الضربة الروسية بعد هجوم أوكراني، ليل الجمعة – السبت، على ناقلة نفط روسية في مضيق كيرتش، ما أدى إلى توقف حركة المرور لفترة وجيزة على الجسر الاستراتيجي الذي يربط شبه جزيرة القرم بروسيا
صعدت موسكو من وتيرة هجماتها في أوكرانيا، مساء أمس السبت، حيث ندد الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، بقصف دام استهدف مركزا لنقل الدم وصفه بأنه “جريمة حرب”.
وفي موازاة ذلك، أصابت صواريخ روسية مباني شركة أوكرانية لتصنيع محركات الطائرات ذات “أهمية استراتيجية”، وذلك بعد ساعات من هجوم أوكراني بمسيّرة على ناقلة نفط روسية في البحر الأسود.
وهذه الهجمات هي الأحدث منذ انسحاب موسكو من اتفاق، الشهر الماضي، يضمن صادرات الحبوب الأوكرانية على الرغم من الصراع المستمر.
وقال زيلينسكي إن القوات الروسية قصفت مركزا لنقل الدم في منطقة خاركيف بشمال شرق أوكرانيا، مضيفا أنه تم الإبلاغ عن سقوط “قتلى وجرحى”. وأضاف أن “جريمة الحرب هذه تقول كل شيء عن العدوان الروسي. وحوش تدمر كل ما يسمح بالعيش”.
وجاء الهجوم بعد وقت قصير من إعلان زيلينسكي، في كلمته اليومية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، عن هجوم صاروخي روسي على منشآت تابعة لمجموعة “موتور سيش” التي تصنّع محركات للطائرات والمروحيات.
وفي كلمته المسائية حافظ زيلينسكي على لهجة التحدي، مصرا على أنه “بغض النظر عن عدد الهجمات الروسية، فإنها لن تحقق شيئا للعدو”.
جاءت الضربة الروسية بعد هجوم أوكراني، ليل الجمعة – السبت، على ناقلة نفط روسية في مضيق كيرتش، ما أدى إلى توقف حركة المرور لفترة وجيزة على الجسر الاستراتيجي الذي يربط شبه جزيرة القرم بروسيا، في إطار من التوتر المتزايد في البحر الأسود.
كذلك، أعلنت روسيا السبت أنّها أرسلت مقاتلة لاعتراض مسيّرة أميركية بدون طيار من طراز “ريبر” فوق هذا البحر.
وتزايد عدد الهجمات في البحر الأسود من الطرفين منذ أن رفضت موسكو، في منتصف تموز/يوليو، تمديد العمل باتفاق رعته الأمم المتحدة كان يسمح بتصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود رغم الحرب التي تخوضها روسيا في أوكرانيا منذ شباط/فبراير 2022.
من جهتها، ندّدت وزارة الخارجية الروسية بهجوم أوكراني على “سفينة مدنية”، مشيرة إلى أنّه “لم يعرّض طاقمها لخطر الموت فحسب، بل أثار أيضاً خطر حدوث كارثة بيئية واسعة النطاق”.
وفي شبه جزيرة القرم نفسها، أعلنت السلطات الروسية، أمس، أنها أسقطت مسيّرة أوكرانية خلال محاولة جديدة لمهاجمة ميناء سيباستوبول الرئيسي والذي يعدّ قاعدة روسية في شبه الجزيرة.
دبلوماسيا، استضافت السعودية، التي أيّدت قرارات مجلس الأمن الدولي بعد بدء الغزو الروسي، أمس، محادثات لمناقشة “الأزمة الأوكرانية”.
وجرت الاجتماعات، التي ذكر الأوكرانيون أنها تضم ممثلين لنحو 40 دولة، في مدينة جدة الساحلية، واختتمت مساء بعد ساعات عدة من المباحثات التي شاركت فيها مختلف الوفود، وفق ما أفاد مشاركون. وكما كان متوقعا، لم يصدر أي بيان ختامي، علما أن بعض الوفود تعتزم المشاركة في اجتماعات ثنائية في جدة، اليوم، بحسب المصادر نفسها.
وتحدث مصدر أوروبي عن مساحة تفاهم حول النقاط الرئيسية، وخصوصا احترام “وحدة أراضي أوكرانيا وسيادتها”، على أن يكون هذا الأمر “في صلب أي اتفاق سلام”.