إقتصاد

تقلّبات تجارية وتقدّم تقنيّ: الأسهم الصينيّة تتفوّق على نظيرتها الأميركيّة

لا يقتصر التفوق الصيني على قطاع التكنولوجيا فقط، بل يمتد إلى سوق السيارات الكهربائية، حيث تفوقت شركة BYD الصينية على تسلا في المبيعات داخل الصين…

سجلت الأسهم الصينية أداءً متفوقًا على نظيراتها الأميركية في الأسابيع الأخيرة، مدفوعة بتزايد التفاؤل حيال قطاع التكنولوجيا في الصين، في حين تأثرت الأسواق الأميركية بالتقلبات المرتبطة بالرسوم الجمركية.

ومنذ اليوم الذي سبق تنصيب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ارتفع مؤشر CSI 300، الذي يتابع أكبر الأسهم المدرجة في بورصتي شنغهاي وشنتشن، بنسبة 5.2%. كما قفز مؤشر MSCI China، الذي يضم أسهم الشركات الصينية عبر فئات مختلفة، بنسبة 28% تقريبًا خلال نفس الفترة، بينما سجل مؤشر هانغ سنغ، الذي يُعنى بأسهم هونغ كونغ، مكاسب بنسبة 26%.

في المقابل، تراجعت المؤشرات الأميركية الكبرى بشكل ملحوظ. فقبل افتتاح الأسواق يوم الأربعاء، سجل مؤشر S&P 500 انخفاضًا بنسبة 6.3% منذ 17 يناير، بينما هبط مؤشر داو جونز الصناعي بنسبة 4.4%، وتراجع مؤشر ناسداك المركب بنسبة 10.8%، مما يعكس حالة من عدم الاستقرار في الأسواق الأميركية.

وترافق الأداء الضعيف للأسواق الأميركية مع التقلبات المستمرة في سياسات الرسوم الجمركية التي تبنتها إدارة ترامب، مما زاد من حالة عدم اليقين بين المستثمرين. كما ساهمت التوقعات السلبية للمؤسسات المالية وانخفاض ثقة المستهلكين والإنفاق في زيادة المخاوف من ركود اقتصادي محتمل في الولايات المتحدة.

وجاء هذا الارتفاع في الأسهم الصينية رغم التحديات الاقتصادية الأوسع نطاقًا، مثل الضغوط الانكماشية وضعف الاستهلاك المحلي. ويرجع هذا التحسن جزئيًا إلى التقدم الكبير الذي أحرزته شركات التكنولوجيا الصينية، لا سيما في قطاع الذكاء الاصطناعي.

وفي يناير الماضي، أُطلقت DeepSeek، وهي منصة محادثة تعتمد على الذكاء الاصطناعي، بتكلفة أقل من ChatGPT التابع لشركة OpenAI، مما أدى إلى تراجع ثقة المستثمرين في تفوق قطاع التكنولوجيا الأميركي. وأدى ذلك إلى موجة بيع واسعة لأسهم شركات التكنولوجيا الأميركية، بما في ذلك إنفيديا ومايكروسوفت وألفابت، الشركة الأم لغوغل.

لا يقتصر التفوق الصيني على قطاع التكنولوجيا فقط، بل يمتد إلى سوق السيارات الكهربائية، حيث تفوقت شركة BYD الصينية على تسلا في المبيعات داخل الصين، كما عززت خططها للتوسع في الأسواق الأوروبية، وفقًا لتقرير صادر عن S&P Global.

وعلق المستثمر ومدير المحفظة تاوشا وانغ، في تصريح لوكالة رويترز: “قد تمثل الأسهم الصينية تحوطًا هيكليًا ضد تراجع التفوق الأميركي، خاصة في ظل التحولات الجيوسياسية والتكنولوجية الكبرى، بدءًا من التقلبات السياسية الأميركية وحتى انتشار الذكاء الاصطناعي”.

انعكست المكاسب أيضًا على مؤشر Hang Seng TEC، الذي يتابع أداء أكبر 30 شركة تكنولوجية مدرجة في هونغ كونغ، حيث ارتفع بنسبة 35% منذ آخر يوم تداول قبل تنصيب ترامب.

مع استمرار بكين في زيادة دعمها لشركات التكنولوجيا، وخاصة في القطاعات الناشئة مثل الذكاء الاصطناعي، ومواصلة الشركات الصينية كسب حصة سوقية عالمية، يبدو أن التفوق الصيني قد يستمر في المستقبل القريب، بينما تواجه الأسواق الأميركية تحديات هيكلية وسياسية متزايدة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Skip to content