هليفي يستعرض الخطة العسكرية متعددة السنوات: “التهديد” الأكبر على الجيش هو تأثير إضعاف القضاء، وإيران بالمرتبة الثانية*”سلاح الجو يفقد كفاءاته بسرعة أكبر من التوقعات وتليه كفاءات الجيش كله، والحكومة الإسرائيلية ليست مهتمة”
يلمح قادة الجيش الإسرائيلي، مؤخرا، إلى أن الوضع داخل الجيش بات يشكل خطرا على كفاءاته، في أعقاب احتجاجات عناصر الاحتياط ضد خطة “الإصلاح القضائي” الحكومية لإضعاف جهاز القضاء وتوقف أعداد كبيرة منهم عن الامتثال في وحداتهم.
ودفع هذا الوضع ضباط هيئة الأركان العامة إلى تجاوز القيادة السياسية لدى الحديث عن الأضرار التي ستلحق بالجيش الإسرائيلي، “وباتوا يدركون أهمية تقديم تقارير مباشرة إلى الجمهور، حتى بدون الإعلان عن أعداد (عناصر الاحتياط الذين توقفوا عن الامتثال في الخدمة العسكرية) بكاملها لأسباب تتعلق بأمن المعلومات” وفق ما ذكرت صحيفة “هآرتس” اليوم، الأحد.
وأفادت القناة 12 التلفزيونية، اليوم، بأن رئيس أركان الجيش ورئيسي الموساد والشاباك يدرسون التحدث إلى الجمهور مباشرة وأن يستعرضوا بأنفسهم صورة الوضع أمام الجمهور. وأشارت القناة أنه يتوقع أن يحدث هذا الأمر خلال الشهر الحالي، ما سيؤدي إلى أزمة كبيرة للغاية، خاصة لأن رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، لن يوافق على خطة كهذه.
والاعتبار المركزي لدى قادة الأجهزة الأمنية الثلاثة للتوجه إلى الجمهور بأنفسهم هو رفض نتنياهو السماح لهم بتقديم معطيات حول كفاءات الجيش من خلال اجتماع للمجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينيت). وبرر نتنياهو رفضه بأن وزراء سيسربون المعطيات مباشرة بعد اجتماع كهذا.
والأسبوع الماضي، استعرض رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هيرتسي هليفي، الأسبوع الخطة المتعددة السنوات الجديدة للجيش، وأطلق عليها تسمية “معالوت”، وتبين أن البند الأول فيها والذي يعني “التهديد الأهم” على الجيش، هو “الأفراد والجيش – المجتمع”، وأن “دولة إسرائيل ستتمكن من (مواجهة) تحدياتها فقط إذا استمر أفضل الأشخاص والأكثر ملاءمة بالاستمرار في تأدية خدمة عسكرية هامة. ونموذج جيش الشعب هو الأساس الذي يسمح بالنوعية البشرية للجيش الإسرائيلي ويشكل جزءا لا يتجزأ من هويته” وفق بيان صادر عن الجيش الإسرائيلي.
وحلّت “إيران وتعدد الجبهات” في المرتبة الثانية في قائمة “التهديدات” بالنسبة للجيش الإسرائيلي، علما أن هذا الموضوع كان يحتل المرتبة الأولى في الخطط العسكرية السابقة. و”المناورة والدفاع عن الحدود” في المرتبة الثالثة، وجاء تحسين “الثقافة العسكرية والتنظيمية” في المرتبة الرابعة.
وهذه المرة الأولى التي يولي فيها رئيس لأركان الجيش الإسرائيلي أعلى مستوى من الأهمية لموضوع القوى البشرية في صفوفه. فقد أصبح “هذا تهديد آخذ بالتطور ويفتت الجيش من الداخل، ويضعفه ويؤدي إلى فقدان الثقة التي يستند الجيش الإسرائيلي إليها كجيش الشعب”، وفق ما ذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت”، اليوم.ويرون في إسرائيل أن “الخطر” الأكبر على الجيش هو الوضع في سلاح الجو، حيث تفيد التقارير بأن مئات كثيرة من الطيارين الحربيين في الاحتياط أعلنوا عن توقفهم عن المثول في التدريبات الأسبوعية، وفي حال استمرار هذا الوضع في الأسابيع القليلة المقبلة، فإن هؤلاء الطيارين سيفقدون كفاءاتهم.
ويبدو أن الحكومة الإسرائيلية ورئيسها، بنيامين نتنياهو، يتجاهلون تحذيرات قادة الجيش حتى الآن، وقسم من الوزراء يهاجمون الضباط الذين يطلقون تصريحات حول العلاقة بين تقدم الخطة القضائية والوضع داخل الجيش.
وحسب “يديعوت”، فإن “قيادة الجيش تواجه صعوبة في أن تترجم للجمهور الأثمان التي ستدفعها إسرائيل في الحرب القريبة في الشمال وغزة إذا بقيت مع جيش بمستوى متدنٍ، وسيقتل آلاف المواطنين والجنود وليس مئات ’فقط’، وستدمر آلاف المواقع في مراكز المدن وليس عددا بالإمكان احتوائه، وستكون الأضرار الاقتصادية بعشرات إلى مئات مليارات الشواكل، وسيستغرق الترميم سنوات”.
وأشارت صحيفة “يسرائيل هيوم”، اليوم، إلى أن “سلاح الجو يفقد كفاءاته، وفي أعقاب ذلك يفقد الجيش الإسرائيلي كله كفاءاته. وعملية فقدان الكفاءات أوضح وأسرع من التقديرات السابقة. والحكومة الإسرائيلية ليست مهتمة”.