أثار اقتحام متطرفين يهود لمسجد قرية المشهد ردود فعل غاضبة بين الأهالي، خاصة وأن الأمر تكرر في الآونة الأخيرة، وطالب الأهالي بتوفير حراسة للمسجد ومنع تكرار محاولات اقتحامه من قبل المتطرفين.
تسود حالة من الغضب والاستياء أوساط أهالي بلدة المشهد، بالقرب من الناصرة، بعد قيام عنصرين من المتطرفين اليهود بمحاولة اقتحام مسجد القرية بمرافقة الشرطة، وقد وصل المتطرفان إلى ساحة المسجد الساعة الثانية من فجر اليوم الأربعاء، بزعم أنهما يريدان تأدية الصلاة لمريض يقربهما.
وفي حديث قال الشاب شريف مرعي، جار المسجد والذي ظهر في مقطع فيديو مصوّر وهو يقوم بطرد المتطرفين وبتحذير عناصر الشرطة الذين وفروا لهما الحماية، إنه “كنت أٌقف على شرفة المنزل المطلة على مسجد القرية، وشاهدت شخصين من اليهود المتطرفين يصلان بسيارة لمعاينة المكان وقد ترجلا من سيارتهما، ووقفا في ساحة المسجد يرقبان المكان، فتوجهت إليهما وطلبت منهما مغادرة المكان، فركبا سياراتهما وتركا المكان”.
وأضاف مرعي أنه “على ما يبدو، قاما بتنسيق هذا الاقتحام مع الشرطة، فما أن غادرا المكان حتى عادا بعد قليل مع دورية للشرطة قام عناصرها بتوفير الحماية لهما. طلبت من الشرطة عدم السماح لهما بالاقتراب من المسجد، والخروج من ساحته والوقوف بعيدا عن ساحة المسجد، فقالا لي إنهما يريدان تأدية صلاة سريعة لا تتعدى الدقيقتين من أجل سلامة قريب لهما”.
من جانبه، حذر الشيخ د. محمد سلامة حسن، من “تكرار هذه الاقتحامات لمسجد المشهد”، مشيرا إلى أنها “ليست المرة الأولى التي يقوم فيها مستوطنون متطرفون باقتحام القرية في ساعات متأخرة بزعم أن في المسجد مغارة وقبر للنبي يونس عليه السلام”.
وقال حسن إن “هذه ليست المرة الأولى التي يستفز فيها متطرفون يهود القرية بحجة إقامة شعائر في هذا المكان، وهذا المسجد هو مكان مقدس خالص للمسلمين من أهل القرية، ويبدو لي أن هذه السياسة الجديدة يستمدها هؤلاء من دعم وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، فهو حريص على دعم هؤلاء حتى لو كان باطلا، وحريص على الاستهتار بدماء العرب والمسلمين، وهو لا يلاحق المجرمين في المجتمع العربي، بل يعطي تشجيعا وتعزيزا لهؤلاء المتطرفين حتى يستفزوا المجتمع العربي الفلسطيني. طبعا نحن لن نسمح بهذا الأمر، ونطالب متولي وقف المسجد والمسؤولين أن يأخذوا بعين الاعتبار هذه الاستفزازات وأن يضعوا حدا لها، ونحن في هذه البلدة الطيبة، الوادعة والآمنة، سند لكل ما هو خير وضد التطرف اليهودي والاستفزاز، وليس لهؤلاء حق يدعونه في المسجد وباحاته”.
وختم حسن بالقول إنه “خلال ساعة الاقتحام كان الناس نياما ولم يصح عليهم سوى جار المسجد، لكن تخيل لو أن هذا الأمر تم في ساعة يأتي فيها المصلون لأداء الصلاة، أو في وقت تجتمع فيه الناس، فستحدث احتكاكات، والاستفزازات من طرفهم كانت ولا تزال مستمرة ونحن من طرفنا ندافع عن أوقافنا ومساجدنا ومقدساتنا ومعالم رباطنا وهوية بلادنا، وليس لغيرنا حق في التواجد هنا لإقامة الشعائر الدينية”.
وبدوره، قال المسؤول عن صيانة مسجد المشهد، موسى عمر صالح، إنه “لا نتواجد هنا في ساعات الليل، لذلك يجب على السلطة المحلية تعيين حارس للمسجد بعد تكرار الاعتداءات عليه”.
وأضاف أنه “بعد صلاة العشاء أقوم بإغلاق بوابات المسجد، وأسلم المفاتيح لأول مصل عادة يصل المسجد في ساعات الصباح”.
وأشار إلى أن “متطرفين يهود حاولوا مرات عدة اقتحام المسجد بزعم وجود قبر مقدس لهم، وكان جيران المسجد في كل مرة يطردونهم”.
وختم صالح بالقول إن “هؤلاء يزعمون أن في هذا المكان مغارة دفن فيها النبي يونس، ونحن نعرف أن النبي المذكور مدفون في العراق، وقد قامت الشرطة وسلطة الآثار بالدخول إلى المغارة ولم يعثروا على شيء فيها، وهم يحاولون تثبيت هذه الافتراءات والادعاءات بأن لهم حق هنا بينما هذا المسجد هو حق خالص للمسلمين”.
وقال متولي وقف مسجد المشهد، تيسير مرعي، إنه “على ضوء هذه الأحداث المتكررة والتي تنذر بما لا تحمد عقباه، قمت بطلب عقد جلسة مستعجلة مع رئيس المجلس المحلي، عبد الفتاح حسن، وقائد الشرطة في المنطقة. هذا التطور الخطير في الاعتداء، فجر اليوم، بمرافقة الشرطة وفي ذلك استفزاز لمشاعر أهل القرية”.
وأكد مرعي بأن “كل ادعاءات المتطرفين هي محض افتراءات، وأن على الجميع العمل معا لتدارك الأمر قبل أن تقع احتكاكات أو مواجهات في حال تكرر الأمر”.