فرار أكثر من مئة ألف شخص مع اقتراب إعصار من بنغلادش
وأعلن نائب مفوّض اللاجئين محمّد رفيق الحقّ لوكالة فرانس برس أنّه تمّ تجهيز 57 مركزًا للأعاصير في جزيرة بهاشان تشار الّتي تأوي 36 ألف لاجئ من الروهينغا قدّموا من بورما…
غادر أكثر من 115 ألفًا من سكّان بنغلادش قراهم الساحليّة، الأحد، بحثًا عن ملاجئ خرسانيّة ترقّبًا لوصول إعصار شديد إلى اليابسة، بحسب مسؤولين محلّيّين.
ويتوقّع أن يضرب الإعصار ريمال الساحل الجنوبيّ وأجزاء من الهند المجاورة مساء الأحد، مع توقّع إدارة الأرصاد الجوّيّة في بنغلادش أمواجًا متلاطمة ورياحًا تصل سرعتها إلى 130 كيلومترًا في الساعة.
وأودت الأعاصير بمئات الآلاف من السكّان في بنغلادش في العقود الأخيرة. ولكن زاد عدد العواصف العاتية الّتي تضرب ساحلها المنخفض والمكتظّ بالسكّان بشكل حادّ – من واحدة في السنة إلى ما يصل إلى ثلاث – بفعل تأثير التغيّر المناخيّ.
وقال مسؤول الأرصاد الجوّيّة محمّد أبو الكلام مالك لوكالة فرانس برس إنّ “الإعصار قد يتسبّب في عاصفة يصل ارتفاعها إلى 12 قدمًا (أربعة أمتار) فوق المدّ الفلكيّ الطبيعيّ، وهو ما قد يكون خطيرًا”.
وترتفع معظم المناطق الساحليّة في البلاد مترًا أو مترين فوق مستوى سطح البحر، ويمكن أن تؤدّي العواصف الشديدة إلى تدمير القرى.
ورفعت السلطات إشارة الخطر إلى أعلى مستوياتها، وحذّرت الصيّادين من النزول إلى البحر، وأصدرت أمر إخلاء لأولئك الموجودين في المناطق المعرّضة للخطر.
وقال الصيّاد يوسف فقير (35 عامًا) من كواكاتا الّتي تقع في أقصى جنوب بنغلادش، أيّ مباشرة في المسار المتوقّع للعاصفة، “نحن خائفون للغاية”.
وقام فقير بإرسال زوجته وأطفاله إلى منزل أحد أقاربهم داخل البلاد بينما بقي هو. وأضاف “حياتنا اليوميّة تعطّلت”، مستذكرًا الدمار الّذي خلّفته الأعاصير الماضية.
مع فرار السكّان، أعلنت الشرطة غرق عبارة مكتظّة تقلّ أكثر من 50 راكبًا – أي ضعف طاقتها – بعد أن غمرتها المياه الهائجة وأغرقتها بالقرب من ميناء مونغلا الواقع في المسار المتوقّع للعاصفة.
وافاد قائد الشرطة المحلّيّة شفيق الرحمن توشار وكالة فرانس برس أنّ “13 شخصًا على الأقلّ أصيبوا ونقلوا إلى المستشفى”، مضيفًا أنّ قوارب أخرى أنقذت الركّاب إلى برّ الأمان.
وقال مسؤول إدارة الكوارث في الحكومة كامرول حسن لفرانس برس إنّ “خطّتنا هي إجلاء مئات الآلاف من الأشخاص من المنازل غير الآمنة والضعيفة إلى ملاجئ الأعاصير”. وحشدت السلطات عشرات الآلاف من المتطوّعين لتنبيه الناس للخطر.
وأوضح حسن أنّه تمّ تجهيز نحو 4 آلاف ملجأ للأعاصير على طول الساحل الطويل للبلاد على خليج البنغال، ومن المتوقّع أن يضرب الإعصار 220 كيلومترًا من جزيرة ساجار الهنديّة إلى كيبوبارا في بنغلادش.
وسيصل الإعصار ريمال إلى اليابسة الأحد بين الساعة السادسة مساء وحلول منتصف الليل (1800-1200 ت غ)، وفقًا لإدارة الأرصاد الجوّيّة في بنغلادش الّتي تديرها الدولة.
وتضمّ مراكز الإيواء المؤلّفة من طوابق عديدة مساحات لإيواء الماشية والحيوانات، بالإضافة إلى الحيوانات الأليفة.
وأكّد حسن “تمّ حشد حوالي 78 ألف متطوّع لتنبيه سكّان المناطق الساحليّة وإجلاء الأشخاص المعرّضين للخطر”.
وذكر هلال محمود شريف، رئيس حكومة ولاية خولنا أنّه تمّ إجلاء قرابة 20 ألف شخص إلى ملاجئ في المناطق الساحليّة الأكثر عرضة للخطر. كما تمّ إجلاء 15 ألف شخص آخرين ونحو 400 من الحيوانات الأليفة في منطقتي باتواخالي وبولا الساحليّتين.
وأعلن نائب مفوّض اللاجئين محمّد رفيق الحقّ لوكالة فرانس برس، أنّه تمّ تجهيز 57 مركزًا للأعاصير في جزيرة بهاشان تشار الّتي تأوي 36 ألف لاجئ من الروهينغا قدّموا من بورما.