جمعيّة كيان للناخبات والناخبين: خلي صوتك صافي
تحت شعار”خلّي صوتك صافي” أطلقت جمعيّة كيان – تنظيم نسويّ بالتعاون مع منتدى جسور النسائيّ حملة “ورقة بيضا” في بداية هذا الأسبوع، تزامنا مع حملات القوائم والمرشّحين في انتخابات السلطات المحليّة. تطرح الحملة إمكانيّة مقاطعة هذه الانتخابات باعتبارها خَيارًا شرعيّا وصوتا رافضا لهذا الواقع الذي يطغى فيه صوت العنف الموظّف لاستمرار الفساد.
في هذه الظروف التي تشهدها الساحة السياسية والمجتمعية، والتي وصلت ذروتها في الأيام الأخيرة بقتل مرشّحين وموظّفين في سلطات محليّة، تنادي الحملة بدعم المرشّحات والمرشّحين الأكفاء إذا وجدوا، أو مقاطعة الانتخابات بشكل احتجاجيّ، في حال عدم وجود هؤلاء.
وتعبّر ورقة بيضا في رسائلها عن رفضها للفساد والعنف والذكوريّة والعائليّة والطائفيّة، والخراب الذي تجلبه هذه العقليّة بحضورها الطاغي في المعارك الانتخابيّة. وتنادي بتغيير ثقافة الانتخاب القطيعيّ التي تجعلنا نتّبع هذه المعايير الانتهازيّة بدلا من استغلال فرصة التصويت لاختيار أكثر القيادات كفاءة وتفانيًا في خدمة المجتمع بأكمله. وتقول في أحد منشوراتها إن المصوّت للفاسد شريك وداعم” في إشارة إلى المسؤوليّة المجتمعيّة ودور كلّ فرد في مكافحة الفساد. “
تأتي الحملة ضمن مشروع كيان لزيادة حضور وتأثير النساء والشباب في السياسة المحليّة، والذي يواجه تحدّيات كبيرة، بسبب التهديد الذي تتعرّض إليه النساء والشباب في حال الترشّح وخوض الانتخابات، الأمر الذي أدّى إلى عزوف هاتين الفئتين عن العمل السياسيّ وإقصائهما إلى أبعد الحدود عن مواقع اتخاذ القرارات التي تؤثّر على حياة الجميع.
وتقول رفاه عنبتاوي- مديرة جمعيّة كيان، إنّ الحملة تحمل أصوات غيّبت عن الساحة الانتخابيّة ولا تزال تغيّب؛ كأصوات النساء والشباب، التي تقصيها ذكوريّة المجتمع من جهة، وعنف المعارك الانتخابيّة من جهة أخرى، لا سيّما بعد أن تحوّلت إلى معارك دمويّة مرعبة تودي بحياة مرشّحين وسياسيّين وأقاربهم وعابري السبيل في عدّة أماكن. وأضافت أن الحملة لا تدعو إلى مقاطعة جارفة للانتخابات بشكل عام، بل تنادي بمحاسبة المسؤولين عن هذا الواقع وعن الفساد والخراب، وعدم التصويت لأجل التصويت أو لأجل المصلحة الشخصيّة أو العائليّة أو الطائفيّة، بل التصويت فقط لمن تهمّه البلد وجميع أهلها.
وتأكيدا على ذلك أضافت أن كيان مستمرّة في دعم القيادات التي أثبتت بأدائها في العمل البلديّ أنها تشتغل لمصلحة البلد وتسعى إلى التغيير رغم هذه الظروف التعجيزيّة. على سبيل المثال لا الحصر، المجموعة النسائيّة عسفاوية أنا، بقيادة سميرة عزام، والتي أفرزت قائمة نيو عسفيا وخاضت الانتخابات في دورتها السابقة بمرافقة كيان، ونجحت بالحصول على مقعد عضويّة في مجلس عسفيا المحليّ ووفت بوعودها لجمهور ناخبيها من النساء والشباب.
في ذات السياق أعلنت كيان عن مؤتمرها السنويّ الذي تعقده بالتعاون مع منتدى جسور في التاسع من الشهر الجاري، تحت عنوان” ثقافة الانتخاب وبذور الخراب” والذي يلقي نظرة تحليليّة على انتخابات السلطات المحليّة وثقافة الانتخاب التي تعيد إنتاج هذا الواقع المجحف، ويبحث في الحلول والبدائل.