هاجس الحفاظ على وحدة أوبك+ يخيّم على اجتماع التحالف في الرياض
يقوم أعضاء أوبك+ حاليا بخفض الإنتاج بنحو ستة ملايين برميل يوميا، سواء بناء على قرار اتُخذ على مستوى التحالف أو من خلال قيود طوعية إضافية.
يجتمع تحالف أوبك+ لمناقشة سياسة إنتاج النفط التي يعتمدها، مع احتمال تمديد تخفيضات الإنتاج الحالية في ظل التحديات الجيوسياسية والاقتصادية المخيمة على السوق.
وكان من المقرر عقد الاجتماع نصف السنوي لمنظمة الدول المصدّرة للنفط (أوبك) المكوّنة من 12 عضوا بقيادة السعودية، وشركائها العشرة بقيادة روسيا، في مقر المنظمة في فيينا.
غير أنّه اتُخذ قرار الأسبوع الماضي بإجراء الاجتماع عبر الإنترنت، قبل أن يُطلب من بعض الأعضاء السفر إلى العاصمة السعودية الرياض. ومن المقرّر أن يبدأ الاجتماع الافتراضي عند الساعة 11,00 بتوقيت غرينتش.
ويرى محلّلون تحدّثت إليهم وكالة فرانس برس، أنّه من المرجّح أن يختار أعضاء أوبك+ الـ22 الحذر في مواجهة التوترات الجيوسياسية، وذلك عبر تمديد تخفيضات الإنتاج الحالية حتى الربع الثالث من العام 2024، أو حتى نهاية هذه السنة.
ومنذ نهاية العام 2022، اعتمد التحالف تخفيضات في الإمدادات في محاولة لتعزيز أسعار النفط المتراجعة.
ويقوم أعضاء أوبك+ حاليا بخفض الإنتاج بنحو ستة ملايين برميل يوميا، سواء بناء على قرار اتُخذ على مستوى التحالف أو من خلال قيود طوعية إضافية.
من جهة أخرى، قد يقرّر التحالف الأحد “مراجعة حصص بعض الأعضاء”، وفقا لإيبيك أوزكارديسكايا محلّلة السوق في “سويسكوت بنك”.
وقال خبير على دراية بشؤون أوبك لوكالة فرانس برس، إنّه من المحتمل أن يرغب الأعضاء الذين سيتوجّهون إلى الرياض في الدفع باتجاه اعتماد حصّة أكبر، ما يسمح لهم بزيادة الإنتاج.
وأكد وزير الطاقة في كازاخستان ألماسادان ساتكالييف حضوره إلى العاصمة السعودية، حسبما أفادت وكالة إنترفاكس الرسمية.
كما ستكون الكويت ممثّلة، وفقا لمصدر في وزارة الطاقة، في وقت أفادت وكالة بلومبرغ بأنّه من المتوقّع حضور مسؤولين كبار من العراق وروسيا إلى الرياض.
وهذه الدول الثلاث هي من بين الدول التي تشارك في التخفيضات الطوعية لإمدادات النفط، إلى جانب الجزائر وسلطنة عمان.
وقالت أوزكاديسكايا إنّه في حين تتطلّب مراجعة الحصص المزيد من الجهود من جانب السعودية “إلّا أنّها يجب أن تساعد في حماية وحدة الكارتل”.
ولطالما كانت المفاوضات بشأن حصص إنتاج الدول الأعضاء مصدر خلاف في الماضي، الأمر الذي أثار جدلا محتدما وصولا إلى مغادرة بعض الأعضاء.
وفي نهاية العام 2023، خرجت أنغولا من أوبك جراء خلاف بشأن قرار يتعلّق بخفض الإنتاج دعمته الرياض بقوة.
من جهته، قال موكيش ساهديف من ريستاد إنرجي، إنّه يتوقع “مفاوضات مكثّفة بشأن الأرقام الرئيسية المتعلّقة بالإنتاج والمستويات المرجعية والقدرة والأهداف” في اجتماع الأحد.
وأشار إلى أنّ التحالف يواجه مسألة تتمثّل في أنّه “من المرجّح أن يكون عدد البراميل الفعلية التي تتدفّق إلى السوق أعلى ممّا هو متفق عليه”، مضيفا أنّ هذا قد يعرقل إستراتيجية الكارتل.
وعلاوة على ذلك، تخطّى العراق وكازاخستان الحصص المخصّصة لهما خلال الربع الأول، بينما تجاوزت روسيا إنتاجها في نيسان/ أبريل.
ولم تتغيّر أسعار النفط إلّا قليلا منذ الاجتماع الأخير الذي عُقد في تشرين الثاني/نوفمبر، لتبقى حول 80 دولارا للبرميل.
ووسط تساؤلات تحيط بالطلب العالمي، يعتقد بعض المحلّلين أنّه في العام 2025 قد يتمّ السماح تدريجيا بوصول المزيد من النفط إلى الأسواق.
وتواصل أوبك التمسّك بتوقّعاتها للطلب للعام 2024، في حين أنّ وكالة الطاقة الدولية تبدو أقلّ تفاؤلا حيث عدّلت تقديراتها تنازليا.
وقالت أوكارديسكايا إنّه وسط “تضخّم أعلى من المتوسّط وتباطؤ توقّعات النمو العالمي، وعدم اليقين الذي يحيط بالمصارف المركزية، وارتفاع إنتاج النفط الأميركي والتوترات في الشرق الأوسط، فإنّ البيئة تبدو مليئة بالتحديات”.