ما أهداف الزيارة المرتقبة لوفد أمني إسرائيلي إلى واشنطن؟

أكد أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية الدكتور خليل العناني أن من بين أهداف الزيارة المرتقبة لوفد أمني إسرائيلي إلى واشنطن محاولة تخريب الاتفاق الموقع مؤخرا بين الولايات المتحدة وإيران بشأن الإفراج عن 5 سجناء أميركيين تحتجزهم طهران مقابل الإفراج عن مليارات الدولارات المجمدة لإيران.

وبحسب وسائل إعلام أميركية وإسرائيلية، فإن وفدا رفيع المستوى من إسرائيل يقوده وزير الشؤون الإستراتيجية رون دريمر سيزور واشنطن الأسبوع المقبل، حيث من المقرر أن يجري مباحثات مع مسؤولين أميركيين كبار، من بينهم مستشار الأمن القومي جيك سوليفان.

وأضاف العناني -في حديثه لحلقة (2023/8/13) من برنامج “ما وراء الخبر”- أن زيارة الوفد الأمني الإسرائيلي إلى واشنطن تأتي أيضا في إطار التنسيق المستمر بين الدولتين الحليفتين واشنطن وتل أبيب وتأطير علاقاتهما بخصوص ملفات المنطقة العربية.

وأشار العناني إلى وجود مخاوف إسرائيلية من أن تستثمر إيران الأموال المفرج عنها بمقتضى الاتفاق مع الولايات المتحدة الأميركية في دعم أنشطة المقاومة الفلسطينية وحزب الله اللبناني، فضلا عن خشيتها من احتمال توصل طهران وواشنطن إلى اتفاق ولو بشكل جزئي بشأن الملف النووي الإيراني يمثل نوعا من الإنجاز لإدارة بايدن.

وأكد أن إسرائيل تحاول كما فعلت في السابق تعطيل أو تخريب أي اتفاق بين الطرفين.

تصريحات نتنياهو

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو هاجم الاتفاق الأميركي الإيراني، وقال بيان صادر عن مكتبه إن “موقف إسرائيل معروف، ومفاده أن الترتيبات التي لا تفكك البنى التحتية النووية الإيرانية ولا توقف برنامجها النووي وتقدم الأموال لطهران تذهب في خدمة الإرهاب الذي ترعاه إيران”.

ولم يستبعد أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية أن تكون الزيارة المرتقبة للوفد الأمني الإسرائيلي إلى الولايات المتحدة تهدف أيضا إلى محاولة الدفع باتجاه التطبيع بين تل أبيب والدول العربية، خاصة في ظل الحديث عن إمكانية حدوث تطبيع مع السعودية كما قال المتحدث، وسعي إدارة بايدن إلى تحقيق هذه الخطوة ليستغلها كنصر له في حملته الانتخابية القادمة.

من جهته، رأى المحلل السياسي والباحث المتخصص في الشؤون الإسرائيلية إيهاب جبارين أن إسرائيل تحاول ابتزاز الإدارة الأميركية “الضعيفة” من خلال 3 ملفات: الأول يتعلق بالجبهة الشمالية والحدود اللبنانية، والثاني يتعلق بالاتفاق مع السعودية، أما الثالث فيتعلق بالاستيطان.

وقال جبارين إن الملفات الثلاثة ستكون حاضرة بقوة في خضم زيارة الوفد الأمني الإسرائيلي إلى واشنطن، مؤكدا أن الإدارة الأميركية ستسعى لتنفيذ الوعود الانتخابية.

ترتيب الأمور

وعلى صعيد الموقف الأميركي، أكد المستشار السابق لشؤون الأمن القومي الأميركي ديفيد بولجير أن هناك حاجة لدى إدارة بايدن لترتيب الأمور مع إسرائيل، مرجحا أن يلتقي بايدن وجها لوجه مع نتنياهو على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة رغم قوله إن الأمم المتحدة لم تحدد ذلك.

وأشار إلى أن بايدن كان طوال حياته السياسية داعما قويا لإسرائيل، ورغم خلافه مع نتنياهو فإنه سيسعى لإعادة الأمور إلى طبيعتها بين واشنطن وتل أبيب.

وبينما أجمع ضيوف حلقة برنامج “ما وراء الخبر” على أن الولايات المتحدة وإسرائيل تجمعهما علاقات إستراتيجية طويلة المدى أوضح إيهاب جبارين أن الإدارة الأميركية ستحاول تلبية رغبات إسرائيل الدفاعية.

Exit mobile version