الاستخبارات الأميركية تقدّر أن استمرار الحرب سيقصّر ولاية نتنياهو
مجتمع الاستخبارات الأميركي يصدر تقديرات تشير إلى تراجع ثقة الإسرائيليين في حكومة نتنياهو على خلفية الحرب على غزة، الأمر الذي يضع سلطة رئيس الحكومة وائتلافه في دائرة الخطر، وسط توقعات بتصاعد الاحتجاجات التي تطالب بانتخابات مبكرة.
اعتبرت وكالات الاستخبارات الأميركية أن بقاء رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، في الحكم، واستقرار ائتلافه على المحك، وذلك في ظل تراجع ثقة الإسرائيليين في حكومته على خلفية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
جاء ذلك في التقرير السنوي غير السري لتقييم التهديدات الدولية الصادر عن مجتمع الاستخبارات الأميركي الشهر الماضي، ورفعت عنه السرية في أعقاب إدلاء مسؤولي المخابرات بشهادتهم أمام مجلس الشيوخ، يوم الإثنين الماضي.
وخلص تقييم الاستخبارات الأميركية إلى أن عدم الثقة بقدرة رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين، على الحكم يتعمق بين الإسرائيليين، وتوقع خروج احتجاجات كبيرة تطالب باستقالته، مرجحا أن يتم تشكيل ما سماه حكومة مختلفة وأكثر اعتدالا.
وجاء في التقرير أن “عدم الثقة في قدرة نتنياهو على حكم تعاظم واتسع بين الجمهور الإسرائيلي أكثر مما كان عليه قبل الحرب. نتوقع مظاهرات أكبر تطالب باستقالته وإجراء انتخابات جديدة”.
وتابع “تشكيل حكومة مختلفة وأكثر اعتدالا هو سيناريو محتمل للغاية”. وحذّر التقرير من أن إسرائيل ستواجه ضغوطا دولية متزايدة بشأن “الوضع الإنساني المتردي في قطاع غزة”.
وبحسب التقييم، فإنه “من المحتمل أن تواجه إسرائيل مقاومة مسلحة مستمرة من حماس لسنوات قادمة، وسيكافح الجيش من أجل تحييد البنية التحتية تحت الأرض لحماس، والتي تمكنهم من الاختباء واستعادة قوتهم ومفاجأة القوات الإسرائيلية”.
وذكر التقرير أن إسرائيل ما تزال مصممة على تدمير حركة حماس، الأمر الذي ينسجم مع موقف الجمهور الإسرائيلي الذي يدعم “على نطاق واسع” القضاء على الحركة.
ولفت التقرير إلى ما وصفه بـ”التحدي” الذي تشكله الحرب في قطاع غزة بالنسبة للعديد ممن وصفوا بـ”الشركاء العرب الرئيسيين” الذين يواجهون رأيا عاما معارضا لإسرائيل والولايات المتحدة بسبب الموت والدمار في القطاع.
وأشار التقرير إلى أن الهجوم الذي قادته حماس في 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي والحرب في غزة “أدى إلى زيادة التوترات في جميع أنحاء المنطقة، إذ يشن وكلاء إيران وشركاؤها هجمات مناهضة للولايات المتحدة وإسرائيل، سواء لدعم حماس أو للضغط على الولايات المتحدة”.
يذكر أن مجتمع المخابرات الأميركي هو اتحاد يضم 18 وكالة حكومية فيدرالية أميركية تعمل بشكل منفصل للقيام بأنشطة استخباراتية لدعم السياسة الخارجية والأمن القومي للولايات المتحدة، وتم تأسيسه من قبل الرئيس الأميركي، رونالد ريغان، في 4 كانون الأول/ ديسمبر 1981.