أخر الأخبار

نتنياهو: تهديدات ابتزازية ضدّي من رئيسَي الشاباك الحاليّ والسابق… “على غرار المافيا”

قال نتنياهو إنه “تمّ تجاوز خطّ أحمر خطير آخر للديمقراطية الإسرائيلية، هذا المساء”، مضيفا أنه “لم يحدث قطّ في تاريخ إسرائيل، وفي تاريخ الديمقراطيات، أن يُنفّذ رئيس سابق لمنظمة سرية (الشاباك)، تهديدات ابتزازية مباشرة ضد رئيس حكومة، أثناء تولّيه مهام منصبه”.

قال رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، أمس الخميس، إنه يتعرّض لما وصفه بحملة كاملة من الابتزاز والتهديد من قِبل رئيسَيّ جهاز الأمن الإسرائيليّ العامّ (“الشاباك”) الحالي رونين بار، والسابق نداف أرغمان، الذي قال إنه إذا أدرك أن نتنياهو، يتصرّف ضدّ القانون، “فسوف يكشف معلومات لم يكشف عنها حتى الآن”، من خلال جلسات شارك فيها رئيس الحكومة، فيما سارع الشاباك إلى الردّ بالتأكيد على أن ذلك، “اتهام خطير، ضد رئيس مؤسّسة رسميّة”.

جاء ذلك في منشور لنتنياهو عبر حسابه في موقع “إكس”، بعد وقت وجيز من مقابلة مع أرغمان، نشرتها القناة الإسرائيلية 12، مساء أمس الخميس، والتي ذكر أرغمان خلالها، أنه سيكشف معلومات من اجتماعاته “الفردية” مع نتنياهو، إذا رأى أن الأوّل، يتصرف ضد القانون.

وقدّم نتنياهو، اليوم الجمعة، شكوى في الشرطة ضدّ أرغمان، وقال فيها إن رئيس جهاز الشاباك السابق، “تجاوز جميع الخطوط الحمراء”.

وذكر نتنياهو أن أرغمان “اختار تهديد وابتزاز رئيس حكومة بمنصبه بالتهديدات، مستخدمًا أساليب، وأشكالًا شائعة في المنظمات الإجرامية، كما لو كان رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، عضوًا في المافيا، مُستخدمًا ممارساتٍ من عالم الجريمة، مُتجاوزًا بذلك كل الحدود”.

وقال نتنياهو، أمس، إنه “تمّ تجاوز خطّ أحمر خطير آخر للديمقراطية الإسرائيلية، هذا المساء”، مضيفا أنه “لم يحدث قطّ في تاريخ إسرائيل، وفي تاريخ الديمقراطيات، أن يُنفّذ رئيس سابق لمنظمة سرية (الشاباك)، تهديدات ابتزازية مباشرة ضد رئيس حكومة، أثناء تولّيه مهام منصبه”.

وأضاف رئيس الحكومة الإسرائيلية، مهاجما رئيس الشاباك، صراحةً، أن ” هذه الجريمة تُضاف إلى حملة كاملة من الابتزاز والتهديد، من خلال اللقاءات الإعلامية في الأيام الأخيرة، والتي أجراها رئيس جهاز الشاباك الحالي، رونين بار”.

وعَدّ نتنياهو أن “الهدف الوحيد، هو محاولة منعي من اتخاذ القرارات اللازمة، لإعادة بناء جهاز الشاباك، بعد فشله المدمِّر في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر”.

وقال إنه “ليكن واضحا؛ التهديدات الإجراميّة على غرار المافيا، لن تردعني”، مضيفا “سأفعل كلّ ما هو ضروري، لضمان أمن مواطني إسرائيل”.

كما ذكر بيان مقتضب صدر عن مكتب رئيس الحكومة “مرة أخرى، أخبار كاذبة بشكل كامل؛ على عكس التقرير الكاذب الذي بثّته القناة 12 مساء اليوم (الخميس)، لم يتمّ التخلّي عن نفي كبار قادة حماس” من القطاع.

خشية من تعيين “سياسيّ” لرئيس الشاباك

وحينما سُئل أرغمان في المقابلة، عمّا إذا كان يتوجّب على رئيس جهاز الشاباك الحاليّ، ترك منصبه، قال إن “رونين بار، قد تحمّل المسؤولية، وعليه العودة إلى منزله؛ لن يعود إلا بعد انتهاء جميع التحقيقات، بما فيها تحقيقات المكتب الحاليّ لرئيس الحكومة، وبعد تغيير الحكومة، وانتخاب رئيس جديد للشاباك”.

