وزير الخارجية الأميركي طلب الاجتماع على انفراد مع رئيس الأركان الإسرائيلي
وزير الخارجية الأميركي يطلب من الحكومة الإسرائيلية السماح له بعقد لقاء ثنائي يجتمع فيه مع رئيس أركان الجيش الإسرئيلي، هرتسي هليفي، دون حضور أعضاء كابينيت الحرب؛ مكتب نتنياهو يرفض.
طلب وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، إجراء لقاء ثنائي يجتمع خلاله على انفراد مع رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هليفي، ليطلعه الأخير على تطورات الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
جاء ذلك بحسب ما ذكرت صحيفة “يسرائيل هيوم”، الثلاثاء، موضحة أن مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، رفض طلب بلينكن، وأفاد بأنه سيتم إطلاع الوزير الأميركي على تطورات الحرب خلال جلسة يعقدها مع “كابينيت الحرب”.
ووصفت الصحيفة طلب وزير الخارجية الأميركي بأنه “استثنائي وغير اعتيادي” في إطار إدارة العلاقات بين الدول، بما في ذلك الحلفاء المقربون؛ علما بأن بلينكن وصل الليلة إلى إسرائيل، في زيارة هي الخامسة للبلاد منذ بدء الحرب على غزة.
وفي الزيارات السابقة، اجتمع بلينكن مع أعضاء كابينيت الحرب، الذي يضم إلى جانب قادة الأجهزة الأمنية، بمن فيهم رئيس الأركان، كل من نتنياهو، ووزير الأمن، يوآف غالانت، والوزير بيني غانتس، إضافة للوزيرين غادي آيزنكوت ورون ديرمر.
وبحسب “يسرائيل هيوم”، فإن وزير الخارجية الأميركي طلب تلقي “إحاطة أمنية مباشرة من رئيس الأركان، في اجتماع ثنائي يعقده معه منفردا ليتحدثا بأربعة أعين (مباشرة) دون حضور الوزراء أو أعضاء كابينيت الحرب”.
وأوضحت الصحيفة، في تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني، أن مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية رفض طلب بلينكن، وأبلغه بأنها سيتلقى إحاطة حول التطورات الميدانية للحرب في نفس المنتدى الذي اجتمع معه في الزيارات السابقة.
ونظرا لانتقادات التي تعرضت لها حكومة نتنياهو بسبب الحضور الأميركي في اجتماعات كابينيت الحرب، أعلنت الحكومة في المرات السابقة أن الاجتماعات مع بلينكن لا تعقد في إطار كابينيت الحرب وإنما تعقد بحضور جميع مكوناته.
والليلة، وصل بلينكن إلى إسرائيل بالتزامن مع بدء حكومة نتنياهو درس ردّ حماس على مقترح للتهدئة يشمل إفراج الحركة عن رهائن إسرائيليين محتجزين في غزة، مع دخول الحرب على القطاع شهرها الخامس.
واستهلّ بلينكن جولته الشرق أوسطية الجديدة هذه من السعودية التي وصلها الإثنين قبل أن ينتقل منها إلى مصر ثم قطر ومن ثم إلى إسرائيل حيث سيلتقي كبار المسؤولين في حكومة نتنياهو.
وتشمل جولة بلينكن محطة في الضفة الغربية المحتلة حيث سيجتمع مع كبار المسؤولين في السلطة الفلسطينية، بما في ذلك الرئيس محمود عباس.
ويتزامن وصول بلينكن مع شروع إسرائيل في دراسة مقترح جديد للتهدئة؛ وكان رئيس الوزراء القطري، محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، قد أعلن خلال مؤتمر صحافي مشترك مع بلينكن، في الدوحة، “تلقّي ردّ من حركة حماس بشأن اتفاق الإطار يتضمن ملاحظات، وهو في مجمله إيجابي”.
وقال آل ثاني إنه “متفائل” لكنّه رفض مناقشة ردّ حماس بالتفصيل نظرًا إلى “الظروف الحسّاسة”. من جهته، قال بلينكن إنه سيناقش الاقتراح في إسرائيل، الأربعاء، فيما أعلن مكتب نتنياهو استلام رد حماس والعمل على دراسته بتمعن.
من جهتها، أعلنت حماس أنها تعاملت “مع المقترح بروح إيجابية بما يضمن وقف إطلاق النار الشامل والتام، وإنهاء العدوان على شعبنا، وبما يضمن الإغاثة والإيواء والإعمار ورفع الحصار عن قطاع غزة، وإنجاز عملية تبادل للأسرى”.
وفي الدوحة قال بلينكن “لا يزال هناك عمل كثير يتعيّن القيام به. لكننا ما زلنا نعتقد أن الاتفاق ممكن وضروري بالفعل، وسنواصل العمل بلا كلل لتحقيقه”.
واعتبر أن المقترح يفتح الأفق أمام “تهدئة طويلة الأمد” وأمام “الإفراج عن رهائن وزيادة المساعدات” إلى غزة التي تواجه أزمة إنسانية كارثية، وقد شدد على أن هذا الأمر “سيكون مفيدا للجميع”.
إلا أن حركة حماس تطالب بوقف إطلاق نار وليس هدنة جديدة، فيما تشدّد إسرائيل على أنها لن توقف نهائيا حربها على غزة إلا بعد “القضاء” على حركة حماس وتحرير كلّ الرهائن وضمان عدم تشكيل القطاع تهديدا أمنيا لها.