علق اللواء تامر الشهاوي ضابط الاستخبارات العسكرية المصري السابق وعضو مجلس النواب ولجنه الدفاع والأمن القومي السابق على ادعاءات إسرائيل بشأن “أشرف مروان”.
وأضاف : “مهما طال الزمن لا بد من سيادة الحقيقة، فليس للقيم الوطنية تاريخ صلاحية، والأدوار الكبرى لا تسقط بالتقادم”.
وأضاف: “الوثائق التي أفرجت عنها تل أبيب مؤخرا والتى تدعي تعاون السيد أشرف مروان معها قبل حرب 73 تأتي فى إطار سعي إسرائيل المستمر لتشويه صورة السيد أشرف مروان، وللانتقام من الدور الذي لعبه في خطة الخداع الاستراتيجي التي وضعها الرئيس الراحل محمد أنور السادات خلال حرب أكتوبر المجيدة، وهي ليست المره الأولى التي تقوم بها إسرائيل بتوجيه هذه الاتهامات للرجل ولكنها تأتي ضمن محاولات مستمره لا تنقطع وكان اخرها فيلم ” الملاك ” الذي عرض منذ أعوام”.
وتابع أن معظم دوائر السياسة الإسرائيلية تعترف أنه تم خداعها في قضية أشرف مروان. ورئاسة الحكومة ووزارة الخارجية والاستخبارات العسكرية الإسرائيلية وقيادات بارزة في الكنيست يرون جميعا أن أشرف مروان قد تلاعب بالموساد وهزم إسرائيل وهناك معركة داخلية بين الموساد والاستخبارات العسكرية، حيث ترى الاستخبارات العسكرية أن رواية الموساد غير صحيحة، وأن خداع أشرف مروان للجهاز قد ألحق ضررا جسيما بإسرائيل.
وأردف: “وفي تحقيقات “لجنة أجرانات” التى تشكلت عقب هزيمة إسرائيل في حرب اكتوبر وأطلق عليها لجنة أجرانات نسبة إلى القاضي الاسرائيلي شمعون اجرانات shimon agranat الذى شغل منصب رئيس المحكمة العليا في إسرائيل فى الفترة من عام 1965 حتى عام 1976.وكان الهدف الرئيسى من تشكيلها برئاسة ذلك القاضي المخضرم، محاكمة الذين تسببوا في الفشل والتقصير والإهمال والهزيمة. ومن بين الذين استجوبتهم اللجنة: جولدا مائير رئيسة الوزراء وموشيه ديان وزير الدفاع وجميع الوزراء والمسؤلين الإسرائيليين. كما كان من بين الذين استجوبتهم اللجنة ، ايلى زعيرا Eli zeira الذي كان يشغل منصب رئيس شعبة المخابرات العسكرية أمان أثناء حرب اكتوبر واعتبرته لجنة اجرانات المسئول الرئيسى عن المفاجأة التى نفذها الجيش المصري بعبور قناة السويس يوم 6 اكتوبر 1973 والأيام التالية وما ترتب على ذلك من نتائج تشكّلت عقب هزيمة إسرائيل في حرب 1973، حيث اعترفت رئيسة الوزراء الإسرائيلية غولدا مائير بخداع أشرف مروان لإسرائيل. حيث قالت “كنت أشكّ دوما في أشرف مروان، وأرى أنّه أكبر خطر علينا. ولكنّ الموساد كان متحمّساً له وأرى أنّ الموساد قد ابتلع الطعم، ونجح أشرف في خداعنا جميعا”.
واضاف، “ولقد كانت الدولة المصريه واضحة تماما في جنازته المهيبة. كانت تلك رسالة حاسمة: إننا نعرف جيدا أنّ أشرف مروان أحد أعظم أبطالنا، وأن أدبيات الموساد التي تحاول النيل منه لا قيمه لها ولم يزِده صمته إزاء محاولات التشويه الإسرائيلية، احتراما لمصلحة بلاده، وقواعد السرية في عمل الاستخبارات، إلا احتراما وتقديرا” فمروان أحد رجال سلسال الابطال الذي عرفهم الشعب المصري مع رأفت الهجان و جمعه الهوان وغيرهم فمهما طال الزمن لا بدّ من سيادة الحقيقة، فليس للقيم الوطنية تاريخ صلاحية، والأدوار الكبرى لا تسقط بالتقادم وان التاريخ سيتذكرهم انهم اضحوا ابطال شعبيين مصريين ولقنوا اسرائيل درس القرن”.