أعلن مقاتلو العشائر العربية سيطرتهم على قرية “زنقل” بمحيط مدينة منبج بريف حلب الشرقي، اليوم الأربعاء، وذلك بعد مواجهات مع ما يعرف بقوات سوريا الديمقراطية.
وأوضحت مصادر محلية للجزيرة أن مقاتلي العشائر العربية دفعوا بتعزيزات عسكرية إلى خطوط المواجهات مع “قوات سوريا الديمقراطية” في ريف منبج.
كما قالت مصادر في المعارضة المسلحة للجزيرة إن مدفعية استهدفت مواقع عسكرية لقوات سوريا الديمقراطية في تل رفعت شمال حلب، وأخرى في محيط عين عيسى بريف الرقة.
انتهاء الاشتباكات بذيبان
في سياق متصل، أفاد مراسل الجزيرة بأن “قوات سوريا الديمقراطية” تقدمت في بلدة ذيبان بريف دير الزور شرق سوريا التي شهدت قتالا بين الطرفين الأسبوع الماضي.
من جهتها، أعلنت “قوات سوريا الديمقراطية” انتهاء العمليات العسكرية في ذيبان، والبدء بتفتيش المنازل والأحياء بحثا عمن وصفتهم بالمسلحين المختبئين اليوم الأربعاء، وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية.
ونقلت الوكالة عن فرهاد شامي المتحدث باسم ما تعرف بقوات سوريا الديمقراطية قوله إنهم يبحثون عن “مجموعات مسلحة” قادمة من الضفة الغربية لنهر الفرات.
وأضافت الوكالة أن “قوات سوريا الديمقراطية” تؤكد عدم وجود خلافات مع العشائر العربية، متهمةً من وصفتهم بالمسلحين بمحاولة خلق فتنة.
مطالبات بإدارة ذاتية
وخرجت مظاهرات اليوم في ريف دير الزور الشرقي مطالبة بضرورة تحقيق الإدارة الذاتية لمناطقهم العربية في ظل تنسيق مع التحالف الدولي.
وأكد المتظاهرون دعمهم للحراك المسلح الذي يقوده شيخ قبيلة العكيدات إبراهيم الهفل ضد سيطرة ما تعرف بـقوات سوريا الديمقراطية.
يأتي ذلك بعد أن نفى شيخ العكيدات -التي تعد إحدى العشائر العربية الكبرى في سوريا- وجود هدنة بين العشائر و”قوات سوريا الديمقراطية”.
قلق أممي
وفي الأثناء، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أمس الثلاثاء، عن قلقه من تصاعد الأعمال المسلحة شمال شرقي سوريا، في ظل استمرار الاشتباكات، ودعا جميع الأطراف إلى ضبط النفس لمنع المزيد من التصعيد في المنطقة.
وأفاد العاملون في المجال الإنساني وشركاء الأمم المتحدة بمقتل ما لا يقل عن 54 مدنيا، بينهم 4 أطفال، ونزوح حوالي 500 عائلة.
وأضاف شركاء الأمم المتحدة أن بنى تحتية تضررت، بما في ذلك مستشفيان و3 منشآت لمعالجة المياه منذ بدء الاشتباكات في 27 أغسطس/آب الماضي بين الطرفين في ريف دير الزور التي امتدت لتشمل مناطق في الحسكة والرقة وريف حلب.
مواقف دولية
وحذر وزير الخارجية التركي هاكان فيداناليوم من تداعيات أكثر خطورة للنزاع الجاري في شرقي سوريا، قائلا إن وحدات حماية الشعب الكردية المدعومة من أميركا احتلت أراضي عربية في سوريا.
وكانت وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) دعت الأطراف المتقاتلة في شمال شرقي سوريا إلى وقف القتال والتركيز على هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية، وذلك خلال لقاء لمسؤولين أميركيين مع قادة “قوات سوريا الديمقراطية” وزعماء القبائل في دير الزور أمس الثلاثاء.
بينما أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تأييده موقف العشائر العربية في اشتباكها مع “قوات سوريا الديمقراطية” -التي تقودها وحدات حماية الشعب الكردية- مع دخول الاشتباكات بين الجانبين يومها الـ11.
يذكر اندلاع الاضطرابات في المنطقة كان بسبب اعتقال قوات سوريا الديمقراطية لقائد عربي، بينما يقول شيوخ العشائر العربية إنهم حرموا من ثرواتهم النفطية بعدما وضعت “قوات سوريا الديمقراطية” يدها على أكبر آبار النفط السورية بعد رحيل تنظيم الدولة.