تسود حالة من القلق الشديد لدى عدد كبير من السكان العرب في اعقاب التهديدات الخطيرة على حياتهم من قبل اصحاب سوابق جنائية، وبسبب ذلك يأبون الخروج من بيوتهم خشية على حياتهم.
شاب من منطقة المثلث قال: “منذ أكثر من عام ونصف وأنا أتعرض لتهديدات بالقتل، وأعلم جيدا أنّه بأي لحظة قد أقتل واصبح رقمًا بين الضحايا، وستكتب الشرطة عني بأنّ هناك قتيلًا معروفا لها كما تفعل مع أغلبية الضحايا. انا شخصيا قبل اعوام قليلة حصلت على قرض بقيمة 15000 شيكل من السوق السوداء، ولم استطع تسديد المبلغ بسبب وضعي المادي السيئ، وبسبب عدم تسديدي بشكل منظم ارتفع الدين إلى مليون شيكل، وهنا بدأت تهديدات خطيرة، ومن اجل ان اخرج من هذه الورطة كان شرط احدى العصابات ان اعمل معهم في السوق السوداء حتى لا يتم المس بي، وقد وافقت واصبحت احصل على اموال من قبلهم واعطي قروضا، وخلال فترة استطعت تقليل الدين حتى 300 الف شيقل، وبعدها تورطت لان هناك من كان يحصل على قرض مني ولم يسددوه، وفي مثل هذه الحالات العصابة بالنسبة لها انا العنوان، وبعد ان لاحظت بأنني سأتورط اكثر توقفت عن هذا العمل، ومنذ اكثر من عام وحياتي مهددة بالقتل”.
واضاف: “أنا متزوج وأب لأطفال، وبسبب هذا الحال لا نخرج معًا، وطوال الوقت في البيت لانني أعرف انه قد يتم قتلي او قتل احد افراد عائلتي اذا خرجنا. احيانا اخرج للضرورة واقول لزوجتي، حافظي على نفسك وعلى الأطفال فلا اعرف اذا كنت ساعود اليكم على قيد الحياة أم لا. أخرج كي ابحث عن حلول لكن دون جدوى، فالطريق اصبحت امامي مسدودة، والعصابة تطلب بأن أسدد الدين مرة واحدة وليس بالتقسيط”.
ثم قال: “قبل اشهر قتل شخص، ونفس الضحية كان قد حصل على قرض من السوق السوداء بقيمة 100 الف شيقل، وانا اعطيته قسم من هذا المبلغ، وللأسف قتل نتيجة المال ولم يكن صاحب سوابق، لكن نتيجة هذه الطريق هي القتل”.
في نهاية حديثه قال: “هذا عام يمكن ان نطلق عليه عام تصفية الحسابات، فهناك نزاعات منذ 3 او اربع سنوات، وقسم منهم قتلوا هذا العام”.
سيدة اخرى من المثلث قالت:”نحن لا نخرج من البيت منذ اكثر من عامين بسبب اطلاق رصاص على بيتنا وتهديدات بالقتل من قبل عصابة اجرامية، حتى اننا اغلقنا شبابيك البيت بالإسمنت كي نحمي انفسنا من الرصاص، وكل ذلك بسبب شخص من العائلة حصل على قرض من السوق السوداء ولم يقم بتسديده وصاحب الدين هرب وتركنا مع هذه المصيبة، واليوم يطالبوننا بان ندفع مبلغ بقيمة 350 الف شيكل، ونحن بصعوبة نعيش”.
وأضافت: “في إحدى المرات اقتحم بيتنا مسلحون، واخذوا يهددون بالقتل، واشهروا اسلحتهم بوجوهنا، وقالوا لي “نستطيع بان نقلل من الدين شرط ان نخرج مع بناتك للإستجمام”، وانا قلت لهم اقتلوني ولن اوافق بتاتا، فهم يريدون ابتزازي جنسيا من خلال بناتي، وبسبب رفضي دخلوا الى غرف النوم واخذوا جميع الملابس بما فيها ملابس داخلية، وما زلنا حتى هذا اليوم نعاني ولا نخرج من البيت بسبب هذه التهديدات، والشرطة لا تحمينا، بل اذا توجهنا هناك فان هذه العصابة سوف تفعل اكثر من ذلك، لكننا لا نستبعد بان يتم قتل احد افراد العائلة، فنحن اليوم خمسة اشخاص داخل بيت حتى ان السجناء يعيشون افضل منا”.
صاحب محل تجاري من الشمال قال: “لقد اقتتحت محلا تجاريا يتعلق بعملي مدة 6 سنوات، وكنت سعيدا في هذا المجال، وفجأة تلقيت اتصالات من قبل عصابة اجرامية التي طلبت مني دفع خاوة بقيمة 4000 شيقل كل شهر، وقالوا لي “اذا لم تدفع فسوف نقتلك”، وفي البداية رفضت فاطلقوا الرصاص على المحل، وعندها دفعت لهم ما يقارب 120 الف شيكل بشكل شهري، وبعد ان شعرت بانني لن استطيع بان اواصل الدفع توقفت عن ذلك، فقاموا بسرقة سيارتي ودفتر الشيكات، وهددوني بالقتل، وعلى اثر ذلك اغلقت المحل وانا اليوم متواجد في البيت واتلقى تهديدات مستمرة حتى بعد ان اغلقت محلي، ولا اعرف كيف يمكن اخرج من هذه الورطة، فالشرطة حضرت ولم تعتقل الفاعلين الذين اطلقوا الرصاص، حتى ان هنالك من اراد التدخل في القضية وطلبوا مقابل تدخلهم مبالغ كبيرة، ولا اعرف متى ستكون نهايتي في هذه الحياة، فاشعر انني وحدي وفي مرة فكرت في الإنتحار كي ارتاح من هذا العالم”.
اب من الجليل قال: “انا إنسان بسيط ولا علاقة لي باي نزاع، وللاسف ابني انخرط في عالم الإجرام واصبح يتعامل معهم، وبسببه اتلقى تهديدات يومية بالقتل من قبل عصابة يقولون لي “اذا لم نصل الى ابنك فسوف نقتلك انت، وهذا تهديد جدي”. ابني لا يسكن معنا فقد هرب ولا احد يعلم اين يتواجد، وقد تحدثنا معه هاتفيا بان يتوقف عن هذه الطرق لكنه رفض، وقال لنا “اذا توقفت فسوف يقتلونني”. اطلقوا الرصاص على بيتنا 3 مرات، واليوم ننام في غرفة واحد مغلقة كي لا نصاب بالرصاص ومنذ عام ونصف لم نخرج من البيت، لاننا نعلم انه في حال خروجنا سوف يتم قتلي او قتل زوجتي، فهذه العصابات لا ترحم، وحقيقة احيانا نقول صحيح ان ابني متورط، لكن اذا قتلوه فسوف نرتاح فهو من جلب لنا هذه المصائب”.