الجريمة تتصاعد في اللد والرملة، خصوصا بعد هبة الكرامة، أهالي في المنطقة يقولون لـ”عرب 48″ إن السلطات الإسرائيلية اتخذت قرارا بالانتقام من المواطنين العرب، في محاولة لدفعهم للهجرة الطوعية “الناعمة” من المدن “المختلطة”.
في اليوم الثامن من أغسطس 2021، كانت عائلة الوحواح من مدينة اللد تعيش يومًا عاديًا، حيث عاد الشاب أنس الوحواح (17 عامًا) إلى منزله بعد مشاركته في فعالية تربوية. كان يحمل قلمًا في جيبه وبعض المستندات تحضيرًا للتسجيل في الجامعة لبدء مشواره الأكاديمي.
وفجأة، تقدم القاتل نحوه واقترب منه، ثم أطلق النار عليه مستهدفًا الجزء العلوي من جسده، مما أدى إلى مقتله وسقوطه جثة على الرصيف بالقرب من المسجد الكبير في البلدة القديمة في اللد.
هذه الجريمة لم تحدث بسبب سوء تقدير أو خطأ في الهوية، إنما تعتقد أنها نتيجة لنزاع عائلي غير متعلق بأنس. لم يكن أنس مُطلبًا من قبل الشرطة، ولم يكن ضالعًا في نشاطات جنائية، وكان سجله الجنائي “نظيفًا”، وكان شابًا طموحًا وموهوبًا، كما وصفه والده قدري في تصريحه.
يشهد مدينتا اللد والرملة، مثل معظم مدن إسرائيل، تزايدًا ملحوظًا في جرائم القتل خلال الفترة الأخيرة. ومعظم ضحايا هذه الجرائم ليسوا ضالعين في أعمال جنائية وليس لديهم صلة بعصابات الجريمة. ترتبط هذه الجرائم بنزاعات دموية تجمع بين العصابات الإجرامية والنزاعات العائلية.
تمثل هذه الجرائم نسبة كبيرة من الجرائم في المنطقة، حيث بلغ عدد الجرائم في اللد والرملة نحو 90% من إجمالي الجرائم التي وقعت في هذه المدن خلال العامين ونصف العام الماضيين.
تشير الإحصائيات إلى أن الجرائم زادت بشكل ملحوظ بعد حادثة هبة الكرامة في مايو 2021، خاصة النزاعات العائلية المسلحة التي شهدت تصاعدًا خلال العام الحالي.
الشوارع في اللد والرملة شهدت مأساة جديدة بعد هبة الكرامة، حيث تصاعدت حالات الجريمة والعنف. يروون أنهم لم يكونوا يسمعون عن جرائم إطلاق النار قبل هذه الفترة، ولكن بعد هبة الكرامة بدأت هذه الجرائم تتكرر بشكل متزايد.
هذه الجرائم أثرت بشكل كبير على حياة الأهالي، حيث أصبحوا يعيشون في حالة من الرعب والخوف، ويعانون من عدم الاستقرار والقلق بشأن مستقبلهم.