تقرير: إسرائيل لا تسارع للإعلان عن اغتيال مروان عيسى بعد نجاة روحي مشتهى
إسرائيل أعلنت أنها اغتالت القيادي في حماس روحي مشتهى، في 16 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، بينما تبين أن مشتهى نجا وعاد لمزاولة نشاطه، وتمتنع الآن عن التطرق إلى محاولة اغتيال عيسى حتى تعلن حماس عن مصيره
وصف مسؤول كبير في الاستخبارات الإسرائيلية القيادي في حركة حماس، روحي مشتهى، بأن “بسبعة أرواح”، وذلك في أعقاب نجاته من محاولة اغتيال إسرائيلية، في 16 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، حسبما نقل عنه محلل الشؤون الاستخباراتية في صحيفة “يديعوت أحرونوت”، رونين بيرغمان، اليوم الثلاثاء.
ووفقا للمسؤول الاستخباراتي، فإن نجاة مشتهى “جعلت الجميع أن يكونوا متواضعين وأقل ثقة بأنفسهم قبل أن يروا الجثة بأعينهم”. وأضاف أن مشتهى عاد بشكل سريع جدا إلى عمله إلى جانب رئيس حماس في قطاع غزة، يحيى السنوار، “ومنذئذ يحاذرون (في إسرائيل) طالما أن المعلومات الاستخباراتية تحت السقف المطلوب، وخاصة إذا كانت ستصل من تحت الأرض”، أي من نفق.
وأشار بيرغمان إلى أن قائد لواء شمال القطاع في كتائب القسام، أحمد غندور، استشهد في الغارة التي استهدفت مشتهى، كما قُتل عدد من الرهائن الإسرائيليين.
وأضاف أنه في أعقاب محاولة اغتيال مشتهى الفاشلة تعلموا في الجيش الإسرائيلي وشعبة الاستخبارات العسكرية (“أمان”) والشاباك الدرس، بحيث “لا يتم الإعلان عن وفاة قيادي في حماس إلى حين تؤكد الحركة ذلك”.
ويأتي ذلك على خلفية إعلان الجيش الإسرائيلي، أمس، عن محاولة اغتيال نائب قائد كتائب القسام، مروان عيسى، في مخيم النصيرات، ليلة السبت – الأحد الماضية، بقصف جوي لنفق نفذته مروحية حربية.
وحسب بيرغمان، فإنه توفرت لدى “أمان” والشاباك، مساء أمس، “عدة مؤشرات” على أن عيسى قد استشهد، “لكنهم صمتوا، بغياب إعلان من جانب حماس”.
وأضاف بيرغمان أن صواريخ شديدة القوة استهدفت “أهدافا قريبة، لكنها ليست متشابهة في النصيرات”. وادعى أن قسما من الأهداف “كانت فوق أنفاق، وتواجد في أحد الأنفاق عناصر من حماس، بينهم مروان عيسى، وإلى جانبه القيادي في كتائب القسام، غازي أبو طماعة”.
وتابع أن فرق إنقاذ تابعة لحماس حاولت إنقاذ الناجين من تحت الأنقاض “وواجهوا مصاعب داخل الأنفاق التي انهارت، ويوجد احتمال أن تستمر بالانهيار إثر القصف الشديد”.
واعتبر بيرغمان أنه في حال استشهاد عيسى، “فإن هذا سيكون الإنجاز التكتيكي بالاغتيالات الأهم بالنسبة لإسرائيل منذ بداية الحرب وعمليا منذ أن اغتالت إسرائيل قائد قوات حماس في غزة، أحمد الجعبري، في العام 2012، وخلفه نائبه عيسى في المنصب”.
وأضاف أنه “بالنسبة للمستقبل، فإن نجاح عملية اغتيال عيسى يلحق ضررا بحماس، لكنها ليست كاسرة للتوازن، وليست شيئا سيغير بشكل جوهري الوضع العالق، بالنسبة للجانبين، في القطاع”.
ولفت بيرغمان إلى أنه “في إسرائيل يدركون هذا الأمر جيدا، ويبدو أن لا أحد يعتقد أن السنوار في طريقه نحو الاستسلام لأنه تمت تصفية أحد زملائه المقربين”.
واعتبر أنه “من الجهة الأخرى، فإن كثيرين في جهاز الأمن الإسرائيلي يأملون بأن هذا الاغتيال سيجعل السنوار يليّن مواقفه حيال صفقة (تبادل أسرى) وأن بحاجة إلى وقف إطلاق نار قبل اغتيال قياديين آخرين في حماس”.