مجزرة مستشفى المعمداني تعقد زيارة بايدن المشحونة بالتوتر والداعمة لإسرائيل
أصبحت زيارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، المشحونة بالتوتر بالفعل، إلى المنطقة أكثر تعقيدا بعد استشهاد المئات في غارة نفذها سلاح الجو الإسرائيلي باستهداف مستشفى الأهلي المعمداني في قطاع غزة، مساء الثلاثاء، في ظل الهدف الرئيسي المعلن للزياة وهو “التضامن مع إسرائيل” التي آثرت استقباله بمجرزة جديدة.
وألقت السلطات الفلسطينية بمسؤولية المجزرة على سلطات الاحتلال الإسرائيلي فيما توالت الإدانات والإستنكارات الدولية للمجزرة وأكدوا أنها “جريمة حرب وتمثل انتهاكا صارخا للقوانين الدولية والأعراف الإنسانية”، نفت سلطات الاحتلال بدورها الضلوع في القصف الذي تعرض له مستشفى الأهلي المعمداني في قطاع غزة.
وسرعان ما أعلنت وزارة الخارجية الأردنية عن إلغاء القمة الرباعية مع بايدن والرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، والرئيس الفلسطيني، محمود عباس، بعد مجزرة مستشفى المعمداني، كما ألغى الرئيس الفلسطيني، اجتماعا مقررا مع بايدن بعد الهجوم على المستشفى والذي ندد به زعماء في مختلف أنحاء العالم.
جاء ذلك بالتزامن مع مغادرة بايدن العاصمة الأميركية واشنطن في طريقه إلى إسرائيل، وجاء في بيان مقتضب صدر عن البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي توجه إلى قاعدة أندروز العسكرية القريبة من واشنطن حيث سيستقل طائرة إلى تل أبيب.
وأعلن البيت الأبيض أن قرر “تأجيل” زيارته التي كانت مرتقبة الأربعاء للأردن، وتعهّد بايدن التواصل “في الأيام المقبلة” مع القادة الثلاثة الذين كان من المقرر أن يعقد قمة معهم في عمان، في إشارة إلى ملك الأردن عبد الله الثاني والرئيس المصري ورئيس السلطة الفلسطينية.
وقال مسؤول في البيت الأبيض أن بايدن “أرسل خالص تعازيه للأرواح البريئة التي فقدت في تفجير المستشفى في غزة، وتمنى الشفاء العاجل للجرحى”. وأضاف: “إنه يتطلع إلى التشاور شخصيًا مع هؤلاء القادة قريبًا، ووافق على البقاء على تواصل منتظم ومباشر مع كل منهم خلال الأيام المقبلة”.
ولم يأت بايدن على ذكر مصدر القصف الذي طال المستشفى الأهلي في مدينة غزة.
وقد يؤدي إلغاء القمة الرباعية في الأردن وعدم الاجتماع مع عباس أو أي مسؤول فلسطيني آخر إلى تقويض أهداف بايدن الأخرى، إضافة إلى “دعم إسرائيل والتضامن معها”، والمتمثلة في تهدئة التوتر في المنطقة والحؤول دون توسع رقعة الحرب ودعم الجهود الإنسانية في غزة.
وأكد وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، أن الأردن قرر عدم عقد القمة الرباعية التي كانت مقررة في عمان الأربعاء، وقال الصفدي: “لا فائدة للحديث مع بايدن بأي شيء بعد مجزرة المعمداني في غزة وواشنطن عاجزة عن وقف الحرب”. وأكد أنه “لن تكون هناك زيارة للرئيس الأميركي إلى الأردن الأربعاء”.
كما قال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، إنه بالتنسيق بين كل من مصر والأردن والسلطة الفلسطينية، تقرر إلغاء القمة الرباعية التي كان مقررًا انعقادها في العاصمة الأردنية عمان، الأربعاء، “على ضوء قصف مستشفى المعمداني في قطاع غزة، وسقوط مئات الضحايا من أبناء الشعب الفلسطيني جراء هذا القصف”.
