يُفرز جسم الإنسان بعض الهرمونات ليلًا وتحديدًا أثناء فترة النوم العميق والتي تؤثر على الإنسان من الناحية الجسدية والنفسية والعقلية بشكل كبير.
يؤثر النوم سلبًا أو إيجابًا على كافة الأنشطة والأمور التي نقوم بها بشكل يومي، كما أنه يؤثر على صحة الإنسان الجسدية والعقلية والنفسية أيضًا، فهو قادر على أن يجعل حياتك أفضل وصحتك في تطور أو العكس.
لذلك يهتم الرياضيون بجودة النوم والحرص دائمًا على الحصول على القدر الكافي منه ليتمتعوا دائمًا بصحة جيدة ويكونوا في كامل نشاطهم البدني والعقلي طوال الوقت، فتنظيم حياتك بالكامل يتوقف على نظام نومك وهو ما دفعنا في هذه المقالة إلى التحدث عن كل ما يتعلق بالنوم وتأثيره على الأداء الرياضي.
ما هي أهمية النوم بالنسبة للرياضيين وغير الرياضيين؟
يُفرز جسم الإنسان بعض الهرمونات ليلًا وتحديدًا أثناء فترة النوم العميق والتي تؤثر على الإنسان من الناحية الجسدية والنفسية والعقلية بشكل كبير، وهذه الهرمونات عبارة عن:
- الجلوكوز: وهو عبارة عن سكر الدم، فأثناء النوم العميق يقوم الجسم بتخزين الجلوكوز في العضلات على شكل جليكوجين عضلي وهو مصدر أساسي من مصادر الطاقة في الجسم، لذلك يستيقظ الإنسان نشيط ولديه طاقة عالية جدًا.
- الأحماض الأمينية: تتواجد الأحماض الأمينية في البروتينات التي نتناولها والتي يقوم الجسم بالاعتماد عليها لبناء العضلات، لذلك بدون النوم العميق ليلًا لفترة كافية يصبح الجسم غير قادر على النمو العضلي.
- هرمون HGH: يُطلق عليه هرمون النمو البشري ويتم إفرازه في الجسم أيضًا أثناء النوم العميق ليلًا وهو مسؤول عن النمو بشكل طبيعي وصحي سواء إن للعضلات والعظام، كما أنه مسؤول عن تحسين عملية التمثيل الغذائي في الجسم.
أولًا التأثير السلبي للنوم على الأداء الرياضي
يحدث التأثير السلبي للنوم على الأداء الرياضي في عدة حالات مرتبطة جميعها بمدى جودة النوم، فهناك من يعاني من الأرق لعدة أيام، وهناك من يعاني من عدم الحصول على القسط الكافي من النوم الذي يتراوح بين 6 إلى 8 ساعات يوميًا، أو من ينام في ساعات متأخرة من الليل وأخيرًا من يجد صعوبة في النوم بشكل متواصل، وجميع الحالات السابقة تؤثر بشكل واضح على الأداء الرياضي من خلال:
التأثير على التركيز والانتباه
يُعاني الكثير من الرياضيين عند تعرّضهم لأمور تسبب لهم الأرق وقلة النوم من تشتت الانتباه وعدم القدرة على التركيز بشكل كامل ما يجعله غير قادر على التفكير بشكل جيد.
التأثير على اتخاذ القرارات والوقوع في الكثير من الأخطاء
يتطلب من الشخص الرياضي أن يكون يقظًا وسريع البديهة في الكثير من المواقف التي تتطلب سرعة اتخاذ القرارات وتنفيذها، وقلة النوم تؤثر على هذا بشكل كبير فيصبح الرياضي غير قادر على اتخاذ القرارات السليمة ويقع في الكثير من الأفعال الخاطئة التي تؤثر على أدائه ومستواه الرياضي.
سرعة الانفعال وحدته على أصغر الأمور
تصبح انفعالات الشخص الرياضي الذي لا يحصل على القدر الكافي من النوم أكثر حدة وسرعة، ليكون شخصًا منفعلًا في أغلب الوقت وغير قادر على التحكم في مشاعره وعواطفه، فيمكن لسبب صغير أن يجعله يتحول إلى شخص غاضب جدًا أو سريع الانفعال على أصغر الأمور.
التأثير على الحالة المزاجية والصحة النفسية
يتعرض الرياضيون إلى ضغط كبير أثناء فترات التدريب أو البطولات أو حتى عند ممارسة التمارين الرياضية الروتينية للحفاظ على مستوى الأداء الرياضي في أعلى معدلاته؛ لذلك إذا كان الشخص الرياضي لا ينام بشكل سليم فهذا سيؤثر بالفعل على الحالة المزاجية الخاصة به فيصبح دائمًا في شعور بالقلق والتوتر والضغط وقد يصل الأمر إلى الشعور بالاكتئاب.
التأثير على الأداء العضلي
يؤثر النوم بشكل كبير جدًا على طاقة الشخص وقدرته على الحركة والنشاط، لذلك عند قلته سيشعر الرياضي بقدر كبير من الألم في العضلات والعظام ويشعر بالخمول والكسل وعدم القدرة على ممارسة التمارين الرياضية والشعور بالتعب والإرهاق من أقل مجهود.
