منذ الخميس، تجددت الاشتباكات بين عناصر من فتح وفصائل إسلامية في مخيم عين الحلوة وأدت لمقتل 6 أشخاص وجرح العشرات، بعد هدوء دام أكثر من شهر، حيث اندلعت آنذاك في تموز/يوليو الماضي، وأسفرت عن مقتل 14 شخصا.
يسود الهدوء الحذر مخيم عين الحلوة، باستثناء تسجيل بعض الرشقات الرشاشة بشكل متقطع، وذلك بعد اتفاق لوقف إطلاق النار توافقت عليه القوى الفلسطينية على إثر اجتماعها مع اللواء إلياس البيسري في المديرية العامة للأمن العام، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء الرسمية اللبنانية، اليوم الثلاثاء.
وأعلنت سلطات الأمن اللبناني، عن الاتفاق على وقف فوري ودائم لإطلاق النار في مخيم عين الحلوة جنوب البلاد، و”متابعة تسليم المطلوبين” على خلفية أحداث العنف الأخيرة في المخيم.
جاء ذلك في بيان لـ”الأمن العام” عقب انتهاء اجتماع في بيروت، مع هيئة العمل الفلسطيني المشترك جميع الفصائل في لبنان، بدعوة من مدير عام الأمن العام بالإنابة الياس البيسري، وحضور رئيس لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني باسل الحسن.
ومنذ الخميس، تجددت الاشتباكات بين عناصر من فتح وفصائل إسلامية في مخيم عين الحلوة وأدت لمقتل 6 أشخاص وجرح العشرات، بعد هدوء دام أكثر من شهر، حيث اندلعت آنذاك في تموز/يوليو الماضي، وأسفرت عن مقتل 14 شخصا.
وهربا من الاشتباكات الدائرة بين حركة “فتح” و”المجموعات الإسلامية” داخل مخيم عين الحلوة، أفادت وكالة “الأناضول” بأن أعدادا كبيرة من المدنيين نزحوا إلى خارج المخيم.
وذكر بيان الأمن اللبناني أنه “تم الاتفاق خلال الاجتماع على وقف فوري ودائم لإطلاق النار، ومتابعة تسليم المطلوبين باغتيال اللواء قائد الأمن الوطني الفلسطيني أبو أشرف العرموشي ورفاقه، وكذلك عبد الرحمن فرهود، للسلطات اللبنانية وفق آلية تم التوافق عليها، دون مزيد من التفاصيل.
وفي السياق، كشف مصدر فلسطيني مسؤول لوكالة “الأناضول”، أن الاجتماع الذي تم مع الأمن العام اللبناني “أكد على تثبيت وقف إطلاق النار منذ السابعة من مساء الإثنين بالتوقيت المحلي وتكليف القوة الفلسطينية المشتركة لاستدعاء المتهمين لتسليمهم للقضاء اللبناني”.
وقال المصدر مفضلا عدم ذكر اسمه، إن “الاتفاق جيد إذا طبق، ولكن من لم يسلم نفسه بحسب أول اتفاق لن يسلم نفسه وفق الاتفاق الذي تم اليوم، وخاصة أن واحدا منهم يدعى عزالدين أبو داود ضبايا قتل خلال الاشتباكات أمس الإثنين”.
واستبعد المصدر المسؤول أن “يسلم السبعة الباقون أنفسهم، لذلك لن يكون من السهل توقف الاشتباكات”، على حد قوله.
وفي وقت سابق، ذكرت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية أنه تم نقل أحد المطلوبين البارزين من “تجمع الشباب المسلم” في مخيم عين الحلوة المدعو عزالدين ابو داود ضبايا إلى مستشفى مصابا بجروح خطيرة خلال اشتباكات المخيم، وبالتزامن حضرت قوة من مخابرات الجيش إلى المكان.
وضبايا هو أحد المطلوبين الثمانية المتهمين باغتيال قائد الأمن الوطني الفلسطيني أبو أشرف العرموشي، و4 من مرافقيه في أحداث مخيم عين الحلوة.
وفي السياق ذاته، أعلن محافظ منطقة الجنوب منصور ضو، في بيان، “إقفال الإدارات الرسمية العاملة في سرايا صيدا بسبب المستجدات الأمنية حرصا على سلامة المواطنين والموظفين”.
ويعد مخيم عين الحلوة من أكبر المخيمات الفلسطينية في لبنان، إلى جانب 11 مخيما آخرا، حيث يقدر عدد اللاجئين الفلسطينيين في البلاد بنحو 300 ألف لاجئ.
ولا يدخل الجيش أو القوى الأمنية اللبنانية إلى المخيمات بموجب اتفاقات ضمنية سابقة، تاركين مهمة حفظ الأمن فيها للفلسطينيين أنفسهم، بينما يفرض الجيش اللبناني إجراءات مشددة حولها.