قائد سلاح الجو الإسرائيلي السابق: “الآن نبتعد عن ثمار القوة الإسرائيلية التي شعرنا بها قبل سنة. وأصدقائنا بالدول المجاورة قلقون حيال الزلزال وانعدام الاستقرار هنا، ليس بسبب الخطر على الديمقراطية وإنما مناعة إسرائيل”.
تطرق قائد سلاح الجو الإسرائيلي السابق، عاميكام نوركين، إلى تأثير خطة “الإصلاح القضائي” الحكومية لإضعاف جهاز القضاء، واحتجاجات عناصر الاحتياط في سلاح الجو ضدها بإعلان المئات منهم عن التوقف عن الامتثال في الخدمة العسكرية، على كفاءات سلاح الجو، وقال إن تضرر هذه الكفاءات بشكل كبير سيتم إذا استمرت الأزمة حتى نهاية العام الحالي في الحد الأقصى.
وأوضح نوركين، في مقابلة معه نشرها موقع صحيفة “هآرتس الإلكتروني اليوم، الخميس، أنه مطلع على الوضع في سلاح الجو. وقال إن “جميع قادة سلاح الجو السابقين يلتقون كل ثلاثة أشهر. ويستعرض قائد سلاح الجو أمامنا معلومات جديدة دائما. وتوجد استمرارية هنا، ويقف الواحد منا على كتف الآن. وما بناه (قائد سلاح الجو الأسبق) أمير إيشل، استمريت به أنا. ويشارك دان طولكوفسكي أيضا، الذي كان القائد الخامس لسلاح الجو واحتفل ببلوغه 102 عام مؤخرا. وعندما جلس طولكوفسكي في الغرفة وطرح عليّ سؤالا، كنت أتوتر. فهذه كانت الأسئلة الأهم دائما”.
وأضاف أنه “قبل سنة، كنت تشعر من خلال أطراف أصابعك بجميع ثمار القوة الإسرائيلية: ردع، تكنولوجيا، اقتصاد، ديمغرافيا. وما حدث هو أننا في هذه الأثناء نبتعد عن هذه الثمار، بسبب أحداث عالمية وأيضا بسبب ما يحدث داخل الدولة، الذي تسبب بفتور العلاقات مع بعض الدول وإلحاق ضرر معين بالردع”.
وأشار نوركين إلى أن “أصدقائنا في الدول المجاورة ينظرون من الخارج ويتفاجؤون من الزلزال وانعدام الاستقرار هنا. وأعتقد أن قسما منهم قلقون أقل حيال الخطر على النظام الديمقراطي، لكنهم قلقون بالتأكيد حيال مناعة دولة إسرائيل. وأعتقد أن جميع الثمار الإستراتيجية التي قطفناها حتى قبل سنة لم تختف عن الأفق”.
وتابع أنه “ينبغي التفكير في اليوم التالي وكيف نرمم الثقة. وأنا قلق جدا. يحظر علينا أن نقطع الحبل، أي الخيط الذي يربط الجيش الإسرائيلي كجيش الشعب. وقد رعيناه طوال 75 عاما. وأكثر ما يثير القلق هو الانقسام في المجتمع والعدائية التي قد تتطور بين المجموعات المختلفة”.
وقال نوركين إن “عناصر الاحتياط هم مواطنون، وهم ليسوا الجيش. وهم يشعرون بتضرر شعورهم بالثقة. ونحن ملزمون بأن يشعروا بالثقة بالجهاز الذي يتوقع منهم أن يستمروا في المخاطرة بحياتهم. وما زلت أعتقد أن هذا قابل للإصلاح. ويحظر علينا قطع الحبل مقابل عناصر الاحتياط. ويحظر استخدام كلمات تنهي وجودهم (في إشارة إلى تهجمات وزراء وأعضاء كنيست عليهم). فبعد النهاية لا يوجد شيء. ويوجد هنا مس كبير بالسلاح، ينبع مما يحدث في الدولة”.
وتطرق نوركين إلى دور عناصر الاحتياط في سلاح الجو في العمليات العسكرية الإسرائيلية العدوانية. وقال إنه “خلال العملية العسكرية الأخيرة في غزة، تواجد جميع عناصر الاحتياط في قمرات قيادة الطائرات وفي غرف التحكم في مقر سلاح الجو. ونحن نشغل سلاح جو كبير، بنصف تكلفة أسلحة جوية غربية بحجم مشابه. وهذه المعجزة تستند إلى تفعيل عناصر احتياط، الذين يأتون لعشرات أيام خدمة في الاحتياط في السنة ويحافظون على مستوى عملياتي مرتفع. وكان هناك تقرير في وسائل الإعلام، صباح اليوم، عن هجوم في سورية الليلة الماضية. وإذا كان هذا هجوم نفذناه نحن، فإني أفترض أن نصف الأشخاص في قمرة الطيار كانوا من عناصر الاحتياط”.
وأضاف أنه “يتحدث معي قائد سلاح الجو وكذلك عناصر الاحتياط. ومصلحة الدولة وسلاح الجو أمام أنظارهم. وأحاول أن أساعد بقدر الإمكان. والجيش يواجه وضعا لم يكن موجودا في الماضي. وهذا تحد مختلف. وأنا لم أواجه مثله. وكان كورونا تحد أيضا، عندما بدأ الوباء أثناء ولايتي. وكانت هذه مفاجأة كبيرة. واستغرق وقتا حتى ننظم أنفسنا ونتمكن من مواجهته”.
وتابع أن قائد سلاح الجو الحالي، تومر بار، يقول أنه “من الأفضل مواجهة كورونا على مواجهة الوضع الحالي” في سلاح الجو.