مسؤولون أمنيون إسرائيليون: التهديدات المتبادلة تزيد التوتر عند الحدود اللبنانية
تقديرات جهاز الأمن الإسرائيلي تشير إلى أن نصر الله يرصد أن إسرائيل تواجه أزمة داخلية ويدرك أنه بالإمكان تحديها بصورة موضعية، مثل نصب خيمتين في مزارع لكنه امتنع عن تعزيز قوات عند الحدود بشكل قد يؤدي إلى حرب.
حذر مسؤولون أمنيون إسرائيليون من أن التصريحات المتبادلة التي يطلقها مسؤولون في إسرائيل ولبنان تسهم بالتوتر عند الحدود بين الجانبين. واعتبر المسؤولون الأمنيون خلال مداولات لتقييم الوضع عُقدت مؤخرا في هيئات أمنية وسياسية أن تصريحات قادة في لبنان وقطاع غزة وإيران تخدم مصالح داخلية ولا تتلاءم بشكل دقيق مع الوضع الميداني، حسبما نقلت عنهم صحيفة “هآرتس” اليوم، الأربعاء.
وقال مسؤولون في الاستخبارات الإسرائيلية، في هذه المداولات، إن أمين عام حزب الله، حسن نصر الله، ليس معنيا بالوصول إلى حرب مع إسرائيل، لكنه يحاول مواجهتها بمستوى أدنى، الأمر الذي يؤدي إلى زيادة التوتر.
وحسب تقديرات تعالت خلال المداولات، فإن نصر الله يرصد أن إسرائيل تواجه أزمة داخلية ويدرك أنه بالإمكان تحديها بصورة موضعية، مثلما جرى لدى نصب خيمتين في مزارع شبعا والتي تعتبر إسرائيل أنها “تحت سيادتها”. وأشاروا إلى أن نصر الله امتنع عن تعزيز قوات حزب الله عند الحدود بشكل من شأنه أن يؤدي إلى حرب.
وليلة الإثنين – الثلاثاء الفائتة، التقى وزير الأمن الإسرائيلي، يوآف غالانت، مع الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، في نيويورك، واعتبر أن احتمالات التصعيد بين إسرائيل وحزب الله تتزايد وأن “إيران تدفع حزب الله للعمل”، وطالب الأمم المتحدة بالعمل بشكل مستقل في جنوب لبنان.
وأشارت الصحيفة إلى سبب آخر للتوتر عند الحدود اللبنانية وهو بناء إسرائيل سورا “في مناطق حساسة”، يقول حزب الله إنها تقع في الأراضي اللبنانية، ويدفع حزب الله إلى تنفيذ أعمال تصفها إسرائيل بأنها “استفزازية”.
وتدعي الجهات الأمنية الإسرائيلية أن نصب الخيميتين في مزارع شبعا كان سينتهي في الماضي برد عسكري إسرائيلي “لا ينتهي بإزالة الخيمتين”. وحسب التقديرات، فإن امتناع إسرائيل عن رد كهذا جعل نصر الله يدرك أنها ستواجه صعوبة بالدخول إلى جولة قتالية بسبب احتجاجات عناصر الاحتياط الإسرائيليين ضد خطة إضعاف جهاز القضاء.
ويعتبر جهاز الأمن الإسرائيلي أن نصر الله قد يقرأ الأزمة الإسرائيلية الداخلية بشكل خاطئ “ويرتكب خطأ يقود إلى حرب”.
وتهدد إسرائيل في الأسابيع الأخير باستهداف قيادة حركة حماس، وهدد رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، خلال اجتماع حكومته يوم الأحد الماضي، باغتيال نائب رئيس المكتب السياسي لحماس، صلاح العاروري. صالح العاروري. وقال نتنياهو عن العاروري إنه “يعلم جيدا لماذا يختبئ هو ورفاقه”.
وقبل نحو ثلاثة أسابيع، هدد غالانت خلال جولة في منطقة مزارع شبعا المحتلة، قائلا “إنني أحذر حزب الله ونصر الله بألا يرتكب خطأ. لقد ارتكبتم خطأ في الماضي ودفعتم أثمانا باهظة جدا. وإذا تطور تصعيد أو مواجهة، سنعيد لبنان إلى العصر الحجري”.
ورد نصر الله قائلا إنه “إذا ذهبتم (إسرائيل) إلى الحرب مع لبنان أنتم ستعودون إلى العصر الحجري. وأضاف أن الجيش الإسرائيلي اليوم “في أسوأ حال نسبة لأي زمن مضى”.
وقال نتنياهو إنه “لا تؤثر علينا تهديدات نصر الله من الملجأ. ويوم الامتحان سيجدنا متحدين. ونصر الله أيضا يعلم أنه ليس مجديا له، وليس مجديا للبنان، أن يضعنا في الامتحان”.