ثانيًا التأثير الإيجابي للنوم على الرياضيين
يتحول الشخص الرياضي بعد حصوله على القدر الكافي من النوم إلى شخص قادر على تخطي جميع الصعاب التي تواجهه في التمارين الشاقة أو البطولات القوية، لذلك يحرص معظم الرياضيين على ضبط مواعيد النوم الخاصة بهم بالإضافة إلى حرصهم على الحصول على قيلولة نهارية تساعدهم في استعادة نشاطهم وقوتهم، ويتمثل التأثير الإيجابي للنوم على الرياضيين كالآتي:
نمو العضلات بشكل سليم
أُجريت دراسة حديثة على مجموعتين من الرياضيين، المجموعة الأولى كانت تحصل على القسط الكافي من النوم بعدد 8 ساعات ونصف يوميًا، أما المجموعة الثانية فلم تحصل على عدد كافي من الساعات، مع الأخذ في الاعتبار أن المجموعتين لهم نفس النظام الغذائي الصحي، إلا أن الدراسة أثبتت أن الرياضيين الذين ناموا أكثر ازدادت لديهم الكتلة العضلية في الجسم بنسبة 40% مقارنًة بالرياضيين الذين حصلوا على عدد ساعات أقل، وهذا يوضح أنه أثناء النوم تنمو العضلات بشكل طبيعي وسريع مما يؤثر على الأداء الرياضي بشكل إيجابي.
الاستمتاع بذهن صافي قادر على التركيز واتخاذ القرارات السليمة
يستطيع الرياضيون الذين يحصلون على ساعات كافية للنوم على مدار اليوم التفكير بشكل أفضل وأسرع واتخاذ قرارات خالية من الأخطاء نظرًا لقدرة العقل على ترتيب أفكاره لعدم شعوره بالإرهاق والتعب.
يُزيد القدرة على التحمّل
من مميزات النوم بشكل جيد أيضًا بالنسبة للرياضيين هو أنه يُزيد من قدرتهم على تحمًل المجهود البدني المبذول خلال التمارين الرياضية أو المباريات مما يُحسن أدائهم الرياضي ويحقق المزيد من النجاحات والإنجازات.
الحفاظ على لياقة بدنية عالية وجسم رشيق
تنظيم النوم والحصول على قدر كافي ليلًا يجعل معدل الحرق في الجسم في أفضل حالاته ما يساعد الرياضيين على عدم اكتساب أي وزن زائد والاستمتاع بجسم رشيق ووزن مثالي ولياقة بدنية عالية، بعكس الأشخاص الذين لا ينامون ليلًا إلا في ساعات متأخرة فيزداد وزنهم بشكل ملحوظ بسبب هذه العادة الخاطئة والتي تحدث نتيجة عدم إفراز بعض الهرمونات المهمة في الجسم والتي تساعد في الحفاظ على معدل الحرق في الجسم.
نصائح تساعدك على نوم أفضل ليلًا
يُصاب الرياضيون عادًة بحالات من الأرق وقلة النوم لكثرة التمارين الرياضية المرهقة والتدريبات التي تسبق البطولات وما يصاحبها من ضغط وتوتر، لذلك إذا كنتم رياضيين أو غير رياضين فهذه النصائح بمثابة المرجع الذي يساعدكم على النوم بشكل أفضل أثناء الليل:
- اختيار مكان مُريح للنوم، حيث يجب أن تكون الغرفة هادئة ولا يوجد بها أي صوت قد يسبب لك إزعاج، بالإضافة إلى أن اختيار فراش مُريح وناعم يجعل النوم أسرع وأفضل بعكس النوم على فراش غير مُريح.
- احرص على أن تجعل درجة حرارة غرفة نومك أقل من درجة حرارة الجو الطبيعية لتشعر ببعض البرد فيبدأ الجسم في محاولة الحفاظ على درجة حرارته ما يجعلك تشعر بالنعاس بشكل أسرع.
- ابتعد عن تناول الوجبات الدسمة أو التي تحتوي على كمية كبيرة من التوابل والبهارات حتى لا تشعر بعدم الراحة أو ألم في المعدة ولا تستطيع النوم.
- ثبت موعد النوم ليلًا والتزم في الذهاب إلى فراشك دون تأخير، فهذا يجعل عقلك في حالة برمجة تلقائية بحلول موعد النوم المحدد له كل يوم.
- الابتعاد عن ممارسة التمارين الرياضية عالية الكثافة قبل النوم بفترة كافية لأن لعب الرياضة تجعل جسمك يقظًا، لذا، فاختيار الوقت المناسب للنوم هو الأفضل.
يؤثر النوم بشكل ملحوظ على كافة الأنشطة الخاصة بالرياضيين الأمر الذي يؤثر بشكل كبير على الأداء الرياضي، لذلك إن كنت ترغب في الحفاظ على مستواك الرياضي والمضي قدمًا نحو تحقيق الإنجازات في حياتك العملية والاجتماعية فكل ما عليك هو الاهتمام بالنوم ليلًا.
