تقرير: تحذيرات أميركية أوروبية للبنان… “إسرائيل جادة في تهديداتها”
حذر مسؤولون أميركيون حزب الله من أنه عليه ألا يعتمد على الولايات المتحدة لمنع هجوم إسرائيلي واسع النطاق على لبنان؛ فيما نقل مسؤولون أميركيون وأوروبيون رسائل إلى بيروت تفيد بأن “إسرائيل جادة في تهديداتها” بشن هجوم لإبعاد قوات حزب الله.
حذّر مسؤولون أميركيون وغربيون، في محادثات مع نظرائهم اللبنانيين، من أن إسرائيل جادة في تهديداتها وتعتزم التحرك عسكريا ضد لبنان، إذا ما فشلت المساعي للتوصل إلى تسوية سياسية تنهي المواجهات الحدودية المتصاعدة بين حزب الله وجيش الاحتلال الإسرائيلي، بحسب ما أوردت الإذاعة العامة الإسرائيلية (“كان – ريشيت بيت”)، صباح اليوم، الثلاثاء.
يأتي ذلك على خلفية تصاعد القلق الدولي إزاء تصاعد المواجهات الحدودية المتواصلة منذ 8 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي بين إسرائيل وحزب الله على خلفية الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، وتزايد خطر نشوب صراع أوسع في المنطقة بمشاركة إيرانية، وسط مساع للتوصل إلى حل دبلوماسي، فيما يربط حزب الله التهدئة بإنهاء الحرب على غزة.
ونقلت الإذاعة العامة الإسرائيلية عن مصادر وصفتها بالـ”مطلعة” قولها إن الدبلوماسيين الغربيين يطالبون لبنان بكبح جماح حزب الله، ويشددون على أن “إسرائيل جادة عندما تقول إنها ستتحرك” عسكريا ضد لبنان لضرب قدرات حزب الله وإبعاد مقاتليه عن المنطقة الحدودية جنوبي لبنان إلى ما وراء نهر الليطاني شمالا.
وعلى صلة، ذكر موقع “بوليتيكو” أن المسؤولين الأميركيين وجهوا “تحذيرا استثنائيا” لحزب الله مفاده بأنه “لا تفترضوا أن واشنطن ستكون قادرة على منع إسرائيل من مهاجمتكم”، ونقل الموقع الأميركي عن مصدر مطلع أن “الرسالة الأميركية، التي تم نقلها بشكل غير مباشر عبر وسطاء، تهدف إلى منع حزب الله من التصعيد في مواجهة إسرائيل”.
ولفت التقرير إلى أن الرسالة الأميركية لحزب الله تأتي كذلك “على خلفية اعتقاد العديد من المسؤولين الأميركيين أن إسرائيل ستنفذ عملية كبيرة ضد حزب الله داخل لبنان في الأسابيع المقبلة”؛ علما بأن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، صرّح بأن إسرائيل قد ترسل مزيدا من القوات إلى الشمال، مع انتهاء العمليات الشديدة في غزة.
وقال مسؤولان أميركيان لـ”بوليتيكو” إن حزب الله “بحاجة إلى أن يفهم أن واشنطن ستساعد إسرائيل في الدفاع عن نفسها إذا صعد الوضع”. وشدد المسؤولون أنفسهم على أنه لا ينبغي لحزب الله أن يعتمد على الولايات المتحدة للجم عملية صنع القرار في إسرائيل؛ وذلك مع تصاعد الدعوات في تل أبيب لشن حرب أوسع على لبنان وحزب الله.
وأضاف المسؤولان الأميركيان أن “إدارة بايدن ستساعد إسرائيل في الدفاع عن نفسها في أي سيناريو ضد حزب الله، بدءًا من تجديد المخزون الصاروخي لنظام ‘القبة الحديدية‘ وحتى تقديم المعلومات الاستخبارية”. وأضافا “إذا تعرضت إسرائيل لضغوط شديدة، فقد تقدم لها الولايات المتحدة المزيد من الدعم العسكري المباشر”، دون الخوض في تفاصيل حول ما يعنيه ذلك.
وبحسب التقرير، فإن ” مبعوث الرئيس الأميركي للمنطقة، عاموس هوكشتاين، إلى جانب مسؤولين أميركيين كبار آخرين، قاموا بزيارة المنطقة في الأيام الأخيرة لكبح جماح الجانبين، حتى في مواجهة الشعور المتزايد في واشنطن بأن التصعيد أمر لا مفر منه”. فيما قال مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية: “على إسرائيل أن تفعل ما يتعين عليها أن تفعله”.
وأمس الإثنين، قال رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة، الجنرال تشارلز براون، إن “الولايات المتحدة ستجد صعوبة في مساعدة إسرائيل في الدفاع عن نفسها في حال نشوب صراع واسع مع حزب الله، كما ساعدت في الهجوم الإيراني في نيسان/ أبريل الماضي”.
وأوضح الجنرال الأميركي أنه من الصعب على الدفاعات الجوية الإسرائيلية، اعتراض الصواريخ قصيرة المدى التي يطلقها حزب الله بانتظام على أهداف إسرائيلية.
وأشار براون إلى أن قدرة الولايات المتحدة على الدفاع عن إسرائيل من هجمات حزب الله، قد تكون محدودة أكثر من قدرتها على المساعدة في اعتراض الهجوم الصاروخي والطائرات المسيرة الذي شنته إيران على إسرائيل في نيسان، والذي جرى إحباطه إلى حد كبير.
وقال براون “من وجهة نظرنا، واستنادا إلى مكان وجود قواتنا، وقصر المدى بين لبنان وإسرائيل، فمن الصعب علينا أن نكون قادرين على دعمهم بنفس الطريقة التي فعلناها في نيسان”.
ولفت إلى أن أي هجوم إسرائيلي على لبنان قد يزيد مخاطر نشوب صراع أوسع تنجر إليه إيران والمسلحون المتحالفون معها، لا سيما إذا تعرض وجود حزب الله اللبناني للتهديد، حسبما ذكرت وكالة “رويترز”.
وحذر براون من أن شن هجوم على لبنان “يمكن أن يزيد من احتمال نشوب صراع أوسع”، قائلا إن إيران ستقدم دعما واسعا لحزب الله، الأمر الذي من شأنه إثارة صراع أكبر يمكن أن يشكل تهديدا لوجود القوات الأميركية في المنط