجه إلى إيران لإجراء جولة في مصانع الطائرات المسيرة في إيران، للتخصص أكثر في هذا الموضوع والاطلاع على خط الإنتاج الإيراني، وكان يضم مهندسين ومديري مشاريع؛ وذلك بالتزامن مع الهجوم الذي نسبه مسؤولون أميركيون لإسرائيل.
وذكرت “واشنطن بوست” أنه بعد الهجوم على مصنع أصفهان، طُلب من المديرين والمهندسين الروس الذين زاروا طهران البقاء في الفندق الذي كانوا يقيمون فيه وعدم مغادرته، لأن المسؤولين الإيرانيين كانوا يخشون من قيام إسرائيل أيضًا بمهاجمة أحد المصانع التي كان من المفترض أن تقوم المجموعة بجولة فيه.
وبحسب الصحيفة فإن مصدر الوثائق هو شخص شارك في العمل في مصانع إنتاج المسيرات الروسية الجديدة في منطقة ألابوجا الاقتصادية الخاصة بجمهورية تتارستان، لكنه يعارض الغزو الروسي لأوكرانيا.
وتقر إيران بإرسال طائرات مسيرة لروسيا لكنها سبق أن ذكرت أنها أرسلتها قبل بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في شباط/ فبراير 2022، فيما تنفي روسيا استخدام قواتها للمسيرات الإيرانية في أوكرانيا، إلا أن الرئيس فلاديمير بوتين دعا إلى زيادة الإنتاج المحلي للمسيرات.
وغداة الهجوم على المنشأة العسكرية في أصفهان، نقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” عن مسؤولين أميركيين قولهم إن الهجوم الذي نفذ بالطائرات المسيّرة، نفذته إسرائيل؛ علما بأن طهران كانت قد أعلنت أن دفاعاتها الجوية تصدت للهجوم الذي لم يتسبّب بوقوع إصابات وإنّما أحدث فقط “أضرارًا طفيفة في سقف” أحد المباني.
وفي اليوم التالي، قالت مصادر في الاستخبارات الأميركية، إن الهجوم بالطائرات المسيّرة الذي استهدف مصنعا عسكريا، قرب مدينة أصفهان بوسط إيران، نفذه الموساد، وفق ما نقلت عنهم صحيفة “نيويورك تايمز”.
وذكرت الإذاعة العامة الإسرائيلية “كان”، حينها، أن رئيس الموساد، دافيد برنياع، غادر اجتماع للمجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينيت) بالتزامن مع الهجوم في أصفهان، ولم يعد إلى الاجتماع بعد ذلك.
وأثار تزويد إيران أسلحة وخاصة طائرات مسيرة لروسيا غضبا أميركيا. وكان محللون إسرائيليون قد أشاروا مؤخرا إلى أن بإمكان إسرائيل شن هجمات تستهدف نقل أسلحة من إيران إلى روسيا، وذلك استنادا إلى “الخبرة الإسرائيلية” في استهداف قوافل إيرانية لنقل أسلحة في سورية.
وأفاد موقع “واللا” الإلكتروني بأن الهجوم نفذته عدة طائرات مسيرة، واستهدف أربعة مواقع مختلفة في المنشأة في أصفهان، ونقل عن مصدر مطلع على تفاصيل الهجوم، دون ذكر هويته، قوله إن “جميع الضربات حققت أهدافها”.
في حزيران/يونيو العام 2021، انفجرت طائرات مسيرة إسرائيلية من طراز “كواد-كروبتر” الانتحارية على أحد منشآت صنع أجهزة طرد مركزية في كراج، قرب طهران.
وقبل سنة تقريبا، انفجرت ست مسيرات من هذا الطراز في مدينة كرمنشاه، التي تتواجد فيها منشأة التخزين الأساسية للمسيرات العسكرية الإيرانية.
وفي أيار/مايو الماضي، استهدفت المسيرات الإسرائيلية منشأة حساسة إيرانية، قالت إسرائيل إن إيران تطور فيها تكنولوجيات لصالح صواريخ ونووي ومسيرات.