وأضاف “أعتقد أن هذه الحكومة، التي فشلت في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، وفشلت عمومًا في الإستراتيجية التي بنتها، لا يمكن أن تكون هي من تُعيّن رئيسًا جديدًا للشاباك”.

وتابع: “أخشى بشدة أن يكون تعيينٌ من قِبل هذه الحكومة، أو تعيين من قِبل رئيس الحكومة، تعيينًا سياسيًا؛ تعيينًا بالنيابة عن جهة ما”.

وفي معرض إجابته عن سبب عدم إقالة نتنياهو وحكومته لبار، حتّى الآن، قال أرغمان: “تقييمي هو أن نتنياهو يفهم جيدا أن التحقيق في مكتب رئيس الحكومة هو تحقيق في أنه إذا قام رئيس الحكومة بطرد رونين، فسوف يكون ذلك تضاربا في المصالح”.

وسُئل أرغمان عن فشل الشاباك في الوصول إلى أيّ معلومة بشأن الهجوم غير المسبوق الذي شنّته حماس في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، وبضمن ذلك فشله في الحصول على معلومات من عملاء مفترضين من داخل القطاع؛ فأجاب: “”لا أعرف كيف أجيب عن ذلك، كلّ ما أعرفه هو أن القول إن الشاباك لم يكن لديه عملاء في قطاع غزة، هو كلام فارغ تماما، فقد كان لدى الشاباك عملاء في قطاع غزة، ومصادر في القطاع، رغم صعوبة العمل داخله، وليس واحدا ولا اثنين؛ في الواقع، ’لم يُسلّموا البضائع’ (يقصد لم ينقلوا المعلومات) في اليوم المطلوب”.

الشاباك يردّ

وبعد وقت قصير من اتهامات نتنياهو، أصدر الشاباك بيانا، قال فيه “هذا اتهام خطير ضدّ رئيس مؤسسة رسميّة في إسرائيل”.

وشدّد على أن”رئيس جهاز الأمن العام، رونين بار، يُكرّس جلّ وقته للمسائل الأمنيّة، وجهود استعادة المحتجَزين، والدفاع عن الديمقراطية”.

وأضاف أن “أيّ تصريح آخر في هذا الشأن، لا أساس له من الصحة”.

بن غفير يرحّب بتصريحات نتنياهو… لبيد وغانتس يهاجمانه

بدوره، سارع وزير الأمن القومي السابق، إيتمار بن غفير إلى الترحيب بتصريحات نتنياهو، وقال في بيان مقتضب، إن “رئيس الحكومة على حقّ؛ لا يمكن لرونين بار البقاء في منصبه لدقيقة أخرى؛ يجب إقالته”.

من جانبه، ذكر رئيس المعارضة، يائير لبيد، في بيان، أن “نتنياهو قد عيّن نداف أرغمان رئيسًا لجهاز الشاباك، لكنني عملت معه كوزير للخارجية، وكعضو في الكابينيت؛ وكان مهنيًّا، وغير سياسيّ على الإطلاق، ويسعى دائمًا لمواجهة العدوّ؛ أنصحكم بالاستماع جيدًا لما قاله الليلة”.

وقال رئيس كتلة “المعسكر الوطني”، بيني غانتس، إن “الإضرار بأجهزة أمن الدولة لتحقيق مصالح سياسية، هو محاولة ضد أمن الدولة، وهذا ما يفعله رئيس الحكومة، الليلة، في وقت نواجه تحدّيات هائلة”.

وكان الشاباك قد أصدر في الرابع من الشهر الجاري، تحقيقه الداخلي بشأن الإخفاقات التي أدت إلى هجوم 7 أكتوبر، حيث أقرّ الجهاز بأنه لم يقدم تحذيرًا دقيقًا بشأن نطاق الهجوم، رغم توفر إشارات تحذيرية مسبقة.

وألقى الشاباك باللوم جزئيًا على الجيش الإسرائيلي، مشيرًا إلى ضعف التنسيق الاستخباراتي بين الجهازين، مما أدى إلى عدم اتخاذ خطوات استباقية لمنع الهجوم الذي شنته كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس.

وشمل التحقيق أيضًا انتقادات للمستوى السياسي، حيث أشار إلى أن “سياسة التسوية” التي تبنتها الحكومة، بما في ذلك السماح بتدفق “الأموال القطرية” إلى غزة، كانت جزءًا من النهج الذي ساهم في تعاظم القوة العسكرية للحركة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Skip to content