دراسة: التمارين الرياضية قد تقلل خطر الإصابة بالخرف بنسبة 40%

أبرزت الدراسة أن الفوائد المرتبطة بالنشاط البدني لم تقتصر على الأفراد الأصحاء فقط، بل شملت أيضًا كبار السن الذين يعانون من الضعف الجسدي…
كشفت دراسة حديثة أجراها باحثون من كلية جونز هوبكنز للصحة العامة أن ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، حتى بكميات بسيطة، قد تقلل خطر الإصابة بالخرف بنسبة تصل إلى 41%، مما يسلط الضوء على أهمية النشاط البدني في الوقاية من التدهور المعرفي.
وشملت الدراسة تحليل بيانات ما يقرب من 90,000 بالغ في المملكة المتحدة، تتراوح أعمارهم بين 50 عامًا وما فوق، استخدموا أجهزة تتبع النشاط البدني لمدة أسبوع. تمت متابعة المشاركين لمدة 4.4 سنوات في المتوسط، وخلال هذه الفترة تم تشخيص 735 حالة خرف.
وأظهرت النتائج أن الأشخاص الذين مارسوا نشاطًا بدنيًا معتدلًا إلى مكثف لمدة تتراوح بين 35 إلى 69.9 دقيقة أسبوعيًا كانوا أقل عرضة للإصابة بالخرف بنسبة 60% مقارنةً بمن لم يمارسوا أي نشاط بدني. وحتى أولئك الذين مارسوا نشاطًا بدنيًا لمدة تقل عن 35 دقيقة أسبوعيًا شهدوا انخفاضًا في خطر الإصابة بالخرف بنسبة 41%.
وأبرزت الدراسة أن الفوائد المرتبطة بالنشاط البدني لم تقتصر على الأفراد الأصحاء فقط، بل شملت أيضًا كبار السن الذين يعانون من الضعف الجسدي. حيث أظهرت البيانات أن حتى الأشخاص المصنفين على أنهم “ضعفاء” أو “شبه ضعفاء” استفادوا من ممارسة التمارين الرياضية، مما يشير إلى أن النشاط البدني يمكن أن يكون أداة وقائية فعالة ضد الخرف حتى في الفئات الأكثر عرضة للخطر.
وأوضح الباحثون أن التمارين الرياضية قد تساهم في تحسين تدفق الدم إلى الدماغ، وتعزيز نمو الخلايا العصبية، وتقليل الالتهابات، وتنظيم الهرمونات، وكلها عوامل تساهم في الحفاظ على الوظائف المعرفية. كما أشاروا إلى أن النشاط البدني يمكن أن يحسن الحالة المزاجية، ويقلل من مستويات التوتر، ويعزز جودة النوم، وهي عوامل مرتبطة بصحة الدماغ.
وأكدت الدراسة أن حتى الكميات الصغيرة من النشاط البدني يمكن أن تحدث فرقًا كبيرًا. فعلى سبيل المثال، المشي السريع لمدة 45 إلى 60 دقيقة ثلاث إلى أربع مرات في الأسبوع يمكن أن يوفر فوائد كبيرة.
كما أن الأنشطة اليومية مثل التنظيف، والبستنة، والطهي، وحتى غسل الصحون، يمكن أن تساهم في تقليل خطر الإصابة بالخرف.
وأوصى الباحثون بضرورة دمج النشاط البدني في الروتين اليومي للأفراد من جميع الأعمار، مؤكدين أن حتى التمارين البسيطة يمكن أن تحدث فرقًا كبيرًا على المدى الطويل. كما دعوا إلى إجراء المزيد من الدراسات السريرية للتحقق من العلاقة السببية بين النشاط البدني وتقليل خطر الإصابة بالخرف، وتحديد الجرعة المثلى من التمارين لتحقيق أقصى فائدة.