
بعد الهجوم الذي شنته حركة حماس ضد إسرائيل من قطاع غزة، بدأت الأنظار تتجه نحو القضية الفلسطينية، وهذا الهجوم ألحق ضررًا بالجهود الأميركية التي استمرت عدة أشهر لإبرام اتفاق تطبيع بين إسرائيل والسعودية.
يوم السبت، اندلعت حرب جديدة بين إسرائيل وحماس في غزة تميزت بعمليتها العسكرية المسماة “طوفان الأقصى”. قامت حماس بإطلاق صواريخ وتنفيذ عمليات توغل وأسر في عدة مناطق بغزة وبلدات إسرائيلية في الجنوب، وقامت إسرائيل بشن غارات على القطاع الذي يعاني من الحصار منذ سنوات.
هذه العملية تأتي بحجم غير مسبوق منذ عقود في النزاع الفلسطيني-الإسرائيلي، وذلك في وقت يتم الترويج لاتفاق تطبيع بين السعودية وإسرائيل، وإذا تمت هذه الصفقة، ستكون الأحدث في سلسلة اتفاقات تطبيع بين إسرائيل ودول عربية في السنوات الأخيرة.
اتفاقات التطبيع تواجه معارضة قوية من الفصائل الفلسطينية مثل حماس، بالإضافة إلى “محور المقاومة” الذي يضم إيران وحلفاءها في المنطقة. وتعتبر إيران هذه الاتفاقات “طعنة في ظهر” الفلسطينيين.
رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أعلن أن إسرائيل في حالة “حرب” بعد هجوم حماس، مما يشير إلى تحول جذري عن خطابه السابق الذي ألقا أمام الأمم المتحدة الشهر الماضي، حيث رأى في اتفاقات التطبيع “عهدًا جديدًا من السلام” وتحدث عن إمكانية إبرام اتفاق “سلام تاريخي” مع السعودية.
رئيس الولايات المتحدة جو بايدن يسعى أيضًا للتوصل إلى اتفاق تطبيع يعزز من حملته للانتخابات الرئاسية في 2024، ولكن بعض حلفائه الديموقراطيين يعبرون عن مخاوف من التأثير السلبي لهذه الاتفاقات على حقوق الإنسان.
هذا التصعيد قد يلقي الضوء على النزاع الفلسطيني-الإسرائيلي ويجعل من الصعب إخفاءه، بينما فعلت اتفاقات أبراهام المبرمة في عام 2020 ذلك. إذا مضت إسرائيل في التصعيد، فقد تضطر الدول العربية إلى اتخاذ مواقف أكثر تصلباً تماشياً مع الرأي العام.
بشكل عام، تبدو الأمور غامضة حيال مستقبل التطبيع بين إسرائيل والسعودية، والهجوم الحالي يزيد من التوتر والتعقيد في هذا السياق الإقليمي.