نشرت روسيا العشرات من أنظمة صواريخ إسكندر على طول الحدود الأوكرانية، بينما حذر جنرال أميركي من أن الوقت ينفد أمام الهجوم الأوكراني المضاد مع اقتراب فصل الشتاء، بالتزامن مع تواصل الهجمات الروسية الأوكرانية المتبادلة وسقوط قتلى في صفوف الجانبين.
وقال فاديم سكيبيتسكي نائب رئيس إدارة الاستخبارات لوزارة الدفاع الأوكرانية إن روسيا نشرت 46 من أنظمة صواريخ إسكندر على طول حدود البلاد.
وأضاف -في مؤتمر صحفي بكييف أمس الأحد- إن أنظمة إسكندر الروسية يمكنها إطلاق صواريخ كروز وصواريخ باليستية على البنية التحتية المدنية في البلاد.
وقال المسؤول بالجيش الأوكراني يوم الجمعة إن روسيا قصفت مدينة كريفي ريه وسط البلاد بنظام صاروخي من طراز إسكندر.
واستخدمت موسكو بشكل متكرر صواريخ إسكندر في ضربات على أهداف أوكرانية، ويمكن لهذا النظام التكتيكي إطلاق رؤوس حربية تقليدية أو نووية.
التطورات الميدانية
ميدانيا، نشرت وزارة الدفاع الأوكرانية صورا قالت إن قواتها بالمنطقة الشرقية استهدفت مستودع ذخيرة تابعا للقوات الروسية، دون توضيح موقعه.
وذكرت وسائل إعلام أوكرانية أن هذا المستودع يقع في منطقة نوفومايورسكا بمقاطعة دونيتسك في إقليم دونباس. واتهمت الوزارة القوات الروسية بتخزين الذخيرة في مناطق سكنية.
من ناحيته قال أوليكسي أريستوفيتش مستشار الرئيس الأوكراني إن قواتهم تقوم بعمليات هجومية مضادة وتسيطر على شمالي البلاد. وأضاف أن القتال ما يزال مستمرا في مدينة ماريوبول (جنوب) وإن قواتهم تدافع عن المدينة.
كما أعلنت وزارة الدفاع الأوكرانية إسقاط طائرة روسية من نوع سوخوي-34 في ميكولايف (جنوب). ونقلت وكالة نوفوستي الروسية عن انفصاليي دونيتسك بأن القوات الأوكرانية استولت على سفينتين أجنبيتين بميناء ماريوبول واحتجاز طاقميهما رهائن.
وفي خاركيف، قالت الإدارة العسكرية إن الجيش الأوكراني دمر قافلة روسية ضخمة كانت متجهة نحو إيزيوم، في حين قالت قيادة القوات الجوية الأوكرانية إن دفاعاتها دمرت السبت 3 مقاتلات روسية ومروحية و5 مسيرات و4 صواريخ كروز.
الهجوم الروسي
وفي المقابل، قالت وزارة الدفاع الروسية إن قواتها دمرت منظومة دفاع جوي من طراز إس-300 في مطار تشوغويف العسكري الأوكراني، وأسقطت 8 طائرات أوكرانية مسيرة في مناطق عدة بينها لوغانسك.
من جانبها، ذكرت الإدارة العسكرية في دنيبرو أن قصفا روسيا ثانيا دمر مطار المدينة والبنية التحتية المجاورة بالكامل، كما تعرضت منطقة سيفرودونيتسك لهجمات روسية مكثفة، وفق ما أشارت الإدارة العسكرية في لوغانسك الأوكرانية.
وكان حاكم دنيبرو “فالنتين ريزينيتشنكو” قد قال في وقت سابق إن الجيش الروسي استهدف مطار المدينة وبعض المنشآت المدنية. وقد تمكن فريق الجزيرة من الوصول إلى محيط المطار حيث شوهد تصاعد الدخان منه.
الهجوم المضاد
على صعيد آخر، حذر رئيس هيئة الأركان الأميركية الجنرال مارك ميلي من أن أمام قواته ما بين 30 و45 يوما من القتال لطرد القوات الروسية من المناطق التي سيطرت عليها، قبل أن توقف الأحوال الجوية الهجوم الأوكراني المضاد.
وأضاف ميلي “لا يزال هناك قتال عنيف مستمر” وأوكرانيا “تواصل التقدم بثبات” لكن مع بطء التقدم وبدء الهجوم المضاد في وقت متأخر عما خططت له أوكرانيا، فإن تدهور الأحوال الجوية والموسم الموحل يمكن أن يلعبا ضد آمال كييف في استعادة مساحات واسعة من المناطق التي سيطرت عليها روسيا.
وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أعلن -بخطابه اليومي مساء أمس عبر منصات التواصل- أن جيشه حقق الأسبوع الماضي تقدما بمنطقة تافريا (جنوب) التي تضم مقاطعة زاباروجيا، وكذلك في محيط مدينة باخموت بمقاطعة دونيتسك (شرق).
وأضاف زيلينسكي أن قواته تحافظ على مواقعها في محور أفدييفكا ومارينكا بالقرب من مدينة دونيتسك الخاضعة للسيطرة الروسية، وفي محور ليمان وكوبيانسك (شمال).
وأشار إلى إمكانية أن تحقق قواته اختراقا كبيرا الفترة المقبلة، قائلا “إذا طردناهم (الروس) من الجنوب سيفرون”.
وتنفي موسكو تصريحات المسؤولين الأوكرانيين عن تقدم قواتهم، سواء في زاباروجيا أو دونيتسك، ووصفت الهجوم الأوكراني المضاد المستمر منذ الرابع من يونيو/حزيران الماضي بأنه “فاشل”.