قال عبد الرحمن مراعنة، وهو عم الضحية عمر، إن “أعداد كبيرة من عناصر الشرطة كانوا يتجولون في القرية في ساعات النهار ويحررون المخالفات، وفي ساعات المساء اختفت القوات ووقعت الجريمة”.
تشهد قرية الفريديس تصاعدًا خطيرًا في العنف والجريمة، منذ مطلع العام الجاري ولغاية اليوم، بعد أن فقدت القرية ثلاثة من شبابها خلال شهرين، في حين فقد المواطنون شعور الأمن والأمان وسط تقاعس الشرطة عن أداء عملها وتطبيق القانون.
يزداد يقين السكان في الفريديس بأن الشرطة تعدّت مرحلة التقاعس حيال مكافحة العنف والجريمة في القرية وانتقلت إلى مرحلة التواطؤ مع المجرمين، في الوقت الذي لا تزال جرائم القتل الثلاثة مسجلة ضد مجهول أو مجهولين.
وقُتل الشاب علاء مرعي، مساعد رئيس المجلس المحلي، بجريمة إطلاق نار، يوم 14 تموز/ يوليو الماضي، وقتل الشاب أحمد مرعي يوم 1 أيلول/ سبتمبر الجاري، أما الجريمة الأخيرة، مساء أمس الأربعاء، فقد راح ضحيتها الفتى عمر مراعنة (17 عاما).
وقال عبد الرحمن مراعنة، وهو عم الضحية عمر إن “أعداد كبيرة من عناصر الشرطة كانوا يتجولون في القرية في ساعات النهار ويحررون المخالفات، وفي ساعات المساء اختفت القوات ووقعت الجريمة”.
وأضاف أن “ما يحصل في مجتمعنا وفي بلدتنا الفريديس ليس منطقيًا، إذ أنه خلال شهرين قُتل ثلاثة شبان في مقتبل العمر، عدا عن الإصابات التي لم تنته بوفاة، وهذا ليس من عادتنا التي ترعرعنا عليها. نحن في الفريديس عائلةواحدة ويد واحدة، ولكن للأسف هناك أيد خفية تدير هذه العصابات”.
وعن ملابسات الجريمة، أوضح مراعنة أنه “بعد تأديتي صلاة العشاء توجهت لأرتاح قليلا، فجأة سمعت صوت إطلاق نار قريب من المنزل، وإذ بإطلاق النار داخل المنزل، واتضح أن عمر ابن شقيقي مصاب وعندما أصيب هرب إلى داخل المنزل، لاحقه المجرمون وأطلقوا النار عليه حتى فارق الحياة داخل المنزل، وأمام جده والأقارب. الرصاص الذي أطلق على ابن شقيقي أيضًا أصاب العربة الكهربائية الخاصة بوالدي، وبلطف من الله لم يكن والدي داخل العربة، وأيضًا الرصاص اخترق الغرفة التي تواجدت فيها والدتي ووالدي وبلطف من الله لم يصيبهما أذى”.
وأشار إلى أن “ما يحصل في المجتمع مرعب ويستهدف الجميع كما استهدف الشيوخ والنساء والأطفال وطلاب المدارس، والآن استهدف ابن شقيقي الذي يبلغ من العمر (17 عامًا). ماذا فعل هذا الفتى الذي هو في مقتبل بالعمر حتى تتم ملاحقته وقتله مع سبق الإصرار؟”.
وعن الضحية، قال عمه إنه “تخرج من المدرسة الثانوية في شهر حزيران/ يونيو المنصرم، وكان يبحث عن عمل من أجل تأمين مستقبله ومساعدة والده في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة”.
وحول دور الشرطة، أوضح مراعنة أن “الشرطة التي عملها توفير الأمن والأمان للمواطنين للأسف تقوم فقط بتحرير المخالفات للمواطنين. لا يعقل أن يقتصر دور الشرطة فقط على تحرير المخالفات، في ظل ما نعيشه من جريمة تفتك بنا. هذه الشرطة أثبتت عجزها وفشلها في توفير الأمن والأمان للمواطنين العرب، إذ أنه خلال ساعات النهار، أمس، كانت قوات كبيرة خلال ساعات النهار، وعندما وقعت الجريمة جاءت الشرطة بعد نصف ساعة”.
وقال رئيس مجلس الفريديس المحلي، أيمن مرعي إن “ما يحصل في بلدنا محزن ومفجع، من قتل ثلاثة شبان في جرائم إطلاق النار، والحل هو ضبط الأولاد وتربيتهم تربية صحيحة بعيدًا عن الجريمة والعنف”.
أضاف مرعي أن “الحل الوحيد الذي أمامنا الآن، يجب أن يكون جماعيًا من كل أعضاء الكنيست ورؤساء السلطات المحلية العربية بتسليم مفاتيح السلطات المحلية العربية ومنح رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، ووزيره للأمن القومي، إيتمار بن غفير، إدارة السلطات المحلية العربية. ما يحصل في مجتمعنا ليس منطقيًا أبدًا”.