انتخابات أم الفحم في ظل الجريمة.. أعضاء بلدية يستقيلون ومرشحون ينسحبون
في سياق تأثر انتخابات السلطات المحلية بالجريمة المستفحلة في المجتمع العربي، أعلن عدد من المرشحين لرئاسة سلطات محلية عربية وآخرين ضمن قوائم عضوية في عدة بلدات عربية عن انسحابهم من الترشح للانتخابات.
قدم أعضاء حركة “شباب التغيير” في أم الفحم استقالتهم من المجلس البلدي في أم الفحم، كما أعلنت الحركة عن انسحابها من المنافسة على رئاسة البلدية في الانتخابات القادمة المقررة في أواخر تشرين الأول/ أكتوبر القادم.
وعُلم أن حركة “شباب التغيير” تمثلت بثلاثة أعضاء في الدورة الحالية، وهم: المحامي علي عدنان بركات، والمحامي أحمد عبد الجواد، وغانم بويرات، فيما كان الأول قد أعلن ترشحه لرئاسة البلدية قبل شهر ضمن الحركة نفسها والتي ينشط بها مجموعة كبيرة من الشبان في أم الفحم.
وجاءت استقالة أعضاء البلدية وسحب ترشح الحركة للانتخابات، احتجاجا على انعدام الأمن والأمان واستفحال الجريمة في المجتمع العربي سيما في ظل التهديدات والجرائم التي استهدفت رؤساء سلطات محلية عربية ومرشحين للانتخابات.
ومؤخرا، استهدفت الجريمة مرشح رئاسة بلدية الناصرة، مصعب دخان، حيث أصيب بجراح من جراء تعرضه لإطلاق نار فيما تعرض منزل رئيس بلدية طمرة د. سهيل ذياب لإطلاق نار، وقبل ذلك قتل كل من مرشح رئاسة مجلس محلي أبو سنان، غازي صعب، ومدير عام بلدية الطيرة، عبد الرحمن قشوع.
وفي سياق تأثر انتخابات السلطات المحلية بالجريمة المستفحلة في المجتمع العربي، أعلن عدد من المرشحين لرئاسة سلطات محلية عربية وآخرين ضمن قوائم عضوية في عدة بلدات عربية عن انسحابهم من الترشح للانتخابات.
وكانت كفر ياسيف بين البلدات التي شهدت انسحابات قبيل الانتخابات، وذلك بعدما سحب د. هلال خوري ترشحه لرئاسة مجلس محلي كفر ياسيف، وانضمت إليه 5 قوائم عضوية كانت داعمة له وهي: قائمة الإصلاح، قائمة العربية الموحدة، قائمة الميزان، قائمة الصداقة والإخاء، وقائمة المستقبل المستقل.
مما يذكر أن حصيلة القتلى منذ مطلع العام الجاري ولغاية الآن، بلغت 158 قتيلا بينهم 9 نساء، وهي حصيلة قياسية مقارنة بالسنوات السابقة.
وبهذا الصدد، قال رئيس “شباب التغيير” في أم الفحم، المحامي علي عدنان بركات، إنه “على الرغم من جهوزيتنا الكاملة لخوض الانتخابات القادمة من جانب القائمة والأعضاء والمخطط والدعاية الانتخابية، إلا أننا قررنا عدم خوض الانتخابات بسبب الجريمة المستفحلة في المجتمع العربي”.
وأضاف أن “أبسط الحقوق التي يجب أن تكون لكل مواطن في العالم هي الأمن والأمان، والتي أصبحت بمثابة أمنيات بالنسبة لنا في ظل الجريمة المستفحلة وانعدام الأمن والأمان”.
ومن جانبه، ذكر عضو حركة “شباب التغيير”، غانم بويرات، أنه “لم نترك وسيلة للتأثير إلا وقمنا بها، إذ أننا نظمنا مظاهرات وإضرابات واحتجاجات مختلفة”.
وأشار إلى أن “كل وسائل الضغط التي قمنا بها لم تؤدي إلى تحرك الحكومة الإسرائيلية حتى تأخذ دورها في مكافحة الجريمة”.
وتطرق إلى مدى تأثير الاستقالات الجماعية للسلطات المحلية العربية، بالقول إن “استقالة كافة السلطات المحلية العربية مرة واحدة سيكون له تأثير وصدى كبيرين، وسيجعل الحكومة تتحرك بشكل فوري لمكافحة الجريمة، لذلك فإن الاستقالات الجماعية لها تأثير كبير”.