إضراب عام في المجتمع العربي احتجاجا على العنف والجريمة والتواطؤ الحكومي

أغلقت المرافق العامة والمؤسسات الخدماتية والمحال التجارية في البلدات العربية أبوابها استجابة لقرار لجنة المتابعة للجماهير العربية، والذي أقرته أول من أمس الأحد، في بلدية كفر قرع، بإعلان الإضراب العام والشامل في المجتمع العربي.

يسود المجتمع العربي، اليوم الثلاثاء، إضراب عام احتجاجا على العنف والجريمة والتواطؤ الحكومي.

ومع جريمة القتل التي نفذت بالقرب من الناصرة، صباح اليوم، بلغ عدد ضحايا جرائم القتل في المجتمع العربي منذ مطلع العام الجاري ولغاية اليوم، 159 قتيلا بينهم 9 نساء، وهي حصيلة قياسية مقارنة بالسنوات السابقة.

وأغلقت، اليوم، المرافق العامة والمؤسسات الخدماتية والمحال التجارية في البلدات العربية أبوابها استجابة لقرار لجنة المتابعة للجماهير العربية، والذي أقرته أول من أمس الأحد، في بلدية كفر قرع، بإعلان الإضراب العام والشامل في المجتمع العربي، اليوم، على أن تنضم المدارس بعد الحصة الثالثة، لتنطلق مسيرات شعبية محلية في المدن والقرى العربية.

وأفاد أمير بويرات، بأن الإضراب شامل وكامل في مدينة كفر قرع وقرية عرعرة المثلث ومنطقة وادي عارة.

وأفاد ضياء حاج يحيى، بأن الالتزام بالإضراب شبه كامل في مدينة الطيبة.

وأفادت إيناس مريح، بأن الالتزام بالإضراب العام شبه تام في مدينة طمرة.

وأضافت أن المؤسسات الرسمية في طمرة، وغالبية المحلات التجارية التزمت بالإضراب العام تلبية لقرار لجنة المتابعة وتنديدا بتقاعس الشرطة في مواجهة العنف والجريمة.

وبدأت بعض المدارس في طمرة بتمرير فعاليات تربوية عن العنف وصناعة المستقبل بعيدا عن العنف.

وقال عضو لجنة أولياء أمور الطلاب في مدرسة الخوارزمي الثانوية بطمرة، شادي مريح، إنه “نشكر إدارات المدارس في طمرة التي نظمت برامج توعوية ضد العنف، من بينها مدرسة الخوارزمي الثانوية، والتي أكدت على أهمية العيش بأمن وأمان وعدم الشعور باليأس عند الطلاب، بل ليشعروا بتحد لمواجهة العنف والجريمة من خلال تحقيق النجاحات، وتسجيل الإنجازات لمجتمعنا”.

وأكد أن “الحكومة الفاشية تسعى لتحطيم مجتمعنا، أمنيا واجتماعيا واقتصاديا، من خلال نشر السلاح بيننا. أن نستيقظ على خبر قتل مؤلم جدا، وعلينا توعية أبنائنا بحقيقة مجتمعنا العربي، فنحن نمتلك قدرات وطاقات وشخصيات تتصدر المكانة العالية في كافة الأماكن المرموقة. علينا نزع اليأس الذي تحاول الحكومة زرعه في نفوسنا، فنحن نتهم الحكومة بالإهمال والصمت لما يحدث في مجتمعنا من جرائم عنف وقتل، ومن المهم جدا أن يعلم شبابنا خاصة عن إهمال الشرطة وتقاعسها بمواجهة ملف العنف والجريمة، حيث إن الجميع يدرك أن مصدر السلاح الذي يفتك بمجتمعنا يصل عن طريق الجيش الاسرائيلي”.

وختم مريح بالقول إن “أولادنا من مرحلة جيل الطفولة حتى المرحلة الثانوية يسمعون يوميا أخبار العنف والجريمة، ونحن نرفض لهم الاعتياد والتأقلم على هذا الوضع، لهذا نطالب من خلال لجنة أولياء أمور الطلاب من الجهات المسؤولة بناء برنامج سنوي لمناهضة العنف والجريمة، وصناعة المستقبل، لنبث روح الأمل في نفوس أبنائنا في كافة المراحل، وننزع الشعور باليأس عندهم، خاصة وأن الدولة تسعى لتنفيذ أجندتها ضد مجتمعنا بتدميره، كما ذكرت، أمنيا واجتماعيا واقتصاديا وسياسيا، ولكن مجتمعنا لن ينكسر ولن يصمت على هذا الوضع”.

وأفاد مراسل “عرب 48″، زكريا حسن، أن الإضراب في الناصرة جزئي، وبعض المحلات التجارية فتحت أبوابها كالمعتاد منذ ساعات الصباح، لكن الحركة في الشوارع ضعيفة جدا.

وشهدت الناصرة في ساعات الصباح ازدحامات مرورية بسبب نقل الطلاب إلى المدارس وحضانات الأطفال، خاصة الأهلية والخاصة منها، أما المدارس الرسمية والتابعة للبلدية (مدرسة الجليل الثانوية البلدية) فقد أغلقت أبوابها منذ الصباح ولم تستقبل الطلاب بناء على قرار من البلدية.

وكانت بلدية الناصرة قد أعلنت عن التزامها بالإضراب، اليوم، ويشمل كافة الأطر التعليمية في المدينة بما في ذلك أطر التعليم الخاص.

ومن ضمن قرارات لجنة المتابعة بالإضافة إلى إضراب اليوم، تشكيل لجنة طوارئ، تشمل لجنة إفشاء السلام ولجنة مناهضة العنف والجريمة ولجنة الرؤساء وغيرها.

ودعت لجنة المتابعة للالتزام بالإضراب العام “على ضوء استمرار استفحال دائرة الجريمة والعنف في المجتمع العربي والتواطؤ الحكومي الرسمي المفضوح، لجعل مجتمعنا يغرق في حالة الرعب والدم، ويحصي الضحايا القتلى والمصابين”.

وأكدت أن “إضرابنا يعكس الموقف الوطني الجماعي ضد الجريمة الدائرة ودعم الحكومة لها، من أجل وقف ما يجري وضمان حياة آمنة ومستقبل أفضل لأبنائنا والأجيال الناشئة”.

وحيّت لجنة المتابعة صدور بيانات الالتزام بالإضراب، الصادرة عن اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية، واللجنة القطرية لأولياء الأمور العرب، ولجنة متابعة قضايا التعليم العربي، والأحزاب التي أصدرت بيانات باسمها.

وأكدت على “ضرورة تحويل التصدي لإرهاب الجريمة إلى انتفاضة شعبية من أجل الحياة ولتوجيه الأسهم إلى السلطة الإسرائيلية الغاشمة التي ترعى إرهاب الجريمة”.