وأوضح وزير الخارجية الأردني أنه: “بعد التشاور مع أشقائنا الفلسطينيين وأشقائنا في مصر وبعد الحديث مع الولايات المتحدة قرّرنا عدم عقد القمة الرباعية التي كانت مقرّرة في عمّان ليوم الأربعاء”. وأضاف أنّ الأردن قرر إلغاء القمّة “لأنّنا نريد منها إذا عُقدت أن تنتج مخرجًا واحدًا لا ثاني له وهو وقف الحرب واحترام إنسانية الفلسطينيين وإيصال ما يستحقّون من مساعدات”.
وتابع الصفدي “بما أنّ ذلك لن يكون متاحًا (الأربعاء) قررنا عدم عقد هذه القمة، على أن تعقد القمة في الوقت الذي يكون قرارها وقف الحرب ووقف هذه المجازر ووقف سفك الدم ووقف تلك الحرب وهذا العدوان الذي يدفع المنطقة برمتها إلى الهاوية”. وأكد أنه “على المجتمع الدولي وضع حد لسفك الدماء الذي يشكل استمراره وصمة عار على الإنسانية”.
وأدانت دول الخليج، التي تربطها علاقات قوية مع واشنطن، الثلاثاء، بقصف الاحتلال لمستشفى الأهلي المعمداني والذي تسبّب باستشهاد مقتل ما لا يقلّ عن مئتَي شخص، وندّدت السعودية في بيان لوزارة الخارجية بـ”الجريمة الشنيعة” التي ارتكبتها “قوات الاحتلال الإسرائيلي”، رافضةً “بشكلٍ قاطع هذا الاعتداء الوحشي الذي يعُدّ انتهاكًا صارخًا لكل القوانين والأعراف الدولية بما فيها القانون الدولي الإنساني”.
وفي الدوحة، استنكرت الخارجية القطرية “بأشدّ العبارات قصف الاحتلال الإسرائيلي” للمستشفى، مشددة على أنه “مجزرة وحشيّة، وجريمة شنيعة بحق المدنيين العزّل، وتعدّيًا سافرًا على أحكام القانون الدولي، والقانون الإنساني الدولي”.
وفي حين دعت الإمارات ومعها روسيا إلى عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي عقب قصف المستشفى، أدانت الخارجية الإماراتية “الهجوم الإسرائيلي” على المستشفى، معبّرة “عن أسفها العميق للخسائر في الأرواح”.
وفي المنامة، أعربت الخارجية البحرينية عن “إدانة مملكة البحرين واستنكارها الشديد للقصف الإسرائيلي” للمستشفى، معبّرة عن “خالص تعازيها ومواساتها لأسر وذوي الضحايا”.
من جانبها، أدانت الخارجية الكويتية “القصف الوحشي” للمستشفى في غزة “من قبل قوات الاحتلال الاسرائيلي”، معتبرةً ما حدث “خرقًا لمبادئ القانون الدولي الإنساني”.
وفي السياق نفسه، استنكرت سلطنة عمان في بيان، “استهداف مستشفى المعمداني في مدينة غزة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي”، مشددة على أنّ ما حصل “يمثّل جريمة من جرائم الحرب والإبادة وانتهاكا للقانون الدولي الإنساني والأخلاق والمواثيق الدولية”.
من جانبه، ندّد مجلس التعاون الخليجي بـ”القصف الوحشي” على المستشفى، معتبرًا أنّ ما جرى “دليل صارخ لانتهاكات قوات الاحتلال الإسرائيلي الخطيرة”.
بدورها، استنكرت منظمة التعاون الإسلامي التي تضم 57 دولة وتعقد الأربعاء اجتماعًا في جدّة السعودية، لبحث التصعيد في غزة، “المجزرة المروعة التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي”، معتبرًا إياه “جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية وإرهاب دولة منظم”.