بعد جريمة قتل يعقوب طوخي برصاص شرطي: مخاوف وأخطار تقرع أبواب يافا

مقتل يعقوب طوخي برصاص شرطي لم يكن الحدث الوحيد الذي أثار الغضب، بل كان ذروة توتر شهدته يافا منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، إذ ازداد التحريض وتجول أفراد “فرق الاستنفار” الإسرائيلية مدججين بالأسلحة في المدينة.
في قلب حي النزهة في يافا، المدينة العربية العريقة، علت آهات الحزن والغضب، في الأيام الأخيرة. الأحياء والأزقة والشوارع تحوّلت إلى مسالك موكب جنائزي، وساد الصمت المطبق هنا، إذ كان ضحية جريمة القتل برصاص شرطي بزي مدني، المرحوم يعقوب طوخي، في الخمسينيات من العمر، يجول بابتسامته المعهودة، لتبقى الزوايا والأركان تردد أصداء خطواته الغائبة.
كانت السماء الصافية تخفي غيمة حزن داكنة، والبحر الذي شهد على عبق التاريخ يلمح اليوم بأمواجه الثائرة على مأساة فقدان شاب كان رمزاً للحياة والأمل في يافا. في يوم الجنازة، شهدت شوارع يافا وأزقتها العتيقة مظاهر الحزن العميق الذي خيم على المدينة. الوجوه الغاضبة والعيون الدامعة كانت في كل مكان، تعبر عن فقدان ممزوج بالغضب والقلق. أمام بيت طوخي، شكّلت جدارية رسمت في الخلفية، مطلب سكان يافا العرب، بالعدالة المفقودة.
لم يكن مقتل يعقوب طوخي الحدث الوحيد الذي أثار الغضب، بل كان ذروة توتر شهدته يافا منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي. حملات التحريض التي تعرض لها أبناء المدينة العرب الفلسطينيين، وتجول المسلحين اليهود في الشوارع أضافت طبقة أخرى من الخوف والتوتر في صفوفهم. تلك الأجواء المشحونة لم تفلح سوى في تعميق الشرخ ورفع منسوب القلق حول مستقبل الأهالي.